(14 اكتوبر ) تسلط الضوء على أوضاع مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في عدن
مستشفى الامراض النفسية والعصبية
أجرت اللقاء : ميسون عدنان الصادق :تأسس مستشفى الأمراض النفسية والعصبية التعليمي بمحافظة عدن عام 1984م فلقد كان يسمى في السابق ( مصحة السلام ) وكان ذلك في عام 1966م فالمستشفى يخدم محافظة عدن والمحافظات الأخرى بشكل عام فحالياً تجري الترتيبات لإعادة تأهيله من قبل صندوق التنمية الاجتماعية بالمحافظة . فنشاط هذا المستشفى مثله مثل نشاط أي مستشفى آخر ويتمثل في التشخيص والعلاج للأمراض النفسية والعقلية والصحية وتوجد فيه لجنة طبية مسؤولة عن مختلف الأمراض العقلية والنفسية والصحية للمدنيين والعسكريين والجنائيين كما أن له علاقات مع مؤسسات تعليمية تقوم بدورها التعليمي من خلال الطب في العديد من الندوات المختلفة المتعلقة بالخدمات الصحية بشكل عام واجمالأ له دور مثله كمثل أي مستشفى فهو مستشفى يساعد الإنسان على الاستقرار من أجل قضايا التنمية بدرجة أساسية . (14اكتوبر) زارت المستشفى وكان لها لقاء بالدكتور / خالد السلامي مدير عام المصحة حيث قال : المستشفى تخدم محافظة عدن بدرجة أساسية وباقي المحافظات المجاورة بشكل عام وبالنسبة للمستشفى المركزي للجمهورية وهو مستشفى تعليمي مع كلية الطب والمعهد الصحي ليحتفظ بالأمراض العقلية في داخل الأقسام وهي أمراض عقلية ونفسية وأمراض صحية بشكل عام . وأضاف قائلاً : إن المعدات والأجهزة لدينا كاملة وحديثة ومضاعفة ومتوفرة بكمية كبيرة وكل ذلك بدعم من صندوق التنمية الاجتماعية فنحن لدينا العديد من الأقسام جميعها أقسام داخلية وعملية . [c1]الدعم :[/c]وعما إذا كان هناك جهات ومؤسسات قامت بتقديم الدعم للمستشفى قال : نعتمد بدرجة أساسية على الموازنة ولايوجد إيراد آخر وذلك بناءً تعليمات فخامة رئيس الجمهورية الأخ / علي عبدالله صالح نقدم خدماتنا مجاناً بدءاً بالتشخيص وانتهاء بالأقسام الداخلية والأدوية والفحوصات جميعها مجاناً بدون أي مقابل والإيراد الوحيد لنا هو الموازنة يضاف إلى هذه اوازنة بعض الدعم غير المنتظم من عدد من التجار وهو عبارة عن دعم عيني وليس مادياً ففي بعض الأحيان يقدمون هدية لجمعية معينة أو أدوية أو مواد غذائية أو يقومون بإحضار ملابس للمريض وكل هذا يعد دعماً عينياً في المناسبات المختلفة فليس بإمكاني الإفصاح عن تلك الجهات والمؤسسات الخيرية لانهم يرفضون الإفصاح عن أنفسهم لأنهم لايعدونه سوى عمل خيري . [c1]الصعوبات : [/c]وعن أبرز الصعوبات التي من الممكن أن تكون قد شكلت عائقاً في طريقهم قال : بصراحة أود أن أقول إن دور الشؤون الاجتماعية غائب فيما يتعلق بالتكامل في الرعاية الاجتماعية فالمرضى المتجولون الشوارع مسؤولية مشتركة بيننا وبين الأمن والشؤون الاجتماعية فبعدم رعايتهم اجتماعياً وإعادتة تهم لعيادة الخارجية وأخذ علاجهم بانتظام تصبح حالتهم مزمنة فتأتي بهم الشرطة بأعتبارهم مرضى متجولين في الشوارع دون وجود من يرعاهم فالمريض العقلي ليس هناك أصعب منه ولكن بالنسبة لأصعب مشكلة قد نكون واجهناها هي مانسميها بالحلقة المفقودة ) فالمريض يأتي به الأهل أو الشرطة إلى العيادة الخارجية فيرقد بها ومن ثم تتحسن حالته ويكون مؤهلاً للخروج فاستقباله من قبل الأسرة يجب أن يكون بتوفير الرعاية الاجتماعية والعلاجية المناسبة فبعض الأسر ترفض