فيما حذرت الحكومة الفلسطينية من استغلال الانفلات الأمني للتحريض ضدها
الأراضي المحتلة / وكالات :أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي مع مصر لمنع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية من دخول قطاع غزة لدى قدومه من رحلة خارجية استغرقت نحو أسبوعين.وقالت متحدثة باسم المراقبين الأوروبيين إن "معبر رفح مغلق، العمل توقف لفترة إلى أن يتضح الموقف فيما يتعلق بهنية".كما أفادت مصادر أمنية أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس هو من أصدر تعليماته بإغلاق المعبر.وقد تدفق عشرات المسلحين الفلسطينيين إلى معبر رفح فور الإعلان عن إغلاق المعبر.وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هنية يحمل معه عشرات الملايين من الدولارات كمساعدات لحكومته، فيما قالت الأنباء أنه لم تعلق أي جهة رسمية بشأن تلك المبالغ أو الإفصاح عن حجمها.من جهة أخرى حذرت الحكومة الفلسطينية من استغلال الانفلات الأمني في غزة للتحريض ضدها. وانتقد وزير الإعلام الفلسطيني يوسف رزقة في مؤتمر صحفي ما وصفه بالانفلات الإعلامي معتبرا إياه بأنه "جريمة كبرى"، ويحرض على جرائم قادمة.وحول توصية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، قال رزقة إن الساحة الفلسطينية قد تدخل في أزمة جديدة في حال إجرائها، مطالبا في الوقت ذاته بالقبول بنتائج الانتخابات الأخيرة، والعودة للحوار من أجل تشكيل حكومة وحدة.كما طالب بالتصدي المشترك لما وصفه بالتيار الانقلابي "لأن خطره على الحكومة والرئاسة سواء"، والكف عن الاتهامات "الباطلة" للحكومة ووزارة الداخلية والنظر إليهما "بتواضع وطني وسياسي وليس باستعلاء".وجاءت تلك التحذيرات والمطالبات فيما قال مصدر أمني إن ضباط مخابرات فلسطينيين اعتقلوا عضوا بلجان المقاومة الشعبية في منزله بمدينة غزة على خلفية التحقيقات في قتل الأطفال الثلاثة لضابط المخابرات بهاء بعلوشة وسائقهم.وقد طالب أبو عبير المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية بالإفراج عن هشام مخيمر وهدد بانتقام اللجان في حال لم يفرج عنه.وندد المتحدث بالاعتقال الذي نفذه عشرة رجال ملثمين من المخابرات العامة بعد إلقائهم قنابل يدوية وفتحهم للنار على منزله، ما أسفر عن جرح اثنين بينهم عضو بقوات الأمن.كما اختطف أفراد من لجان المقاومة الرائد في المخابرات الفلسطينية محمد أبو صيام غربي غزة، ردا على اختطاف مخيمر حسب ما صرح به أبو عبير.وقد عززت قوات الأمن الفلسطينية من انتشارها بالقطاع وسيرت دوريات في محاولة لحفظ الأمن في الشوارع التي بدت خالية.من جهة أخرى أفادت الأنباء في الضفة الغربية أن قوات الاحتلال اغتالت فلسطينيا في قرية كفر الديك شرقي مدينة قلقيلية. وقالت إن الشهيد وهيب الديك سقط بنيران الاحتلال بينما كان يؤدي عمله في ورشة بناء على مقربة من مواجهات بين متظاهرين والقوات الإسرائيلية بالقرية.كما أفادت الأنباء أن قوة إسرائيلية خاصة اغتالت أيضا الناشط بكتائب شهداء الأقصى محمد رماحة في مخيم العين بمدينة نابلس بالضفة.وأضاف أن قوة كوماندوز تابعة للاحتلال تخفي جنودها بالزى المدني توغلت بالمخيم واغتالت الشهيد رماحة تبعتها قوات عسكرية أخرى فتحت النار على مواطنين بالمكان ما أسفر عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بينهم طفل بجروح طفيفة.من جانبه قال ناطق باسم قوات الاحتلال إن أربعة فلسطينيين أوقفوهم الجيش عندما كانوا يحملون شحنة ناسفة عند حاجز أقامه قرب نابلس بالضفة الغربية.وكان شاب فلسطيني استشهد برصاص قوات الاحتلال شرق مدينة غزة، كأول فلسطيني يسقط في القطاع منذ إقرار التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في 26 نوفمبرالماضي.وفي سياق آخر دانت السلطة الفلسطينية قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بالذي يبرر عمليات تصفية النشطاء الفلسطينيين.وقال كبير المفاوضين صائب عريقات إن "الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية هي جرائم حرب مرفوضة ومدانة"، مشيرا إلى أن قرار المحكمة العليا الذي يبررها "خطير جدا".وكانت مصادر قضائية ذكرت أن المحكمة العليا الإسرائيلية خلصت إلى أن عمليات الاغتيال المحددة التي تنفذها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة "قانونية".وقال قضاة المحكمة إنه "لا يمكن أن نقرر سلفا أن كل عملية تصفية لهدف محدد مخالفة للقانون الدولي، كما أنه ليس ممكنا أن تكون كافة عمليات التصفية متطابقة مع القانون الدولي".وأضافوا أن قانونية كل عملية تصفية يجب أن تدرس في كل حالة على حدة.يأتي ذلك فيما قدرت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلي "بتسليم" عدد المستهدفين بعمليات الاغتيال خلال الأعوام الستة الماضية بنحو 340 فلسطينيا.