علماء وخطباء: الزكاة تطهير للنفس من دنس البخل والقسوة
وشددوا على ضرورة أن تدفع أموال الزكاة إلى الجهات المعنية في الدولة وهي من تقوم بتصريفها لمصارفها الصحيحة ، منوهين لضرورة استشعار الجميع لهذه الفريضة وأدائها كاملة دون انتقاص من نصابها الشرعي المفروض لما يترتب على ذلك من ايجابيات في تعزيز دعائم المجتمع وتوفير الرعاية والتكافل الاجتماعي. موضحين في أحاديثهم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فضل الزكاة في وقاية النفوس من الطمع وتحقيق الألفة والمحبة ودورها في قضية التكافل الاجتماعي، كما تحدثوا عن الآثار المترتبة على منع الزكاة وظاهرة الاحتكار والغش التجاري . [c1]فرضية ا لزكاة: [/c]يقول عضو لجنة الافتاء بمحافظة الحديدة وخطيب جامع عمر بن الخطاب الشيخ درويش سليمان “ الزكاة أحد أركان الإسلام الذي لا يقوم الا بها لقوله تعالى “ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة “ وقوله تعالى “ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” .. الآية ، ويكفر جاحد الزكاة وان أتى بها ويقاتل الممتنع عن الزكاة كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما قال “ والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه” وقد فرضت على الرسول في السنة الثانية من الهجرة . وهي في اللغة النما وفي اصطلاح الفقهاء إسم فرض مخصوص يؤخذ من مال مخصوص على وجه مخصوص يصرف لطائفة مخصوصة، فالزكاة تطهر الأموال وتنميها وتبارك فيها ولله تعالى حق في المال ، قال تعالى” وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولاتبذر تبذيرا “ وفي الحديث القدسي” ياعبدي أنفق أنُفق عليك”، والحليم الرشيد يفعل الخير ويزكي على ماله وينتظر الجزاء من الله في الدنيا بالخلف ويوم القيامة بالأجر العظيم، والبخيل الشحيح مأثوم ومحروم لايتمتع بماله ولا ينفعه المال لاحيا ولا ميتا، وفي الزكاة حق معلوم للسائل والمحروم من الفقراء والمساكين، قال صلى الله عليه وسلم “ إذا أتيت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك” وعن مصارف الزكاة وأنواعها، تحدث خطيب جامع وأستاذ الفقه بكلية العلوم الشرعية الشيخ درويش سليمان قائلا” تصرف الزكاة إلى الأصناف الثماينة الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز” إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وإبن السبيل “ وتدفع الزكاة فورا إلى الجهات المختصة في مكاتب الواجبات الزكوية ولا يصح ان يوزعها الشخص بنفسه، بل لا بد من دفعها إلى الدولة ، فلابد على التجار من إخراج زكاة أموالهم ويتذكروا المحتاجين والبائسين والفقراء، وقدم مدح الله الذين يؤدون الزكاة فقال “والذين هم للزكاة فاعلون” وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء. أما انواع الزكاة فهي تجب في المواشي، الابل والبقر والغنم وتجب في الزروع والثمار والركاز والذهب والفضة وعروض التجارة ، وكذلك زكاة الفطر فعلى المسلم أن يستشعر عظمة هذه الفريضة وما نقص مال من صدقة بل يزيد، قال تعالى “ وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون”، والزكاة تدفع البلاء والنقم والسوء، فبادر أخي لدفع الزكاة وإخراجها من أموالك لكسب الأجر والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى. وعن دور الزكاة في التكافل الاجتماعي قال خطيب ومرشد بوزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ عبدالباري سيف عبدالكريم “ الزكاة تعالج مشاكل كثيرة اجتماعية واقتصادية، فالدولة تصرف من الزكاة على دور الأيتام والمسنين وخصصت وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق الرعاية فلابد للمسلم ان يؤدي هذه الزكاة ولايؤخرها فالله عز وجل جعل الأغنياء كحراس على المال يردون أموالهم بالزكاة على الفقراء والمحتاجين بصورة مفروضة كما قال تعالى “ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم” وبذلك أوجد الإسلام حلا عادلا لمشكلة الفقر دون ان يترك الفرصة لمتشدق ينال من الإسلام فالإسلام بهذه الفريضة وازن بين الغني والفقير وأعطى لكل حقه ولا يوجد دين أفضل سياسة وحكمة من ديننا الإسلامي الذي يوجد حلولا للمشاكل الاقتصادية. فالزكاة أخي المسلم لها دور كبير في التكافل الاجتماعي وهذا الدور رسمه الاسلام، فقال صلى الله عليه وسلم “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله “ وقال صلى الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى “ ، فلابد من