استقبال مرضاها فيتجولون في الشارع فتسوء حالتهم ويتوقف لديهم العلاج ويعادون مرة أخرى إلى هنا عبر الشرطة وتكون في هذه المرة حالتهم مزمنة فنقوم بمعالجتهم للمرة الثانية وتتحسن حالتهم ونعيدهم لأسرهم فبعد يومين تقوم بتركهم في الشارع بمعنى أصح إن المريض العقلي بحاجة الى نوع من التكامل في العلاج من المستشفى والشؤون الاجتماعية والأسرة فالتكامل مهم جداً فهو مبدأ أساسي في العلاج النفسي . وأكد قائلاً : إن المريض يخرج من هنا مستقراً ويأخذ علاجه بيده ويسمع الكلام وليس عدوانياً فبمجرد توقف العلاج يعود الى حالته الأولى بل أسوا من ذلك . فالمريض العقلي يختلف كل الاختلاف عن المريض النفسي فالمريض العقلي من الممكن أن ينتكس في أي لحظة حتى وإن شفي لايشفى بشكل نهائي فمن الممكن بعد عام أو عامين أن يكون لديه الاستعداد للوقوع في المرض مرة أخرى بينما المريض النفسي يعتمد على الضغط النفسي الذي يعيشه ويمكن أن تستقر حالته الاجتماعية والأسرية والسكنية فإذا حصل اضطراب في هذا الجانب يمكن في هذه اللحظة أن تسوء حالته كما أن الطبيب المعالج قد يصاب بحالة نفسية نتيجة أي مؤثرات أو أحداث خارجية فالمريض العقلي شيء وارد أن تنتكس حالته في أي لحظة من اللحظات لهذا أريد أن أقول إنه لابد أن يحظى بفترة طويلة من العلاج.[c1]شروط الكادر :[/c]وعن أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الكادر التمريضي في المستشفى تحدث قائلا:رعاية المريض العقلي لدينا تحتاج إلى مواصفات خاصة لأن المريض قد يكون احيانا عدوانيا أو كثير الانفعال وتارة أخرى ينفعل المرض مع المريض ويفترض أن يكون الممرض لديه القدرة على التحكم في انفعالاته لمستوى معين من الوقت ولديه قدر بسيط من التأهيل بشكل عام وأمورنا لابأس بها مقارنة بالآخرين فنحن بمعنى آخر راضون عن انفسنا إلى حد ما حسب الإمكانيات المتوافرة لدينا والتي قد تتوافر عما قريب بعدم من وزير الصحة والأخ محافظ المحافظة فالكادر التمريضي والطبي لدينا قليل جدا على الرغم من الخدمات الطويلة التي يقدمها للمجتمع إلا أنه قد يستغرب البعض بأن عدد الأطباء في هذا المستشفى الكبير لايتجاوز السبعة أطباء يقدمون خدماتهم على مستوى عدة محافظات بالإضافة إلى أن عدد الكادر التمريضي لايتناسب مع حجم الخدمات فعددهم قليل فلقد وعدنا وزير الصحة عندما قام بزيارتنا خلال الأسبوعين الماضيين بأنه سوف يتم معالجة هذه المشكلات وأعطى توجيها لمكتب الصحة بإعطاء الأولوية في التوظيفات .وأضاف : لم يكن هنالك أي تقصير من قبل الأخ محافظ محافظة عدن فلقد قام بتقديم الدعم للمستشفى الصيف الماضي حيث زود المستشفى بعدد من المكيفات لكل الأقسام جهزت بتكييف وحدات جزئية بدعم مباشر من المحافظة فلولا هذا الدعم الذي قدمه الأخ المحافظ والأخ وزير الصحة لكانت الحالة أصعب فنحن الان نريد ذكر الدعم الآخر الرسمي للكادر ألا وهو تزويدنا بالكادر حتى تتحسن الأمور.