منذ سنتين ونصف اخذت محلات الحلاقة في معظم أحياء بغداد تغلق أبوابها خوفا من القتل بعد تلقي أصحابها تهديدات بترك المهنة التي يراها مابات يسمون بالتكفيريين مهنة مخالفة للاسلام. لأنها تحرض على حلاقة اللحية ونتف الوجنتين بالخيط.وبات الحلاقون الذين لايحسن معظمهم مهنة غير الحلاقة متخفين في بيوتهم نهارا خائفين من وشاية متطرفة بأن هذا الحلاق او سواه تجرأ وحلق لحية الزبون قبل عام او حلق شعر رأس آخر ليلا بالخفاء.محلات الحلاقة تندر اليوم في بغداد خاصة في المناطق الساخنة حيثما كثر متطرفون تكفيريون الذين اصبح منظرهم مألوفا في تلك الأحياء بشعرهم الطويل لحية ورأسا.أما محلات حلاقة وتجميل النساء فقد سلمت من فتاوى التكفير بعد لجوء صاحبات تلك المحلات بتعليق صور محجبات على الواجهة وتغيير اسماء المحلات إلى اسماء مثل (البركة) و(الايمان) و(السعادة) و(الكوثر).و الطريف في الأمر وشر البلية ما يضحك أن بعض الحلاقين يتواعدون ليلاً مع زبائنهم ويلتقون في احد البيوت وبشكل دوري ويتوافدون واحداً واحداً ثم ياتي صاحبنا الحلاق متنكراًو حاملاً معه ادوات الحلاقة ليحلق لحية هذا ويأخذ خيطا لذاك وكأنهم سياسيون يتآمرون ويجتمعون لقلب نظام الحكم.. ومن يخشى من الزبائن مداهمة التكفيريين لهم يضطر للذهاب صوب الرصافة في مدينة الصدر مثلا التي عاودت محلات الحلاقة فيها فتح أبوابها منذ توقف المعارك فيها قبل أكثر من عام.
مهنة الحلاقة في بغداد محفوفة بالمخاطر
أخبار متعلقة