مجموعة من المواطنين في الأسواق يتحدثون عن استقبال عيد الفطر:
استطلاع / أماني العسيري: يوم أو يومان تفصلنا عن العيد ، بعد وداع أيام رمضان ولياليه الجميلة ، ومظاهر العيد تزداد بروزا وارتساما على الشوارع والناس والأسواق والمدائن ، وعدن بسحر جبالها وبحارها وناسها انفرجت أساريرها العيدية ، فامتلأت أسواقها بالناس باحثين عن ملابس العيد لهم ولأطفالهم ، وازدانت هذه الشوارع بالملابس والأحذية والحقائب الكثيرة والمتنوعة .وفي المقابل تفاوتت الأسعار زيادة ونقصانا ، فأسعار هذا العام لا يمكن الإمساك بها أو خارج السيطرة وتختلف من بائع إلى آخر ومن محل إلى آخر ، بحسب النوع والمكان .. وفي مواجهة هذا التفاوت ابتكر الناس طرقا متعددة حتى يتمكنوا من مجاراة هذه الأسعار ، كما أصبحت البسطات « المفارش » ملكة البيع في الأسواق الرئيسية في عدن بإغراءات الأسعار المخفضة التي شكلت فارقا لا بأس به عما يباع في المحلات والمعارض ..آراء مختلفة عن العيد وحركة البيع والشراء عبر عنها مواطنون وباعة تنقلها لكم (14أكتوبر) في الاستطلاع التالي :[c1]« الهكبات »من اجل العيد [/c]بدأت أم محمد -التي كانت تشتري الإكسسوارات لبناتها- الحديث قائلة : على الرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها وغلاء أسعار الملابس و هذا أمر طبيعي وموجود في غالبية الدول النامية فإن ذلك لا يعني أن يقف المرء حياله بدون تدبير مسبق ، موضحة : بالنسبة لي قمت بعمل جمعية « هكبة » أنا وزميلاتي وادخرت مبلغا بالإضافة إلى أني قمت باقتراض مبلغ معين لأستكمل به شراء ملابس أبنائي .توافقها الطريقة أم فاطمة التي قالت : نحن نقوم كل عام بعمل هكبة نستلمها في رمضان حتى نتمكن من شراء ملابس العيد ، ولكن هذه الهكبة في أحيان كثيرة لا تكفي فالأسعار ترتفع بإستمرار ، وهذا العام لم تكفني هكبتي التي كانت مائة ألف فحتى الآن صرفت أكثر من مائة وثمانين ألف ريال ثمنا لملابس أولادي ، وهذا المبلغ يكفي لأداء عمرة . [c1]البسطات أفضل أم المحلات ؟![/c]يلاحظ كل عام أن حركة البيع لدى أصحاب الباسطات أكثر من داخل المحلات والمعارض .. يقول عبد الرقيب احد الباعة المتجولين في سوق الطويل بعدن : أسعار البسطات ارخص لأن البائع لا يخسر شيئا غير أجره وأجر معاونه وليس عليه أي التزامات مادية كإيجار محل أو كهرباء او ماء .. ويقول احمد بائع ملابس داخلية على أحد الجواري « المفارش »: البضاعة التي نبيعها ارخص من البضاعة التي في المحلات والمعارض لأننا لسنا ملتزمين ماديا لأي جهة .. وهي نفس البضاعةهي نفسها التي في هذه المحلات فنحن وأصحاب المحلات نأخذ هذه البضاعة من محلات الجملة ، ويشاركه عادل محمد بائع أحذية « مفرش » الحديث قائلا : أسعار هذا العام مرتفعة قليلا حتى لدى أصحاب المفارش لأن تجار الجملة رفعوا الأسعار وما كنا نأخذه بألفي ريال صار هذا العام بثلاثة آلاف ريال ، ولهذا يكاد يكون الفارق في الأسعار بين الملابس والأحذية في المحلات والمفارش ضئيلا . تقول سمر التي كانت تشتري إكسسوارات في أحد المحلات : الشراء من المحل او الشارع أصبح واحدا فالأسعار صارت متقاربة ومرتفعة إلا أن الشراء من المحل اضمن لأنه متى ما أردنا الاستبدال سنجد المحل والبائع الذي اشترينا منه ، بعكس أصحاب المفارش الذين لا نجدهم. [c1]السيلة مول ..