أقواس
لا يدركُ الإنسان قيمة الأشياء التي بين أيدينا؛ إلا بعد أن تضيع منه ويبدو أنّ هذا هو واقع الحال الذي نعيش فيه باليمن والعالم العربي بشكل عام، وهذه الأشياء قد تكون أشخاصًا أو موجودات نراها مما يجعل الأمر ينقسم إلى شقين.الشق الأول يتمثل بالشخوص الذين يمتلكون مواهب وقدرات في مجالات معيّنة كالعلوم، الفنون، الآداب وهؤلاء الأشخاص يعيشون بيننا، ولكننا لسبب ما لا نقدر أولئك الأشخاص كما أنّ الإهمال الذي يتعرضون له من قبل الجهات المسئولة التي يفترض بها أن ترعى أولئك الأشخاص، فإذا ما حدث أنّ هاجر أولئك المتميزون إلى أمريكا وأوروبا وحظيوا بالاهتمام والتقدير الذي يستحقونه طبقًا للقدرات والمواهب التي يمتلكونها والجهود التي يبذلونها ساعتها فقط نتذكر أنّ هؤلاء الأشخاص كانوا يعيشون بيننا وأنّهم من قوميتنا وغيرها من تلك الروابط التي تجعلنا نتباهى بهم متناسين أننا تجاهلناهم ولم نعرهم اهتمامًا يذكر.أما الشق الثاني فيتمثل بالآثار والموروث الذي يمتلكه العرب والذي يكون أمامهم سنوات طويلة ولكنهم لم يعروها أية أهمية ولكن إذا ما حدث وأهتمت دولة ما أو بعثة ما بالآثار أو بتدوين الموروث كالبيوت الثقافية الأوروبية المنتشرة في جميع الدول الأوربية التي وإن كانت تهدف إلى تعزيز أو تقوية تلك الروابط بين البلدان؛ فإنّها في ذات الوقت تهدف إلى الاستفادة مما يمتلكه العرب من خلال التحليل والدراسة المنهجية لكل ما يمتلكونه وطبع الكتب وعقد الندوات حول المخزون التاريخي والثقافي الذي يمتلكه العرب لحظتها فقط نتنبه لما نملكه؛ وكأنّ غيرنا قد اكتشف في أرضنا كنزًا ثمينًا.فإلى متى سنظل على هذا الحال ندفع بالعقول العربية بعيدًا عنا؟ على الرغم من أنّهم في أحايين كثيرة كانوا يسعون إلينا لنستمع إلى أفكارهم وأن نوليهم قدرًا من الاهتمام؛ لا أن تقفل الأبواب بوجوههم أو يستهزأ بأفكارهم ونعدها ضربًا من المستحيل وإلى متى يستمر العبث والإهمال للآثار والموروث الذي نمتلكه حتى يأتي يوم يوشك فيه على التلاشي من بيننا، أما بسبب إهمالنا أو عبث أشخاص لا يدركون القيمة التي تمثله تلك الآثار والموروث العربي.ولكننا نعود ونقول إننا نحن السبب في كل ذلك الذي يحدث لنا فهل أصابنا العمى؟ أم تعامينا؟ أم ترانا مصابون بعقدة الخواجة؟ بحيث أننا لا نبصر الأشياء؛ إلا إذا أشار إليها غيرنا.أثمار علي هاشم