وقفة تأمل
السلوك الإنجابي يعني طريقة ممارسة الإنجاب من حيث التوقيت والظروف والعمر واما إذا كنا نراعي الابتعاد عن الخطر فالإنجاب رغم انه وظيفة طبيعية فهو يتضمن دائماً درجة من المخاطر على الصحة حيث أن هناك اوقاتاً أو ظروفاً تكون فيها درجة الخطورة عالية سواء على الحمل أو الحامل أو الجنين أو المولود وهناك مراحل تكون عملية الإنجاب خلالها اقل خطورة.ويعتبر الوضع الصحي في بلادنا فيما يخص الصحة الإنجابية وصحة الطفولة وبخاصة في الريف اليمني ليس بالمستوى الجيد والسبب الرئيسي في ذلك هو سلوك وممارسات غير سليمة جعلت من الصعب التغلب عليها مالم يرتفع الوعي الذي يقود إلى سلوك إنجابي وحياتي مناسب وايضاً معرفة وفهم للخدمات المتاحة وإمكانية الاستفادة منها بالإضافة إلى توسيع هذه الخدمات وتحسين نوعيتها وتوزيعها.وبينت العديد من الدراسات أن أكثر الفئات السكانية تأثراً بالزيادة السكانية المتسارعة هم الأطفال والأمهات لأن أعباء ونتائج الخصوبة العالية تقع عليهم وتساهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية في زيادة حدة المخاطر التي يواجهونها.ان تحسين الصحة الإنجابية يتم من خلال السلوك الإنجابي والخدمات الصحية اللذين يجب أن يكونا متلازمين فالسلوك الإنجابي يتمثل أساساً في تجنب الحمل في مراحل الخطرة من العمر فالحمل المبكر( اقل من 20سنة ) والمتقارب أي أن التباعد بين حمل وآخر يقل عن( الثلاث والأربع سنوات)والمتأخر(بعد35سنة)والعديد( أي زيادة على خمسة مواليد) وتزداد درجة الخطورة في حالة أكثر من عامل معاً وقد تترافق العوامل السابقة مع ضعف حالة الأم الصحية والغذائية والاجتماعية ووجود مايجعل الحمل والولادة أكثر خطراً على حياتها ومن أهم الأخطار على الأم زيادة احتمال الوفاة وهو مايسمى وفيات الأمومة(الذي يعني الوفيات بسبب متعلق بالحمل والولادة أو مضاعفاتها أو الأمراض والحالات التي تصاحبها أو تأتي بسببها).ومن الأخطار التي قد تحدث ايضاً نتيجة لهذا السلوك الإنجابي الولادات المتعسرة والتي قد تحتاج إلى عملية ونقل دم قد لا يكونان متاحين وانفجار الرحم وذلك لأن تكرار الولادات يؤدي إلى رقته وتليف جداره كما قد يؤدي ضغط الولادة إلى انفجاره وهو ما قد يقود إلى النزيف الحاد وموت الجنين سقوط الرحم أي أن ضعف الاحبال الماسكة يؤدي إلى خروج الرحم من فتحة الفرج جزئياً أو كلياً الإصابة بالسكر أو الروماتيزم وسرطان عنق الرحم فهي من أكثر الأمراض علاقة بالحمل في المراحل الخطرة ومن هذا يمكن التأكيد أن خفض وفيات الأمومة وإمراضها ومضاعفاتها يمكن ان يحدث في جزء منه من خلال إتباع السلوك الإنجابي السليم أما أخطار هذا السلوك على الجنين والطفل فهي تتمثل في فقدان الجنين أثناء الحمل أو ولادة مولود اقل وزناً من الطبيعي(اقل من 2500جرام)ومثل هذا المولود إذا عاش أصبح معرضاً للإصابة بالعدوى وسوء التغذية التي تؤثر على حياته كاملة بالإضافة إلى ارتفاع معدل الوفيات الرضع والأطفال وايضاً زيادة التشوهات الخلقية وخاصة زيادة سن الأم على 35سنة وضعف مناعة الطفل ونقص مقاومته للأمراض المعدية وسوء التغذية ومنها ايضاً ضعف الذكاء خاصة مع ارتفاع العمر.