غارة جوية أمريكية في العراق تقتل 11 شخصا أغلبهم مدنيون
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: طالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس الثلاثاء أتباعه في ميليشيا جيش المهدي وأفراد الشرطة والجيش بعدم الاعتداء على المواطنين باسم القانون والكف عن قتل العراقيين داعيا الجميع إلى التوحد لمقاتلة "الاستعمار". وقال الصدر في بيان يحمل توقيعه مخاطبا أتباعه داعيا إلى تجنب الاقتتال "ان العدو ليفرح برؤيتكم على هذا المنوال وان العدو ليشمت بكم." وأضاف مخاطبا أتباعه في ميليشيا جيش المهدي "استحلفكم بمقدساتكم.. ان لا تمد يدك يا جيش المهدي على عراقي باسم الدفاع عن النفس وان لا تقتلوا عراقيا فانتم له محبون." ومضى يقول مخاطبا عناصر الشرطة والجيش "ولا انتم يا شرطة العراق وجيشه لا تقتلوا عراقيا باسم القانون الوضعي أو باسم فرض القانون." ويجاهر الصدر علنا بمعاداته للقوات الأمريكية واشتبكت الميليشيا التابعة له في مواجهات مسلحة عنيفة في مدينة النجف عام 2004 . وتتهم أطراف سياسية ودينية عراقية وخاصة السنية ميليشيا جيش المهدي بالقيام بعمليات قتل استهدفت أهل السنة في العراق ومهاجمة دور العبادة الخاصة بهم. وانتقد الصدر في بيانه الخطة الأمنية التي تنفذها قوات الأمن العراقية والأمريكية منذ أشهر والمسماة بخطة فرض القانون قائلا "أين القانون من المحتل وأين المحتل من القانون.. لا تكونوا للمحتل عونا...فان أردتم فرض القانون فلا يفرض (القانون) إلا بالمودة والسلام." واستهدفت القوات الأمريكية في الفترة الأخيرة بشكل مكثف عناصر جيش المهدي في بغداد والمحافظات وشنت هذه القوات العديد من المداهمات وعمليات التفتيش أدت في بعضها إلى وقوع اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل عدد من أفراد هذه الميليشيات. ودعا الصدر في البيان "الشعب والدولة" للعمل لمواجهة "الاستعمار" وقال "ان المفروض ان الشعب والدولة معا ضد الاستعمار وفي مواجهة التحديات العالمية المعادية." ، ومضى يقول "بذلك يكون الشعب والدولة يدا واحدة ضد من يريد النيل من بلاد الإسلام ومن المجتمع الإسلامي." وكان الصدر قد اصدر نهاية أغسطس بيانا جمد بموجبه نشاط جيش المهدي وذلك عقب المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة كربلاء والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات.
واتهمت أطراف حكومية وأخرى سياسية عراقية عناصر جيش المهدي بالوقوف وراء هذه المواجهات. وشنت القوات العراقية حملة اعتقالات واسعة في المدينة استهدفت عناصر جيش المهدي وأخرى من التيار الصدري. في غضون ذلك قال الجيش الأمريكي انه قتل 11 شخصا في هجوم بطائرة هليكوبتر على مجموعة من الرجال شوهدوا وهم يزرعون قنبلة على الطريق في منطقة شمالي بغداد أمس الثلاثاء. لكن الشرطة وبعض السكان قالوا إن القتلى مزارعون ونساء وأطفال. وأقر الجيش الأمريكي بأن ستة من القتلى من المدنيين وعبر عن أسفه لمقتلهم لكنه ألقى باللائمة على المسلحين الذين قال إنهم استخدموا المدنيين كدروع. وهذه الغارة الجوية هي الثالثة التي تسفر عن قتلى في صفوف المدنيين خلال أسبوعين وتأتي في الوقت الذي يخضع فيه اعتماد الجيش الأمريكي على القوات الجوية لاستهداف المسلحين لتدقيق متزايد من جانب الحكومة العراقية وبعثة الأمم المتحدة في العراق. وعبر مسئولون في الأمم المتحدة عن قلقهم من عدد المدنيين الذين يقتلون في غارات جوية وقالوا إنه يجب توخي المزيد من الحذر في العمليات العسكرية لحمايتهم. وقالت الميجر بيجي كاجيليري المتحدثة باسم الجيش الأمريكي في شمال العراق إن طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي رصدت خمسة رجال يزرعون قنبلة على الطريق بالقرب من مدينة سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة العراقية. وأضافت المتحدثة أن الهليكوبتر "اشتبكت" مع الرجال الذين ركضوا ودخلوا منزلا قريبا استهدف أيضا. وقالت إن تحقيقا أوليا أظهر أن خمسة "ذكور في سن الالتحاق بالجيش" وستة مدنيين قتلوا في الغارة. وقالت "اختاروا دخول منزل للاختباء مع مدنيين. وهم بذلك قد عرضوا أناسا على الأرض للخطر. نبعث بتعازينا لأسر هؤلاء الضحايا ونأسف لأي خسائر في الأرواح." لكن الشرطة وسكان في منطقة دجلة كانت لهم رواية مختلفة عن الواقعة إذ قالوا إن مجموعة الرجال الذين هاجمتهم الهليكوبتر كانوا ثلاثة مزارعين خرجوا من منازلهم الساعة 4.30 صباحا بالتوقيت المحلي (0130 بتوقيت جرينتش) لري حقولهم.
قتلى اتباع الصدر