خبير الجماعات الإسلامية الفرنسي أوليفييه روا :
الكويت / متابعات:وصف مدير الابحاث في المركز الوطني للابحاث العلمية في باريس وخبير الجماعات الاسلامية وقضايا الاسلام السياسي اوليفييه روا قرار الادارة الاميركية بخوض الحرب على العراق بأنه لم يدرس جيدا ولم يكن حكيما. وأعرب عن يقينه بأن الجماعات الارهابية لا يهمها اقامة دولة الخلافة الإسلامية بقدر ما يهمها محاربة الرأسمالية التي تقودها اميركا ، مشيرا الى ضرورة التمييز بين أمرين مختلفين عند تقييم نتائج الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتي انقسمت بعد 11 سبتمبر 2003 الى قسمين، فهناك حملات عسكرية على افغانستان، وكانت ناجحة وحققت الاهداف المنشودة، لكن الامر الآخر هو حرب العراق التي لم تدرسها الإدارة الأميركية بشكل جيد، ولم يكن قرارها حكيما، على الرغم من ان الادارة الاميركية تصر على قناعتها بأن التغيير في سياسات الشرق الاوسط له علاقة قوية ومباشرة بالارهاب، لكننا نرى ان هذا الارتباط بسيط، ولا يوجد وجه مقارنة بين صدام حسين والقاعدة.ورداًعلى سؤال من احد المشاركين في الديوانية حول جرائم الإرهاب التي بنفذها في العراق تنظيم القاعدة بقيادة ابي مصعب الزرقاوي والتي أدانتها كافة القوى السياسية في العراق بما فيها القوى التي تؤيد مقاومة الإحتلال ، قال الخبير الفرنسي ان اسباب الارهاب في العراق تعود الى كتلة تكونت من فئة من الناس الذين تجمعت لديهم اهداف متمثلة في مقاتلة الاميركان، وهؤلاء الناس هم السنيون والقوميون البعثيون، والسلفيون بالإضافة الى تنظيم ( القاعدة ) ومن يؤمنون بالجهاد الدولي وليس الجهاد في دولة ما .وضرب اوليفيه روا مثالاعلى ذلك بالزرقاوي وهو شخص اردني عاش بين العراقيين لا سيما الاكراد، مشيراً الى انه لا يعمل من اجل اقامة دولة اسلامية في الاردن، ولكنه يؤمن بالجهاد الدولي ضد فسصاد الكفر وعلى رأسه الأميريكان بحسب أدبيات تنظيم القاعدة. وأكد الخبير الفرنسي على أن هذه المجموعة ليس لديها منظور أقليمي ولا تملك أجندة سياسية أو رؤية واقعية لقيام نظام سياسي إسلامي على اساس ما يسمونها ( الخلافة على مناهج النبوة)، لأن ذلك يتعارض مع مسار العلاقات الدولية المعاصرة ويتناقض مع وجهة تطور المجتمع الدولي الحديث حيث يصعب دمجه في امبراطورية عالمية تدين بالولاء المطلق لخليفة أو ملك أمبراطوري!!.ونفى أوليفيه أن يعود السبب الى الغباء السياسي لهؤلاء، ولكن لأنهم لا يهتمون ولا يرغبون بوضع هذا البرنامج، لأن هدفهم الطوباوي هو تغيير النظام الدولي ومحاربة الرأسمالية مشيراً إلى أن انتحاريي الحادي عشر من سبتمبر لم يفعلوا هذا الفعل الانتحاري من أجل إقامة دولة، توجد لديها العدالة الاجتماعية ولكن بغية محاربة الرأسمالية التي تقودها أميركا.وحول موقع مبادئ حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب خاصة ان هذه الجهات الإرهابية لا تؤمن بهذه الحقوق، قال الخبير الفرنسي هؤلاء الناس لا يؤمنون بما يسمى بحقوق الإنسان فهم يعيشون في عالمهم الخاص، ومن الصعب أن تطبق هذه المبادئ على هؤلاء المتطرفين الغارقين في أفكار الأسلاف التي نشأت معطياتها في عصور غابرة تختلف بصورة جذرية عن معطيات عصرنا وتحدياته وتناقضاته .وتحدث اوليفيه عن رؤيته للموقف الأروبي من الإرهاب منوها الى ان للإرهاب وتاريخه مع أوروبا قصة قديمة وليست جديدة، قبل ان يؤسس الإرهابيون ( الإسلامويون ) تنظيم القاعدة ، حيث لم تشكل أحداث 11 سبتمبر نقطة تحول كبيرة ولم تؤد لظهور ظاهرة جديدة تسمى بالإرهاب. ومن خلال هذا التاريخ القديم والتعاطي مع الإرهاب فإن الأوروبيين سيطروا على الإرهاب بواسطة الديموقراطية ودولة القانون ويرفضون مصطلح «الحرب» على الإرهاب، أما الروس فنظرتهم للإرهاب ومكافحته كانت عن طريق قمع الشيشان فقط. وتناول اوليفيه كتابيه الشهيرين وهما كتابا » فشل الاسلام السياسي « و» عولمة الاسلام «؟ ، وشدد على انه لا يرى أي فرق بينهما لأن كلا ًّ منهما يكمل الآخر ، فالكتاب الاول يتحدث عن فشل الاسلاميين في قيام الدولة الاسلامية، وكيف كانوا يسعون الى ذلك، وصولا الى تسليمهم بضرورة التعاطي مع الديمقراطية التي كانوا يرفضونها ، كما نراهم احزابا موجودة في كل الدول مثل »حزب الوسط« في ايران ويمثله خاتمي وكذلك حزب اردوغان في تركيا، اما الكتاب الآخر فيتحدث عن عولمة الاسلام، ويرى فيه ان الاسلاميين تخلوا عن فكرة الدولة وتخلوا عن القومية والاهتمام بالثقافة، وكل ما يسعون اليه هو اقامة اسلام عالمي، وهذا بحد ذاته شيء مغر خاصة للمسلمين في اوروبا ، مشيرا الى ان الهدف من عولمة الاسلام بحسب رؤيته هو ايجاد امة ( طوباوية ) بعيدة عن الماديات.وحول أحداث الشغب التي شهدتها فرنسا مؤخرا أعرب اوليفيه عن إعتقاده بأنها ليست شغبا من قبل مسلمين او مهاجرين، فهم عاطلون عن العمل واغلبهم من الملونين »السود« وهي ليست حركة اثنية، فعادة عندما يقوم المسلمون بإضراباتهم نشاهد اعلام فلسطين والعراق والجزائر، لكن لم نجد ايا من المرجعيات الاسلامية في هذه الاعتصامات والشغب وبحسب رؤيته لواقع ومستقبل المسلمين الفرنسيين لا يرى اوليفيه مشكلة لدى المسلمين للاندماج في المجتمع، لكنه أوضح ان هناك فئة او قلة من المسلمين المنغلقين ترفض الإندماج بدعوى الحفاظ على الهوية والخصوصية .