(103) قتلى أمريكيين في العراق خلال شهر أكتوبر
بغداد / وكالات :اختطف مسلحون مجهولون 42 عراقيا قرب مدينة بلد شمال بغداد، وقال متحدث عراقي باسم مركز التنسيق المشترك للشرطة العراقية والقوات الأميركية في محافظة صلاح الدين إن المسلحين نصبوا حاجزا وهميا لحافلات صغيرة متجهة إلى العاصمة. وتأتي عملية الاختطاف بينما تتواصل دوامة العنف لتحصد حياة المزيد من العراقيين، وفي أحدث الهجمات قتل 15 شخصا بينهم أربعة أطفال وأصيب 19 آخرون بانفجار سيارة مفخخة مساء أمس استهدفت حفل زفاف شمال شرق بغداد.كما قتل أربعة أشخاص بينهم شرطي وأصيب 13 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة بالقرب من ساحة بيروت جنوب شرقي العاصمة وفي انفجار عبوة ناسفة في حي الدورة جنوب بغداد.وعثرت الشرطة العراقية صباح أمس على خمس جثث شرق بغداد عليها آثار تعذيب وقد عصبت أعين أصحابها وقيدت أيديهم. وفي بعقوبة شمال شرق بغداد قتل شرطي عراقي وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات بين الشرطة ومسلحين. وفي حادث آخر قالت الشرطة إن مسلحين يشتبه في انتمائهم لجيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أطلقوا النار على متجرين في بعقوبة وأصابوا أشخاصا بجروح.ولقي أربعة مسلحين وجندي عراقي مصرعهم في اشتباكات في تلعفر قرب الموصل شمال العراق. كما قتل جندي آخر في اشتباكات بمدينة الفلوجة في محافظة الأنبار غربي العاصمة.وقد أعلنت وزارة الدفاع العراقية اعتقال خالد الحياني الذي وصفته بأنه المصور الخاص للزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي في مناطق بالقرب من بعقوبة وبحوزته وثائق وأفلام وصور مهمة. في تطور آخر أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بإزالة الحواجز الإسمنتية ونقاط التفتيش الموضوعة حول مدينة الصدر شرقي بغداد التي تشهد حصارا فرضته قوات أميركية وعراقية منذ أسبوع.وأشار بيان لمكتب المالكي إلى أن الإجراءات المفروضة على مدينة الصدر لا تمارس إلا في فترة حظر التجوال في ساعات الليل وحالات الطوارئ، مؤكدا استمرار الجهود المشتركة في العمل على "ملاحقة الإرهابيين والخارجين على سيادة الدولة الذين يعرضون حياة المواطنين للقتل والاختطاف والتفجير".وقد أعلن الجيش الأميركي رفعه لنقاط التفتيش على مداخل مدينة الصدر امتثالا للقرار الحكومي.وجاء هذه التطور بعدما شهدت مدينة الصدر معقل مليشيات جيش المهدي إضرابا عاما اليوم احتجاجا على الحصار المفروض منذ اختطاف مسلحين جنديا أميركيا من أصل عراقي.وقد أعلن الجيش الأميركي في بيان له أن قوات خاصة عراقية دهمت بمساندة القوات الأميركية صباح اليوم أحياء في مدينة الصدر بحثا عن الجندي المخطوف واعتقلت ثلاثة أشخاص.وكان رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي قد قال بخصوص تعامل الحكومة مع مدينة الصدر إن الحكومة العراقية تتعامل مع الشعب العراقي على أساس طائفي.