[c1]المريض والشارع :[/c]وفي سياق حديث الدكتور خالد السلامي تطرق إلى موضوع جلوس المرضى في الشوارع قائلا: إن أكثر المرضى الذين يسرحون في الشوارع ليسوا متسربين من مستشفى الأمراض العقلية والنفسية والصحية فالمريض العقلي لايجلس في مكان واحد نجده يسير في أكثر من مكان كونه لايستطيع الهروب أو التسرب من المستشفى فالموجودون في الشوارع إما أنهم متحسنون لم يجدوا الرعاية الاجتماعية فتركوهم أهاليهم لتسوء حالتهم وأصبحوا من متجولي الشوارع لحين يتم اعتقالهم من قبل الشرطة الذين يأتون بهم إلى هنا فهم تحسنت حالتهم وعادوا إلى أهاليهم ويتركونهم في الشوارع فهي ليست مسؤولية المستشفى أو الأمن هي مسؤولية الجميع والمجتمع بشكل عام فهي مشكلة غياب التكامل الصحي والاجتماعي لرعاية المرضى العقلين فإذا شعرنا جميعا بأننا مسؤولون عن هذه الظاهرة سيتم معالجتها أما إذا لازلنا (أنا أقول هم وهم يقولون أنت لن تحل هذه المشكلة) لهذا أود من خلال صحيفة (14 أكتوبر) أن أطالب كل الجهات ذات العلاقة بالصحة النفسية والعقلية أن تقوم بتعزيز مبدأ التكامل في رعاية المرضى.[c1]أستجمام المرض :[/c]وتناول الدكتور خالد السلامي موضوع خروج المرضى للاستجمام حيث قال بالنسبة لسماحنا للمرضى بالخروج للاستجمام والراحة لدى الأسرة نحن نثمن هذا حق وإن جاءتنا خمسون أسرة سنسمح لهم باستلامهم مرضاهم للترفيه عنهم لمدة أسبوع أو اسبوعين فهذا مهم جدا بالنسبة للمريض لكي يتعامل ويتكيف معهم.
د. خالد السلامي
[c1]مشاريع 2008 :[/c]وحول أهم مشاريع 2008 التي من المتوقع إنجازها قال: سوف يتم إعادة ترميم المستشفى بمبلغ لايقل عن أربعين مليون ريال يمني بالإضافة إلى تجهيزها بمبلغ مماثل لمبلغ إعادة ترميمها حيث سيتم الانتهاء من مشروع إعادة ترميم المستشفى خلال العام 2008م كما تم إعادة تأهيل المستشفى كاملا مع تجهيزه بالمعدات الحديثة هذا بالاضافة إلى فتح أقسام جديدة بالطابق العلوي ويجري حاليا الإعداد لفتح قسم خاص بالأطفال المتخلفين عقليا كذلك تم تجهيز جميع الأقسام بالمكيفات.[c1]إجراءات وفاة المريض :[/c]وعن أهم الإجراءات التي تتخذ في حالة وفاة أحد المرضى العقلين قال : إن هذا الموضوع متعلق بقانون الصحة العقلية فهذا القانون غير موجود في اليمن لأنه يتم التعامل مع قضايا الصحة العقلية ضمن القانون المدني وهذه هي المشكلة الأساسية حقوق المريض وواجبات المعالج فنحن قمنا بتجهيز دراسة تم البدء فيها مع أصحاب النيابة بمنع ترخيص قوانين الصحة العقلية في كل من الهند ومصر وبريطانيا بحيث نضمن للمريض حقوقه دون المساس بالميراث الشرعي وأطلقنا عليه اسم حق الوصايا فالمستشفى تعتبر الوصي على هذا المريض في كل ممتلكاته في حالة وفاته أو انعدام من يقوم برعايته فهذه المسألة بالتأكيد شديدة التعقيد وتحتاج إلى تدخل قوانين معينة كما لدينا العديدمن المقترحات فلابد أن يكون هناك لائحة قانونية لحماية حق المريض .واضاف قائلا : أما بالنسبة في حالة وفاة المريض يتم وضعه في ثلاجة مستشفى الجمهورية لفترة محددة إلى حين استلامه من قبل ذويه أما في حالة عدم وجود أهل للمريض نحن من يتحمل مسؤولية دفنه.[c1]المرضى الجنائيون :[/c]وعن المرضى الجنائيين وكيفية التعامل معهم قال : يتم التعامل مع مرضى القضايا الجنائية فنحن كما هو معروف لدينا قسم خاص بالقضايا الجنائية للمرضى العقلين الجنائيين في سجن المنصورة ونحن من يقوم بالاشراف عليه ولايقتصر هذا على مرضى مدمني المخدرات فمعظمهم أصحاب قضايا جنائية كالقتل والتعامل معهم يتم عن طريق جهات أمنية ففي حالة وفاتهم يتم تسليمهم لذويهم أما في حالة عدم وجود من يتسلم هذه الجثة يتم تسليمها للشرطة أما بالنسبة لمرضى الشوارع الذين يتم التخلص منهم برميهم أو تركهم يسرحون في الشوارع دون أي رعاية أو رقابة من قبل بعض الأسر والذين لاتزال تنهب حقوقهم وميراثهم سواء كان الشقة أو الراتب فهنا يكون هذا المريض من مسؤوليتنا.