استجابة المسلم ودفع زكاة ماله لمعالجة هذه المشاكل الاجتماعية، ولابد أن يقرض الله قرضاً حسناً فالله عزوجل أوجب التكافل بين جميع المسلمين فيكفل الأغنياء الفقراء في احتياجاتهم وضروريات حياتهم كفالة لامنة فيها لغني ولافضل فيها لمنفق، كفالة تبدو واضحة الجوانب في إخراج الأغنياء زكاة أموالهم، والزكاة فريضة واجبة فلو قام المسلمون بها وأدوها لما رأي الناس جائعاً بين متخمين ولاعارياً بين مكتسين، وعندما يقصر المسلمون في هذا الركن فإن مشاكل كثيرة تنتج عن عدم دفع الزكاة، والدولة عندما تصل إليها الزكاة تنفقها على دور الأيتام واليتيمات والملاجئ ودور العجزة وتقيم صناديق البر والإحسان في كل جزء من أجزاء الوطن وتمد يد العون إلى الأسر التي لاعائل لها وتوجد أعمالاً للكاسدين وتأخذ بأيدي المتسولين ليحجبوا مناظر البؤس عن الناظرين . وعن آثار منع الزكاة تحدث الشيخ محمد السهماني خطيب جامع الرحمة بالمحويت ومرشد بوزارة الأوقاف قائلا “ ان الزكاة التي ندفعها تقوي صلة المسلم بدينة وتطفيء غضب الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ حصنوا أموالكم بالزكاة وداوو مرضاكم بالصدقة” وقال تعالى “الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم” وتوعد الله مانعي الزكاة بقولة “والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم” ، فمنع الزكاة تسلب الرجل نعمة الطمأنينة في ظل ماله الممدود وخيره المشهود في نفوس الضعفاء والحق ان إخراج الزكاة سبب للنماء وطريق للسعادة ،ومنع الزكاة يؤدي إلى خلق مشكلات اقتصادية واجتماعية فتتفشى في المجتمع السرقة والنصب وظاهرة التسول والفحشاء والمنكر والغلاء فهذه بعض من الآثار إلي تنتج عن منع الزكاة. وقد يسبق إلى الظن ان إخراج أموال الزكاة تنقص الثروة وتقرب من الفقر، وهذا الظن من وساوس الشيطان التي يلقيها في نفوس الأغنياء الضعفاء، والحق ان إخراج الزكاة سبب للنماء وطريق للسعة يجعل الله يد من يخرج الزكاة مبسوطة بالنعمة مكفول اليوم والغد بالغدق الدائم من رحمة الله وكرمه، وفي الحديث ثلاثة أقسم عليهن “ما تنقص مال من صدقة.ولاظلم مسألة إلا فتح الله عليه باب فقراء ...... فليستمسك الإنسان بعرى السماحة وليسارع إلى سداد مايلقاه من ثغرات ولينظر إلى المحتاجين الذين يقصدونه وإن بذل اليوم القليل فسيرجع غدا او بعد غد بالكثير قال الله تعالى “ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين “ ، فالمنفقين والمزكين تصلي عليهم الملائكة ويرتقب لهم المزيد، أما الكانزون فلا يتوقع لهم إلا الضياع وهل يخلدون مع المال أو يخلد معهم،المال عارية انتقل إلينا من غيرنا وسينتقل منا إلى غيرنا فلم التشبث به والتفاني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مامن يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم اعط منفقاً خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكاً تلفا “.فبالزكاة تمحى من المجتمع مناظر العري والفاقة والبؤس وتعالج الكثير من المشكلات . وعن ظاهرة الإحتكار والغش تحدث فضيلة الشيخ حيدر على عبده الواقدي خطيب جامع الحسين بن علي بالحديدة، موضحا أن ظاهرة الإحتكار ظاهرة مزرية، فهناك أناس ضعاف النفوس وقليلوا الفهم يحتكرون أرزاق العباد طلباً للربح المضاعف فاولئك هم الظالمون، قال الرسول صلى الله عليه وسلم “المسلم اخو المسلم لايظلمه ولايخذله” ، وقال صلى الله عليه وسلم “ من احتكر طعاماً أربعين يوماً برئ من الله وبرئ الله منه “ وحديث “لايحتكر إلا خاطئ وهؤلاء المحتكرون مغبونون لأن الله يعاملهم بنقيض مايرجون ويؤملون فهم انما يحتكرون ويغالون في الأسعار، طمعاً في حطام الدنيا وأملاً في المستقبل فحسب الله آمالهم وأنذرهم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم “ من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله يالجذام والإفلاس” ألا يئس هذا المصير في الدنيا ويوم القيامة يقذفهم في نارجهنم كما جاء في الحديث “ من دخل في شيء من أسعار المسلمين يغليه عليهم كان حقاً على الله ان يقذفه في معظم النار وأن نار الآخرة تزيد عن نار الدنيا بتسعة وتسعين جزء “ ويقول “هناك من يعمل على غش السلع والنقص في الموازين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول “ من غشنا فليس منا “ فعلى هؤلاء التجار المحتكرين مراقبة الله والرجوع اليه ولينظروا إلى ماوراء هذه الدنيا ويتقوا الله ويوسعوا على الناس في ارزاقهم يكن الله عوناً لهم إن صدقوا .