ضبط 3 ملايين و(597) حبة مخدرات.. والمتهمون ثلاثة..
لقاء / ياسمين أحمد علي تصوير/ عبدالواحد سيفالمخدرات آفة ضربت العالم أجمع وتوغلت في كثير من المجتمعات وهي أكثر انتشاراً بين الشباب خصوصاً طلاب الجامعات فالمادة المخدرة لها جاذبيتها الكبيرة والمغرية فهي تنفذ إلى الجزيئات اللامتناهية في الجسد الحي. وهي يتفاذها واغرائها تعلن سلطانها الأكيد على حتمية العودة إليها وعند العودة إليها يتراخى الجسد وتستكين النفس فتضعف الإرادة لتصل الحالة إلى الإدمان فإذا نظرنا إلى عالم المخدرات ملياً وأغرقنا في آفة فما الذي نراه يا ترى!! يتسع هذا العالم؟ ولماذا تنفتح آفاقه على أصقاع هذه الأرض!! ما السر الكامن في هذا العالم الغريب ما السحر الذي تزهر فيه هذه الآفات؟ ولماذا تتحول هذه المخدرات إلى مشكلة (كونية) عامه اسئلة وتساؤلات كثيرة جداً يجب أن تفتح عليها عدد من الإجابة الواقعية والصادقة فمشكلة المخدرات والإدمان تهز أعماق أي إنسان وتقشعر منه الابدان فالمنظمات والجهود الدولية تلعب دوراً كبيراً في الحد من انتشار هذه الآفة التقت صحيفة 14أكتوبر بالمقدم / خالد صالح النجار مدير إدارة مكافحة المخدرات م / عدن فقال لنا:[c1]مشكلة العصر[/c]المخدرات أصبحت مشكلة وداء العصر، من مخاطرها أنها تؤثر على الشباب عقلياً ونفسياً، وتهيئهم لارتكاب الجرائم ومن الأسباب الرئيسية لدخول الشباب عالم المخدرات مع رفقاء السوء، وعدم المتابعة من قبل أولياء الأمور وضعف الوازع الديني، والفراغ ... فالشباب والطلاب على سبيل المثال هم الشريحة المستهدفة من قبل عصابات المخدرات باعتبارهم الشريحة المهمة في المجتمع نصف الحاضر وكل المستقبل لذلك يجب المحافظة على الشباب وتوعيتهم باستمرار في مدارسهم وكلياتهم، وعلى ولي الأمر واجب متابعة أبنه والتنسيق مع المدرس ومدير المدرسة لمعرفة الحضور والغياب والعلامات الدراسية وإبعادهم عن رفقاء السوء وكذا العمل على تقوية الوازع الديني لدى الأبناء كما قمنا بإعداد برامج توعوية تنفذ بين مدارس المحافظة الثانوية وتستهدف الشباب.. وتستهدف الشباب المعرضين للوقوع في مشكلة المخدرات.[c1]القضايا المضبوطة[/c]بخصوص القضايا المضبوطة وأنواعها ثم ضبط كثير من القضايا والمتورط فيها كثير من الشباب... وأنواع المخدرات المضبوطة فهي مادة الحشيش المصنع المسمى عملياً راتنج القنب الهندي الذي ينتشر تعاطيه بين بعض الشباب والنوع الآخر هو المواد المنبهات المنشطة مثل حبوب الكبتاجون ومن المنبطات مثل الرستل الغاليوم وغيرها. ونحن نواجه مشكلة في هذا النوع الأخير أنه لا توجد مادة قانونية تنص على عقوبة للمتعاطي أو المروج لمثل هذه المادة ما ينعكس سلباً على القضية إذ يتم إطلاق سراح المتهمين نحو تحويلهم مع ملف القضية إلى النيابة.. وقد طالبنا الجهات المعنية والقيادات الأعلى بوضع مثل هذه المواد وإدراجها ضمن جداول المخدرات التي نص عليها قانون المخدرات الصادر في 1993م.وحيث تم ضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة قبل شهر رمضان والكمية تم ضبطها بجهود مشتركة أمنية ومدنية متعاونة وكذلك رجال الجمارك الذين لا يألون جهداً في التعاون معنا في مثل هذه القضايا سواء في ميناء الحاويات أو ميناء المنطقة الحرة أو ميناء المعلا، وقد جلبت هذه الكمية من دولة شقيقة.