- كان الناس مشغولين ـ قبل أقل من شهرـ بحاجيات رمضان واليوم، الناس مشغولون بحاجيات العيد وما بعد رمضان.وغداً.. الناس سيكونون مشغولين بحاجيات المدارس والأمور الأخرى المعتادة.- يا الله.. كم نحن تعساء ومهمومون ومشغولون!!الحياة “شغلة” ـ بالفعل، ونحن أفضل من يعقد الأمور ويزيدها صعوبة ولا يسهلها أو يأخذها ببساطة.- نحن كائنات أكثر من “نكدية” وأكبر من “معقدة”... وأقل بكثير من “مفكرة.. ومدبرة” ـ اللهم إلا “مدبرة” من الدبور لا غير!ومع ذلك علينا أن نتقبل فكرة التأقلم مع أنفسنا.. ونعيش هكذا كيفما تيسر الحال وجرت العادة!- الناس يعتقدون بأن العيد آخر المطاف ونهاية الرحلة، ولكن في اليوم الثاني منه مباشرة يكتشفون أن العيد ليس إلا بداية لمشوار كلنا نحبه وكلنا لا نحبه وكلنا معنيون بالتأقلم معه.. ومن لم يعجبه أو يرق له الأمر برمته.. “فليبلط البحر” وعلى نفقته الخاصة!!- لا نهاية للتعب.. ولا آخر للمتعة الشاقة المقترنة بالحياة اليومية والشؤون المعتادة، نحن هنا لأننا لا نملك الخيار بأن نكون هناك.. أو في أي مكان آخر، فلنكن إذاً “واقعيين” ولنعترف بأننا أغبياء جداً إذا لم نتقبل أنفسنا والعالم من حولنا.- ومن كان يملك خياراً آخر غير هذا فليعفنا من نكده، وليغادر كوكبنا إلى حيث يستطيع ـ ولو حتى إلى زحل- أقله سيكسب العالم مقعداً شاغراً لضيف جديد لا يكون ثقيلاً كصاحب زحل!!- أحصيت لأحدهم ـ خارجه الله.. أو خارجنا الله منه ـ في مجلس واحد ، خسمين تذمراً وتسعة وعشرين تضجراً وثلاثة وأربعين نكداً وخمسة وستين يأساً ـ غير خاضعة للضرائب وزكاة الأنفس، ولم أجده يبتسم ولا مرة ، وفضلاً عن ذلك فإنه يتساءل باندهاش وتعجب: لماذا العالم يبدو كئيباً إلى هذا الحد؟!- كان بودي أن اكشف له سراً وأقول له: لأنك فيه أيها العزيز الحميم قاتلك الله!لكن ما فائدة أن أقول له ذلك وهو لن يفهم؟!الناس يفعلون بالعالم كل شيء ثم يرجمون العالم بالخطايا، ولو كان هذا العالم قليل عقل مثلنا لرجمنا جميعاً واقتص لنفسه منا!- دعوا العالم كما هو..واهتموا بأنفسكم، ولا تنسوا عطر العيد وجعالة الأطفال الصغار..وحاولوا مراراً وتكراراً أن تتدربوا على الابتسامة.فهي كنز لا يقدر بثمن، ومع ذلك لن تدفعوا من جيوبكم شيئاً! عيدكم مبارك.. مقدماًوشكراً لأنكم تبتسمون.
ابتسموا .. رجاءً!!
أخبار متعلقة