صافرة قلم
- تمنيت لو أن التلال الذي يحتل مكانة كبيرة في نفوس كل الرياضيين اليمنيين , تمكن من تحسين وضعه ومسح الصورة المخجلة التي ظهر بها خلال الجولتين الأولى والثانية في منافسات دوري النخبة , ورد اعتباره بدءا من الجولة الثالثة التي انتهت يوم أمس بخسارة مدوية جديدة للفريق التلالي وبخمسة أهداف مقابل هدف من مضيفه شعب صنعاء , خصوصا وأن الفريق التلال دخل منافسات الدوري بعد نكبة الهبوط المثيرة وهو أحد ابرز المرشحين للقب مع الهالة الإعلامية التي أحاطت به قبل الدوري والتفاعلات التي أحدثتها الإدارة والتعاقدات الجديدة . - وتمنيت لو أن الإدارة التلالية بدلا من أن تطالب بالتأجيل وتختلق الأعذار والمبررات , بادرت منذ وقت مبكر لإعداد فريقها بصورة جيدة وتأكدت من جاهزية هذا الفريق وقدرة جميع عناصره الأساسية والاحتياطية على خوض منافسات الدوري بصورة أفضل مما نرى عليه الحال حاليا , ولو أنها عملت على إيجاد البدائل المناسبة للاعبي التلال المنخرطين في المنتخب الوطني بدلا من توجيه أصابع الاتهام على لسان البعض نحو إتحاد كرة القدم وإعادة نفس الاسطوانة القديمة التي تتغنى بالأمجاد وتوزع الاتهامات هنا وهناك وبصوت عال يؤكد أن التلال كان وما زال يتعرض لمؤامرات خفية تستهدف نسف تاريخه وإنجازاته . - ربما يكون التلال العريق قد تعرض لمؤامرة فعلا , ولكن المؤامرة قد تأتي من داخل التلال نفسه , ومن خلال الذين يعملون على بث الإشاعات ويروجون لها في مختلف الأوساط , والذين يصرخون هنا وهناك في كل مناسبة “ التلال مظلوم , التلال محاط بالمؤامرات “ , لدرجة أن المؤامرات التي يتعرض الهلال مصدرها كل أندية الدوري , يقودهم في ذلك إتحاد كرة القدم برئاسة الشيخ أحمد العيسي , وينفذها الحكام والمراقبون والصحفيون وغيرهم ممن تكالبوا على هذا النادي الكبير . - ياجماعة الخير , اتقوا الله في هذا النادي الذي يحز في نفس كل يمني أن يخسر بهدف وحيد , ليس بخماسية ثقيلة كالتي تجرعها يوم أمس على يد مضيفه شعب صنعاء , والأخير ليس ببعيد عليه مثل هذا الفوز الكبير , ولكن أفضل فرق الدوري حتى الآن أهلي صنعاء لم يتمكن سوى من تسجيل ثلاثة أهداف , وحامل اللقب الهلال وجد صعوبة كبيرة في تسجيل هدف وحيد في مرمى التلال يظن بعض التلاليون انه سجل بقدم اتحادية , فيما يأتي شعب صنعاء الصاعد مؤخرا من الدرجة الثانية ليفوز على التلال بالخمسة , وشعب صنعاء خسر من التلال في منافسات الدرجة الثانية الموسم الماضي ذهابا بصنعاء بهدف وحيد , وتعادلا إيابا في عدن بدون أهداف , قبل أن يتفوق التلال في نهائي الدرجة الثانية على شعب صنعاء بهدفين دون رد . - مهما كانت المؤامرات فلن تستمر بهذه الصورة ولثلاث جولات متتالية , غير أن بعض القيادات التلالية باتت اليوم في أزمة نفسية حادة خوفا على مواقعها في الإدارة التلالية وتهربا من المسئولية من خلال الترويج هنا وهناك لنظرية المؤامرة على نجوم التلال الأبطال الذين باتوا اليوم ضحية لهذه الإدارة العاجزة الفاشلة التي لم تتمكن حتى الآن من تسويق نفسها بالصورة الصحيحة وتقديم ناديها بالصورة التي يفترض أن يكون عليها أعرق أندية الجزيرة والخليج . - التلال ليس مجرد ناد رياضي تمارس فيه بعض الرياضات وتدخل في مختلف المنافسات المحلية , التلال تاريخ أمة بحالها , تاريخ شعب ناضل كثيرا وخرج من رحم المعاناة ليبحث لنفسه عن موقع بين الكبار , فكان التلال كبيرا لسنوات طويلة حتى في أحلك الظروف التي كان يشهد فيها بعض التراجع , ولكن أن يصل به الحال أن تتفرغ بعض عناصر إدارته لتصدير نظرية المؤامرة دون أن توجد أي حل للمشكلة فهذه طامة كبرى حاقت بالنادي العريق وبجماهيره العريضة . - من الأفضل للإدارة التلالية أن تتقدم باستقالتها في أسرع وقت وأن تترك المجال لغيرها من كوادر ورجالات التلال الذين بات بإمكانهم تحمل المسئولية على أكمل وجه , ولا يوجد داع للترويج بين الفينة والأخرى لنظرية المؤامرة التي نسمعها منذ عدة سنوات دون أن توجد لها إدارة التلال دليلا ماديا واحدا على نظريتها الفاشلة .- يا إدارة التلال أفيقوا من غفلتكم التي دخلتم فيها بصورة إجبارية وأنتم تخدرون جماهير التلال ولاعبيه بنظرية المؤامرة حتى باتت اليوم شغلا شاغلا لجميع عناصره في الملعب , وهم يتلفتون حولهم بانتظار تحقيق عناصر المؤامرة التي يسمعون عنها من الإدارة ولكنهم لا يجدونها إلا في أحاديث جوفاء وهمية دون أن تتكرم الإدارة الحالية بالجلوس إلى جميع عناصر الفريق التلال والبحث عن الأسباب الفعلية والمسببات الحقيقية التي نشأت داخل النادي لتعمل على حلها .[c1]صافرة أخيرة[/c]- مطلوب من السلطة المحلية في محافظة عدن التدخل السريع والعاجل للبحث في المشكلة التلالية التي باتت اليوم واضحة للعيان في أنها مشكلة إدارية بحتة تؤكد عجز إدارة أعرق أنديتنا عن إيجاد حلول منطقية وسليمة تخرج التلال من دائرة العثرات وتعيده إلى واجهة البطولات التي تعودناها سنينا طويلة من هذا النادي , فهل يلتفت المحافظ الدكتور عدنان الجفري لمشكلة التلال الآن قبل فوات الأوان أم أن السلطة المحلية ليس لها أية اهتمامات بالنادي الذي ارتبط اسمه بالأمجاد والبطولات والتاريخ الناصع ..؟!