ومقابل الخسائر العراقية اليومية تكبد الجيش الأميركي مزيدا من الخسائر وأعلن في بيانين منفصلين أمس مقتل اثنين من جنوده جنوبي وغربي بغداد مساء أمس الاول. فقد قتل جندي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته، بينما لقيت مجندة مصرعها جراء إصابتها بنيران مسلحين. وبمقتل الجنديين يرتفع عدد قتلى الجيش الأميركي في العراق خلال شهر أكتوبر الحالي إلى 103، ليكون رابع أعلى عدد قتلى للقوات الأميركية خلال شهر واحد منذ غزو العراق عام 2003م، والأعلى بعد يناير 2005م الذي قتل فيه 106 جنود. وإزاء الأوضاع الأمنية المتدهورة طالب الرئيس العراقي جلال الطالباني بعدم انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من العراق قبل أن تصبح القوات العراقية قادرة على حفظ الأمن. وأشار الطالباني في مقابلة مع صحفية لو فيغارو الفرنسية إلى أن العراق لا يزال قادرا على تجنب الانزلاق في حرب أهلية رغم تصاعد أعمال العنف، مشددا على أن تنظيم القاعدة آخذ في الانحسار.من جانبه قال رئيس وفد لجنة الحوار الوطني إلى الشخصيات العراقية المعارضة في الأردن، إنه تقرر تأجيل موعد انعقاد مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية إلى النصف الأول من شهر نوفمبر القادم.وكان اللقاء الذي عقد في عمان أمس الاول قد شهد خلافات حول انعقاد المؤتمر، بعد ما رأى بعض الحاضرين أنه لا جدوى من انعقاده في ظل "الاحتلال". على صعيد اخر استؤنفت أمس الثلاثاء محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وستة من مساعديه في قضية حملة الأنفال ضد الأكراد بحضور جميع المتهمين وغياب فريق الدفاع.وانسحب رئيس فريق الدفاع عن صدام حسين المحامي خليل الدليمي ومحاميان آخران من جلسة المحاكمة المخصصة للاستماع إلى شهادات المدعين الاثنين بعدما رفض القاضي محمد العريبي تنفيذ طلبات الدفاع.وقال رئيس فريق الدفاع إن سير المحاكمة افتقد "شروط المحاكمة العادلة".وتقدم الدليمي بـ12 طلبا من بينها السماح لمحامين أجانب بالمشاركة في الدفاع دون اشتراط الموافقة المسبقة لهيئة المحكمة وإجراء تحقيق في اعتداء الحراس على أحد المتهمين.كما طلب الدليمي إجراء تحقيق في اختفاء وثائق من مكتب المحامين بالمنطقة الخضراء.وقبل أن يتقدم الدليمي بمطالبه قاطعه العريبي لمخاطبته صدام قائلا "سيدي الرئيس.وقال القاضي "استخدم الاصطلاح القانوني قل موكلي أو قل المتهم ... لا يوجد في هذه القاعة رئيس سوى رئيس هيئة الادعاء العام ورئيس المحكمة".ورد الدليمي بأنه ليس هناك قانون يمنعه من مخاطبة رئيسه بعبارة "سيدي الرئيس"، وأضاف أن فريق الدفاع متمسك بمخاطبة صدام على أنه رئيس.وتجري محاكمة صدام وابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم علي الكيماوي وخمسة قادة عراقيين آخرين لدورهم في حملة الأنفال عام 1988م ضد الأكراد في شمال العراق التي يقول ممثلو الادعاء إنه قتل خلالها 180 ألف شخص.وينتظر صدام صدور الحكم في محاكمة أخرى بتهمة قتل قرويين شيعة في الدجيل وهو حكم قد تصل أقصى عقوبة فيه إلى الإعدام شنقا.ويتوقع صدور الحكم بحلول الخامس من نوفمبر أي قبل يومين من الانتخابات الأميركية التي يخشى الجمهوريون بقيادة الرئيس جورج بوش أن يفقدوا خلالها السيطرة على الكونغرس.من جهة أخرى قال الدليمي إن "كل من يشارك في المحاكمة معرض لمخاطر كبيرة".. وأقر بأن "فريق الدفاع يعاني من صعوبات ومخاطر منذ تأسيسه في اليوم الأول وقدم تضحيات ودفع غاليا ثمن مواقفه".وأضاف أن "الكثير من محامينا اضطروا للعمل في بلد مدمر تنتشر فيه المليشيات وتزداد فيه عمليات القتل والتصفية، منقوص السيادة ويسوده قانون القوة وليس قوة القانون". وأوضح الدليمي أن "المحامين تعرضوا لتهديدات يومية وهوجمت مكاتبهم وطوقت نقابتهم بشكل يومي وتمت مراقبة الداخلين والخارجين إليها بل ووصل الحال إلى التجسس عليهم من خلال بعض موظفي النقابة".