[c1]إعاقة مستديمة[/c]من قبل أشخاص يمنيين وغير يمنيين للاتجار غير المشروع بها وافساد الشباب سواء في اليمن أو الدول المجاورة.. أما نوع الحبوب فتسمى (الكبتاجون) وهي من المواد النشطة المحظور تعاطيها أو تداولها أو الاتجار بها. والتي أكدتها الدراسات الصادرة مؤخراً والتحاليل المخبرية للكبتاجون احتوائها على مادة الامفيتامين والافيدرين (خلط المادتين) الذي يؤدي إلى تدمير مركز نهاية الأعصاب المركزية في المخ مما ينتج عنه إعاقة مستديمة وقد أسفرت التحاليل عن نتائج هامة في كثير من الأقراص ثبت وجود عملية خلط لمادة (الافيدرين) مع الامفيتامين (المادة الفعالة في الكبتاجون) وكما جاء في المراجع الطبية العالمية فإن تناول المادتين يؤدي إلى تدمير خلايا المخ، كذلك فإنه عند تناول الكبتاجون وأستنشاق المواد الطيارة (التشفيط) فإن ذلك يتسبب في تدمير خلايا مراكز المخ كما يسبب إعاقة مستديمة لا يتم شفائها حتى بعد العلاج وسحب المخدر من الجسم، يتضح على متعاطي الكبتاجون الشكوك الزائدة نحو الآخرين ويصبح حساساً لبعض العبارات ويفسرها في غير محلها مما يؤدي لارتكاب جرائم كالقتل ومما سبق أعلاه يتضح لنا السبب في ازدياد مراجعي العيادات النفسية ومستشفيات الأمل من متعاطي الكبتاجون.[c1]أساليب التهريب[/c]كما أضاف قائلاً أن هذه المرة اختلف أسلوب التهريب والذي كان داخل سخانات المياه المنزلية التي تم تخزين الحبوب المخدرة فيها بطريقة غير مسبوقة، حيث تم تعبئتها مصنعياً من قبل شركة السخانات بالتنسيق مع تجار مخدرات في تلك الدولة الشقيقة ولم يتم فتحها إلا بصعوبة وبالالآت الجلخ وثم ضبط تلك الكمية.. وكل مرة يتم استحداث أسلوب جديد وكلما تم كشفه يتم ابتكار أسلوب آخر وهكذا... ولكننا وكل الخيرين والمتعاونين معنا سنقف لهم بالمرصاد...[c1]وأردف قائلاً[/c]وبالنسبة لكمية المخدرات في القضية فقد كان الرقم غير عادي وهو (3) ملايين و(597) حبة، عتبئت في أكياس بلاستيكية شفافة وضعت بداخل تلك السخانات بين صفائح الجسم الداخلي لتلك السخانات .... أما المتهمون فهم (3) يمنيين تم ضبطهم وآخران يحملان جنسية دولة شقيقة لاذا بالفرار من محافظة صنعاء بعد نشر أحدى الصحف خبر ضبط كمية مقارنة لهذه الكمية في ميناء الحديدة.أما القضية الأخيرة التي تم ضبطها فكانت الكمية نحو (200) ألف حبة من مادة (الكتباجون) وأسمها العلمي الامفيتامينات المحظور تداولها وتعاطيها بداخل (200) كيس بلاستيكي في كل كيس (100) حبة وضعت بطريقة مبتكرة في إحدى ثلاجات التبريد، وثم الكشف عنها من قبل مصادر ومن ثم جمعت المعلومات والتحري والتنسيق مع رجال الجمارك وأمن الموانئ، وثم ضبط الكمية وضبط المتهم. واحد على علاقة بالكمية ومتهم آخر ما يزال فاراً، وقد استكملت الإجراءات في القضية تحت الإشراف المباشر من قبل الأخ / العميد ركن عبدالله عبده قيران مدير الأمن الذي يعمل ليلاً ونهاراً وهو العين الساهره من أجل أمن واستقرار المواطن وهو الرجل القدوة والأمني الفذ.[c1]مادة الحشيش[/c] أما فيما يخص قضايا الحشيش، هي المادة التي تؤثر سلباً على الشباب وتتلف خلايا المخ لديهم وتؤدي بهم إلى التهلكة وقد تم ضبط الكثير من القضايا بكميات مختلفة من هذه المادة وفي آخر قضية تم ضبط (1121) كيلو جرام منها قبل حوالي 3 أشهر في محافظة عدن واشتركت جميع الجهات الأمنية في القضية وأقسام الشرطة وبتعاون بعض المدنيين، مما أدى إلى نجاح القضية وضبط المتورطين فيها وهم يمنيين وغير يمنيين وتم استكمال الإجراءات فيها واحالة القضية إلى النيابة لاستكمال الإجراءات وفقاً للشرع والقانون أن مادة الحشيش هي إحدى.. أكثر المواد المخدرة خطورة والتي يسبب تعاطيها تبعية نفسية وتلاحظ بعض التبعية الجسدية حيث تظهر أعراض أرق واستعداد كبير للتهيج مع غثيان ورجفان