فيما يؤكد محافظ إب تسليم مرتكبي حادث القتل داخل البحث الجنائي للعدالة
صنعاء/سبأ/متابعات: وسط إجراءات أمنية مشددة وبوجود جموع مسلحة من أبناء شرعب وبعد إغلاق الشارع العام المؤدي إلى محكمة شرق تعز الابتدائية عقدت المحكمة برئاسة فضيلة القاضي يحيى عبدالوهاب الذاري وبحضور أمين السر نجيب عبدالله عبد نعمان وعضو النيابة محمد عبد النور البركاني وبحضور أولياء الدم وأقاربهم ومحاميهم والمتهمين الثمانية والمحامين عنهم، وأعضاء من مجلس النواب وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وجمع غفير من المواطنين، جلسة لمواصلة النظر في قضية المجني عليه الشيخ عبدالسلام حمود خالد القيسي. وبدأت الجلسة بسؤال المحكمة المتهمين عن الرد على قرار الاتهام فأجابوا بأنهم مقتنعون بالرد السابق، وبالنداء على الشاهد الأول (ص.ع) بائع قات، أفاد قائلا: «شاهدت أفراداً من الأمن المركزي والأمن العام واثنين من المواطنين كانوا مسلحين يتبادلون إطلاق النار بينهما وبعد ذلك فر المواطنان وقام طقم الأمن المركزي بملاحقتهما على مجيء سيارة الشيخ عبدالسلام وإذا بأفراد الأمن المركزي يباشرون إطلاق النار على سيارة الشيخ عبدالسلام»، موضحا في شهادته أن «عادل الشرعبي كان مواجهاً للسيارة وبجانبه أفراد متمترسين، الشيخ كان مرمياً خارج سيارته وولده فيه طلقة في الصدر وبجانبهما رجل شيبة مصاب وبعد ذلك قمت أنا وأحد الأفراد بأخذ المصابين إلى فوق الطقم، وجميع أفراد الطقم كانوا مسلحين بآليات كلاشنكوف ما عدا فرد يحمل مسدس». وأشار إلى أن «إطلاق النار على الشيخ عبدالسلام قد كان أشبه بمعركة طاحنة تجاه سيارة الشيخ التي لم تخرج منها طلقة واحدة والمسافة التي تفصلها عن الطقم حوالي سبع خطوات وقام (ع.ش) بالاتصال بتلفونه السيار يطلب التعزيز وجميع من كانوا على متن الطقم من أفراد الأمن المركزي أطلقوا النار على سيارة الشيخ عبدالسلام». ثم استمعت المحكمة إلى أقوال الشاهد الثاني (هـ.أ.م. ع) الذي قال: «وقت العصر سمعت إطلاق نار كثيف وأنا في الأحوال المجاورة لمكان الحادث الذي وقعت فيه الجريمة حيث شاهدت اثنين هاربين باتجاه صالة النجوم والآخر اختفى عن عيني في الوقت الذي كانت سيارة الشيخ آتيه من شارع الأربعين متجهة إلى وادي جديد وشاهدت حينها طقم من الأمن المركزي قد انتشر أفراده ورأيت بعضهم منبطحين ويرمون الرصاص وبعد الرماية اتجهت إلى مكان الحادث وشاهدت الطقم نزل من الإسفلت إلى عند السيارة التي كانت في الشارع الفرعي في وادي جديد بعدها شاهدت بابي سيارة الشيخ الأمامي والخلفي مفتوحين والدم في الكراسي الأمامية للسيارة مليان». أما الشاهد الثالث (ع.ع.م.ع) صاحب بقالة، فقال للمحكمة:«سمعت رماية كثيفة بسوق القات بعصيفرة وشاهدت شخصين متجهين إلى صالة النجوم يرتدون زي (معوز) وشاهدتهم دخلوا إلى ما بين العمائر المجاورة لمكان الحادث ثم شاهدت السيارة الحبة التابعة للشيخ عبدالسلام وهي نازلة من خط الأربعين باتجاه الخط الفرعي المؤدي إلى منزل الشيخ وبعد نزول السيارة شاهدت طقم الأمن المركزي قد عكس الشارع وقفوا الأفراد الذين كانوا على متنه وهم يطلقون النار بدون استثناء صوب السيارة التابعة للشيخ وبعد الرماية اتجهت صوب السيارة وكان قد تجمع حولها أناس كثيرين وسمعتهم يقولون الشيخ قتل». بدوره قال الشاهد الرابع ويدعى (و.ع.م): «كنت متجها صوب سوق القات الساعة الخامسة عصرا وشاهدت أربعة أو خمسة جنود من الأمن المركزي يرمون رصاص من أكمة مطلة على السيارة وقد قمت بإخراج تلفوني السيار لتصور الأمر إلا أن أحد الجنود قام بإطلاق نار في الهواء وعند نزولي بعد الرماية إلى مكان الحادث رأيت سيارة حبة و في الكراسي الأمامية دم وإطلاق النار كان يتواصل وينقطع». وقد أجلت المحكمة الجلسة إلى اليوم الاثنين للاستماع إلى بقية الشهود. هذا وقد لقي الشيخ عبد السلام حمود خالد مصرعه وأصيب نجله (مشير) عصر يوم الثلاثاء الموافق 18 / 9 وأصيب شخص ثالث من مرافقيه.وقد تجمع أمام ديوان محافظة إب أول أمس عدد من المواطنين من أهالي بيت الرعوي وأولياء دم القتيل الذي قتل رابع أيام العيد داخل إدارة البحث الجنائي بإب. وكان في مقدمة الحاضرين الشيخ عبدالعزيز الحبيشي، مستشار رئيس الجمهورية للشباب والشيخ قاسم محمد قاسم العنسي، وعضو مجلس النواب خالد قاسم العنسي عن مديرية المشنة وعدد من أعضاء المجلسين المحليين للمديرية والمحافظة وجمع من المواطنين. وقد تحدث للمتجمهرين علي بن علي القيسي، محافظ إب قائلا: «نحن نستنكر وقوع تلك الجريمة وأن يصل مرتكبوها إلى مبنى حكومي وأمني، وسوف يتم محاسبة المقصرين في عملهم ومن سهل لهم الدخول بالأسلحة إلى المدينة ولن نسكت أبداً عن تلك الجريمة». وأكد المحافظ أنه تم على الفور إحالة القضية إلى القضاء ليأخذ مجراه «والقضاء هو الفيصل وأي شخص يطلبه القضاء سوف نحضره على الفور إلى السجن المركزي..اطمئنوا فهذه جريمة ولن يتم التخاذل فيها فالمواطن عندما يكون في إدارة أمن يجب أن يكون آمناً لكن ما حدث هو العكس فهناك تقصير لعدم وجود الحراسة الأمنية بالشكل الكافي لإدارة البحث الجنائي وكان هذا أثناء إجازة العيد». و من جهة أخرى يعرب العديد من المواطنين عن استغرابهم للكيفية التي تمكن بها الرجال القادمون من منطقة الحداء بمحافظة ذمار من الوصول إلى قلب مدينة إب وهم بكامل أسلحتهم في وقت تنتشر فيه النقاط الأمنية في إطار حملة منع حمل السلام داخل المدن، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الانفلات الأمني في محافظة إب والذي كشف عنه هذا الحادث الشنيع.