* عبدالرحمن أنيسأمريكا.. أمريكا.. هذا الوتر الذي طالما دندن عليه خطباء المساجد في خطبهم وحواراتهم ودروسم ما أمكنهم ذلك في كل وقت.. تارة بالدعاء بهلاكها وتارة بمقاطعة منتجاتها.. وهلم جرا، لكن لنفترض أن أمريكا سقطت.. واستجاب الله دعاء أئمة المساجد وأذن بهلاكها.. ما هي النتيجة التي سيترتب عليها غياب القوة العظمى عن العالم، هل نظرة البعض إلى أن سقوط أمريكا سيجعل العالم الإسلامي جنة مفروشة بالورد، نظرة صائبة أم أنه تفكير سطحي لا يرقى إلى مستوى بعد النظر والتفكير برؤية واسعة ونظرة ثاقبة..قد أتهم بالسوداوية والنظرة المتشائمة وأنا اسرد بعض ما اتخيل حدوثه إذا ما سقطت أمريكا ولكنه مجرد رأي شخصي غير ملزم لأحد.. مجرد حصاد لخيالي الذي قد يعتبره البعض مريضاً بعد قراءة السطور التي تلي هذا التمهيد.ليس مستبعداً ابداً بل من البديهي إذا غاب عن الساحة شخص أو جماعة أو هيئة.. فان جميع ما كان مفروضاً من قبل هذه الهيئة أو الجماعة تغيب غياباً ابدياً ما لم تفرض من شخص آخر أو هيئة أخرى..والجميع يرى ويسمع ويدرك حقيقة الديمقراطية في العالم العربي وكيف انها مفروضة على معظم الدول العربية فرضاً إلا من رحم ربي.. فإذا سقطت أمريكا لا يشك أحد في ان تتنكر الذئاب للغنم وتخلع بعض الأنظمة العربية ثوب الديمقراطية وتنشر الديكتاتوريات وقمع الرأي الآخر وتتحول أحزاب المعارضة إلى لصوص وقطاع طرق وجماعات حرابة بعد ان تكون فشلت في ممارسة معارضة الحكومة في ظل المناخ الديمقراطي مما سيؤدي إلى غياب الاستقرار والأمن الذي كان موجوداً ضمن المناخ الديمقراطي .. وستعود ظاهرة التفرد بالحكم وسيكون الحاكم لا سلطة فوقه فيظلم من يشاء ويبطش بمن يشاء.. ويتحول الأمر إلى غابة كبيرة يعبث فيها الأساد بالحيوانات الصغيرة كيفما شاءت.. ومن المؤكد إذا حدث ذلك ان ترافقه تغيرات مثل إيقاف حرية الكلمة والرأي والرأي الآخر.. وإيقاف المحاسبة والرقابة على الحكومات وإنشاء زنازين ضخمة مهيئة لإستقبال أصحاب الأصوات المعارضة وأصحاب الرؤى المغايرة وقد يبلغ الأمر مبلغاً خطيراً من خلال إنشاء مقاصل إعدامات فردية وجماعية لتصفية الخصوم السياسيين.. مما سيجعل شعوب تلك المناطق تترحم على أيام زمان.. وتبكي عليها وتندم ولات حين مندم.سقوط أمريكا أيضاً قد يشجع على إنتشار الجماعات الأصولية المتطرفة التي تقوم بعملها البربري الوحشي مع وجود كافة الوسائل المكافحة لها. فلكم ان تتخيلوا إذا غابت وسائل المكافحة عنها فماذا سيحدث؟ ستنتشر إنتشار النمل في الغابة.. ومن الطبيعي أن يكون غياب تعليم البنات وتخلف المجتمع نتاج طبيعي لانتشار تلك الجماعات.. وربما يلفظ المجتمع آخر أنفاس تقدمه وازدهاره على يدها.. ويتحول العالم الإسلامي إلى غابات مظلمة في ظل تغسيق وتبديع كل ما من شأنه أن يسهم في التقدم والازدهار، وربما تختفي (الكاميرات) لأن التصوير حرام ويتم مصادرة جميع المقصات وأدوات الحلاقة لانها تستخدم في جريمة "حلق اللحية" .. وستصدر الصحف بدون صور هذا اذا لم يتم إغلاق جميع الصحف بشكل نهائي باعتبارها بدعة لم تكن موجودة أيام السلف.اذا سقطت أمريكا قد تنتشر فوضى الاستخدام النووي في ظل غياب المنظم لهذه العملية، ويتم التراشق من هنا ومن هنا وقد يؤدي هذا إلى إقامة حروب طويلة ما لم تصعد دولة أخرى محل أمريكا لتحل محلها وتعمل عملها كما صعدت أمريكا إلى زعامة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.. وفي حالة كهذه تسقط أمريكا وتأتي دولة أخرى لتحل محلها وتمارس نفس سياساتها.. فندعو عليها بالمساجد من جديد.. وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا!!
ماذا لو سقطت أمريكا؟!
أخبار متعلقة