عند التوقف المفاجئ وقد أثبت التجارب العلمية والتحاليل المخبرية التي أجراها العلماء في أنحاء العالم ووافقت على نتائجها لجنة المخدرات الدولية التابعة للأمم المتحدة الآثار والأضرار أما الأضرار الصحية لمتعاطي الحشيش التالية: يسبب تعاطي الحشيش أضراراً عديدة بعضها حاداً ويسبب التسمم الحاد ويؤدي إلى ثبلد الذهن وفقدان الأفعال المنعكسة وصعوبة التنفس مع الرعشة والدموع وأحياناً الموت المفاجئ.. كما يؤدي التعاطي المزمن للحشيش إلى التأثير على الأعضاء الهامة مثل القلب والرئتين والجهاز الهضمي والكبد وضمور المخ. كما يؤدي إلى زيادة في ضربات القلب والتهابات الأوعية الدموية خصوصاً في العين والأطراف السفلى.. كما يسبب تعاطي الحشيش إلى التهاب الحلق وصعوبة في التنفس مما يؤدي إلى حدوث سرطان الرئة.ويسبب تعاطي الحشيش التهاب الجهاز الهضمي والإسهال وتقلصات شديدة مع فقدان الوزن.. ومن تأثيرات الحشيش أيضاً انخفاض في حرارة الجسم مع تقليل نسبة هرمون الذكورة في الدم وضمور الخصيتين.. كما يسبب الحشيش تضخم الإحساس بما يراه المتعاطي وما يسمعه مع شعور قوى بالخوف والرهبة وكذا يسبب تعاطي الحشيش إلى الهلوسة ويبطئ مراكز المخ ويضعف الحواس الخمس وتنخفض نسبة السكر في الدم ... تعاطي الحشيش بصورة مزمنة ينتج عنه فساد وخلل في الوظائف العقلية ويحدث عن ذلك أيضاً إشكالاً مرضية للتفكير كالجنون .أما العلامات الوقتية الدالة على المتعاطي يكون في حالة انبساط وضحك، بطء بالكلام وخشونة في الصوت وجفاف الفم، عدم إحساس المتعاطي بمرور الوقت ويكون في حالة شبه حالمة ويرى المتعاطي أشياء غير موجودة وتنتابه خيالات وهلوسة وكذا ارتخاء الجفن العلوي للعين واحتقان الملتحمة مع اتساع حدقة العين واحمرارها وزيادة الشهية للأكل خاصة الحلوى والنشويات الإحساس بالبرودة وتخميل بالجسم وسرعة ضربات القلب ثم هدوء ونوم عميق.أما فيما يخص العلامات التي تدل على تعاطي الحشيش على المدى البعيد هي نقل رغبة متعاطي الحشيش على العمل تدريجياً مع استمرار تعاطيه لفترة طويلة لدرجة عدم الاهتمام بالعمل والدراسة تدني لياقة المتعاطي البدنية ويخف لمشاق العمل.. وقد ينتقل المتعاطي وهو تحت تأثير الحشيش من حالة الهدوء والسكينة إلى حالة من الهياج والتوتر والانفعال والمشاجرة والصدمات العدوانية وعدم تفاعله مع المجتمع بحيث يصبح شاذاً ومنبوداً أو منحرفاً إضافة الى عدم الاهتمام بالمظهر والوصول إلى مرحلة الإدمان. أما فيما يخص صعوباتنا في قضايا المخدرات هناك بعض منها ولكننا نتخطاها بعون الله، فليس هناك عمل امني كان أم مدني إلا وفيه صعوبات ولكن قوة الإرادة وحب العمل كونه عملاً إنسانياً ودينياً ومن ثم وطنياً كل هذه العوامل تجعلنا نتخطى الصعوبات.في الأخير أتوجه بكلمتي للأخوة المواطنين والأسر خصوصاً الاباء أخذ الحذر وعدم الاهمال في تأدية واجبهم تجاه أبنائهم، وضرورة متابعة أبنائهم سواء في المنزل أو في المدرسة وتحذيرهم من رفقاء السوء خاصة هذه الأيام التي كثرت فيها مثل هذه القضايا التي يتورط فيها بعض الشباب بدافع التجربة او تقليد رفقائه المتعاطين للحبوب المنشطة أو المخدرة أو مادة الحشيش، ومن ثم لا يشعر إلا بعد أن يكون قد غرق في هذه المشكلة وندعو الجميع بالإبلاغ عن أي معلومات تفيد بوجود متعاطين أو مروجين للمخدرات... وباعتبار أن مكافحة المخدرات واجب ومسؤولية جماعية ومشتركة ملقاه على عاتق الجميع.
ثلاجة للتبريد فيها حبوب مخدرة قبل الضبط
ثلاجة للتبريد فيها حبوب مخدرة بعد الضبط
أثناء عملية التفتيش
حبوب مخدرة