[c1]اختلاف علاج الجنسين :[/c]وعما إذا كان هناك اختلاف في علاج الرجال عن النساء قال : إن المرض العقلي هو نفسه عند الجنسين فليس هناك أي اختلاف في علاج كليهما.[c1]انهيار المريض :[/c]سألناه عما إذا كان هناك بعض الأشخاص تم ايداعهم المستشفى دون أن يكون لهم أي علاقة بالمرض العقلي أو النفسي وإنما كان الغرض من هذا التخلص منهم من قبل ذويهم رد مؤكدا:ليس باعتقادي أن هناك أشخاصا تم وضعهم هنا من دون أن يكونوا مصابين بأي مرض عقلي أو نفسي فالانهيار العصبي هو بحد ذاته مرض عقلي ونفس في آن واحد فهذا الانهيار قد يكون لفترة محددة وبعد ذلك يعود مرة أخرى إلى رشده.وأضاف : أريد أن أقول إن هناك الكثير من الحالات التي تم شفاؤها نهائيا من المرض واحصائيات عام 2007م خير دليل على ذلك.[c1]عدد الأسرة :[/c]وعن الطاقة السريرية الموجودة في المستشفى قال :الطاقة السريرية في المستشفى وصلت على 280 سريرا تم توزيعها على 8 اقسام فكل قسم يحتوي على 26 مريضا وأحيانا يستوعب 30 مريضا فهذا المستشفى المركزي الوحيد في الجمهورية المختص بالامراض النفسية لذلك يلقى إقبالاً كبيراً من قبل العديد من المحافظات القريبة كالضالع وأبين ولحج والجزء الأسفل من تعز فالعلاج لدينا بالمجان بالإضافة إلى الكفاءة الموجودة هنا على الرغم من وجود أقسام تابعة لنا في محافظة حضرموت إلا أن بعض الناس يأتون إلينا وذلك لأن النساء على وجه الخصوص قد يخجلن من الكشف في هذه الأقسام نظرا لخوفهن الدائم من أن يتم التعرف عليهن.[c1]الموازنة التشغيلية [/c]وأضاف ك في الفترة الأخيرة الموازنة التشغيلية للمستشفى زادت بالإضافة إلى أننا أصبحنا بالصلاحية الكاملة فلم نعد نخضع لمكتب الصحة إلا من الناحية الفنية والمالية من الناحية الإشرافية أما الجانب الثالث هو استكمالنا لصيانة المستشفى كاملا هذا العام بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية ولكن هذا لايكفي فيجب أن يكون هناك مساهمة كبيرة من قبل جميع المرافق الحكومية والمجتمع كذلك لكوننا نقدم خدمات إنسانية لدينا توجيهات من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بأن الخدمات الإنسانية تقدم مجانا ولكن نطلب من كل من يستطيع أن يدعم مشاريع خيرية أن يقدم للمستشفى معونات عينية للتخفيف عنا بالموازنة التشغيلية فالمريض العقلي كما هو معروف دائم التكسير للأثاث بشكل مستمر لإصلاح كل ذلك بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بالأمراض العقلية غالية الثمن كالباطنية أو الجراحية من الصندوق الاجتماعي للتنمية فنحن نريد أن يكون هناك دعم للموازنة التشغيلية للمستشفى ودعم اجتماعي بالإضافة إلى دعم المجتمع.[c1]كلمة أخيرة :[/c]نحن نأمل أن يكون هناك مأوى للمريض العقلي كما ينص قانون الصحة العقلية نتمنى من التجار والهيئات والمجتمع المدني والدولة دعمنا ومساعدتنا في بناء مأوى خاص بالمرضى العقليين أسوة بمأوى المتسولين فكل من ليس له أهل من المرضى العقليين نريد أن يتم وضعهم في مأوى خاص بهم ونحن نقوم بالإشراف على علاجهم والاهتمام برعايتهم ولكن للأسف الشديد عندما اقترحنا منحنا جزءا بسيطا من سجن المنصورة تم رفض اقتراحنا فهذا المأوى نحن بحاجة ماسة إليه لخدمة مرضانا فهم أكثر حاجة للعلاج وخاصة المرضى العقليين المزمنين.