عدن مول .. الشرطة مول[/c]وكان لأصحاب المحلات رأي أيضا ،يقول أحمد رائف ،عامل في أحد معارض ملابس الأطفال: حركة البيع في المحلات في تراجع لأن الناس تفضل الشراء من الشارع كونه أرخص من المعارض . واستطرد قائلا : الأسعار هذا العام تفاوتت وخرجت عن السيطرة ويتحكم فيها النوع فمثلا سعر طقم ملابس ولادي لعمر عام يكلف أكثر من ثلاثة آلاف ريال ، بينما بنطلون ولادي لعمر عشر سنوات ربما يكلف ألفا وخمس مائة ريال هذا في المحلات العادية ، أما في المعارض الكبيرة فيصل سعر القطعة إلى ثلاثة أو أربعة آلاف ريال ، ولهذا يلجأ الكثير من الناس إلى أصحاب المفارش والبسطات الذين يبيعون بضائعهم بسعر مخفض .وأضاف « بالنسبة للبضاعة التي عند أصحاب المفارش فهي بضاعة قديمة يلجأ تاجر الجملة إلى تصريفها عبر هذه المفارش وحتى يتم جذب الناس إلى هذه البضاعة القديمة يتم إدماج البضائع القديمة بنوع من بضاعة جديدة . ويشارك صالح محمد في الحديث عن الأماكن التي تتمركز فيها حركة البيع في عدن قائلا : في عدن نجد ثلاثة أماكن رئيسية للبيع وهي « عدن مول ، السيلة مول « السيلة » ، والشرطة مول « شرطة الشيخ عثمان » ، ففي هذه الأماكن يتوافد الناس بقوة لشراء أغراض العيد من ملابس وحقائب وأحذية ، مشيرا إلى أن الفرق في الأسعار متباين بين هذه الأماكن الثلاثة ، وتعد أسعار الملابس والأحذية الأغلى في عدن مول في والسيلة مول هو الأرخص . [c1]أسعار العباءات النسائية والأحذية[/c]« أسعار العباءات النسائية لا تختلف كثيرا عن العام الماضي فسعر العباءة بدون زخارف يكلف ثلاثة آلاف ريال أو أربعة بحسب نوع الخامة» هذا ما أكدته الأخت سامية علي التي كانت تشتري عباءة مع والدتها في أحد محلات العباءات، وشاركها الحديث الأخ محسن عبد الله بائع في المحل قائلا : متوسط سعر العباءة يكلف في الأغلب ستة آلاف ريال بحسب نوع الزخارف التي يتم شغلها على العباءة وبحسب الخامة ، وبرأيي لم يرتفع سعر العباءة بشكل كبير عن العام الماضي . وتستصرخ الأخت نبيلة عبده غاضبة من سعر الحقائب والأحذية التي صارت. تكلف أكثر من ثلاثة آلاف ريال وتقول « لقد ارتفعت أسعار الحقائب والأحذية بشكل جنوني لا يتحمله الغالبية من الناس».[c1]مشهد عام[/c]ارتفعت الأسعار عن العام الماضي سبعين بالمائة ولكنها لم تقف حائلا أمام شراء ملابس العيد بتباينها ، فمن يخرج إلى الأسواق سيلاحظ التوافد الكبير على الأسواق والشراء ، وإن كانت حركة الشراء عند الأغلبية مقننة لأن هذا العيد يعقبه عام دراسي جديد له متطلباته الكثيرة أيضا .