(20) قتيلا بهجمات في العراق وبوش يستبعد الحرب الأهلية
بغداد/ وكالات:قال بيان صادر عن المرجع الديني الاعلى للشيعة في العراق علي السيستاني أمس السبت ان السيستاني دعا اثناء استقباله رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على ضرورة تفعيل مبادرة المصالحة الوطنية "على اساس العدل والقسط ونبذ العنف."وقال بيان صادر عن السيستاني ان السيستاني استقبل أمس السبت في مكتبه في مدينة النجف رئيس الحكومة نوري المالكي الذي شرح "لسماحته مجريات الاوضاع الراهنة في البلاد والتحديات التي تواجهها الحكومة والخطط التي تزمع تنفيذها في عدة مجالات."واضاف البيان ان السيستاني اشاد بمبادرة المالكي للمصالحة الوطنية "مشدّداً على ضرورة تفعيلها على أساس القسط والعدل ونبذ العنف الذي يقصد من ورائه الحصول على مكاسب سياسية."ومضى البيان يقول ان السيستاني دعا اثناء لقاءه المالكي الى "احترام ارادة الشعب العراقي المتمثلة في الدستور الدائم للبلاد ونتائج الانتخابات التي انبثقت عنها الحكومة الوطنية الحالية."وقال البيان ان المرجع الديني انتقد عجز الدولة عن تامين الامن للمواطنين وقال ان عجز الدولة القيام بواجباتها الامنية "في تامين الامن والنظام و حماية أرواح المواطنين يفسح المجال لتصدي قوى غيرها للقيام بهذه المهمة وهذا أمر في غاية الخطورة."واشار البيان ان السيستاني طالب الحكومة العراقية "بوضع خطة مدروسة لجمع الاسلحة غير المرخص فيها."وقال البيان ان السيستاني طالب رئيس الحكومة بالعمل على التخفيف من المعاناة التي يعاني منها العراقيون والمتمثلة " بالنقص الشديد من الخدمات الاساسية التي يفترض أن تجعل الحكومة توفيرها من أهم اولوياتها ولا سيما الكهرباء والوقود."واضاف البيان ان السيستاني شدد على اهمية "محاربة المتورطين بعمليات الفساد الاداري وسوء استغلال السلطة... وشدّد على لزوم تمكين القضاء من ممارسة دوره في محاسبة الفاسدين و معاقبتهم في أسرع وقت."من جانب اخر قال نوري الماكي في لقاء مع عدد من الصحفيين بعد انتهاء لقاءه مع السيستاني ان المرجع الديني "يرى ضرورة قوة الدولة ووحدة الدولة و هذا بطبيعته يعني ان لا يكون السلاح الا بيد الدولة و هذا هو التوجه."وقال ان الحكومة العراقية مازالت تبحث عن الفرص الممكنة "التي تمكننا من الانتهاء من قضية المليشيات."واشار المالكي ان المرجعية الدينية المتمثلة بالسيستاني "تحث جميع الاطراف السياسية المؤتلفة في اطار الحكومة عن البحث عن ضرورة وحدة العراقيين و بناء مشروع مصالحة واحد لجميع العراقيين."ميدانياً قتل ثلاثة عراقيين وجرح 16 آخرون في انفجارين متعاقبين في حي الوزيرية شمالي شرقي العاصمة بغداد.وقالت الشرطة العراقية إن سيارة مفخخة انفجرت في هذا الحي مستهدفة دورية للشرطة قبل وقت قصير من انفجار عبوة ناسفة في المكان نفسه.وإلى الجنوب من بغداد قتل ثلاثة أشخاص وجرح 14 آخرون في انفجار سيارة ملغومة قرب مركز للشرطة في بلدة المحاويل.وفي تطور آخر قالت مصادر طبية ومصادر في وزارة الداخلية إن 14 من زوار العتبات الشيعية (11 باكستانيا وثلاثة هنود) قتلوا في كمين بينما كانوا في طريقهم إلى مدينتي كربلاء والنجف جنوب بغداد.من جهته أعلن الجيش الأميركي أنه قتل ثلاثة مسلحين في غارة جوية شنها الليلة قبل الماضية على بلدة اليوسفية جنوب بغداد.وأوضح أن طائراته أسقطت قنبلتين على البلدة بعد تعرض جنوده -الذين كانوا ينفذون عملية دهم لملاحقة مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة- لهجوم بقذائف الهاون، مشيرا إلى أن عددا من المدنيين ربما أصيبوا في الغارة.وفي تطور آخر أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن القوات العراقية تسلمت رسميا من القوات الأميركية معتقل أبو غريب بعد أن تم إخلاؤه. يأتي ذلك في وقت هون فيه الرئيس الأميركي جورج بوش من تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يحذر من انزلاق العراق في أتون الحرب الأهلية، وقال إن قادته العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين يستبعدون ذلك. وقال بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية إن مجاميع صغيرة من العراقيين متورطة في العنف الطائفي، لكن الغالبية المطلقة منهم تريد العيش بسلام ضمن بلد واحد.وكان تقرير دوري للبنتاغون حذر من وقوع حرب أهلية في العراق، لكنه أكد أن تجنب هذه الحرب ما زال ممكنا.وقال التقرير الذي أعدّ بطلب من الكونغرس إنّ عدد الهجمات والضحايا في ازدياد، وإن العنف الطائفي يمتد شمالا خارج منطقة بغداد إلى محافظتي ديالى وكركوك.وأكد التقرير أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة ارتفع معدل الهجمات الأسبوعية بنسبة 15% عما كان عليه في السابق، بينما ارتفعت الخسائر العراقية بنسبة 51%، مشيرا إلى أن الجزء الأساسي من أعمال العنف هذه سجل في بغداد.وأوضح أن لب النزاع في العراق أصبح معركة بين من وصفهم بالمتطرفين السنة والشيعة للسيطرة على قطاعات أساسية في العاصمة بغداد وإنشاء أو حماية جيوب طائفية، والاستيلاء على موارد اقتصادية وفرض برامج سياسية ودينية خاصة.وأكد أن فرق الموت والمسلحين عالقون في دوامة من أعمال العنف الطائفية يعتبر فيها كل من المتطرفين السنة والشيعة نفسه مدافعا عن مجموعته.وأوضح التقرير أن الهجمات على القوات الأميركية ما زالت قوية رغم أن أعمال العنف الطائفية غطت عليها، وأشار إلى أن تنظيم القاعدة في العراق ما زال قادرا على شن الهجمات رغم مقتل زعيمه أبو مصعب الزرقاوي بفضل هيكله القيادي المرن وشبه المستقل.وفي الشأن السياسي قال النائب البارز من الائتلاف الشيعي حسن الشمري إن المطالبات بإقالة رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني من منصبه قد تم التراجع عنها وتم إعطاؤه فرصة أخرى لمواصلة مهام عمله.وبدوره أكد النائب الكردي محمود عثمان أن الكتل السياسية لها الحق في استبدال شخصية أخرى بالمشهداني، لكنها تراجعت عن مطالبها بعد تعهده بتجنب إطلاق الآراء الشخصية والتصريحات السياسية غير المتفق عليها، مشيرا إلى أن الائتلاف الكردي لم يعد يعارض استمرار المشهداني في عمله.