- عقب أي هجوم إرهابي اعتادت أجهزة الأمن على تلقي انتقادات واتهامات بالتقصير في حماية الأشخاص والأماكن التي تكون هدفاً للإرهابيين. وبالطبع قوى الأمن تتحمل المسؤولية عن أي تقصير في واجباتها, لكن أيضاً يجب إدراك أن الإرهابيين هم الذين يختارون أهدافهم، وهم وحدهم الذين يقررون متى وأين يضربون, وبالتالي يصعب إيجاد حارس لكل مواطن أو سائح ونشر ملايين الجنود على الأرض.- إن مشكلة الإرهاب لا تحل بتعزيز الأمن فقط في حين يترك للإرهاب أن يترعرع، إذ يكمن الحل الاستراتيجي لهذه المشكلة المعقدة في القضاء على عناصرها، أي أن يضرب الإرهاب ذاته من خلال تجفيف كافة منابعه وحرمان الإرهابيين من حريتهم وأدواتهم ووسائلهم، ولدينا تجارب كثيرة في هذا المجال وأقربها منا هي تجربة مصر التي ألحق بها الإرهابيون أفدح الأضرار خاصة في النصف الأول من عقد تسعينيات القرن الماضي، وكانت آخر وأشد العمليات الإرهابية هي تلك التي وقعت في الأقصر, وهي نفسها العملية التي كانت بداية نهاية الجماعات الإرهابية على أيدي الحكومة هناك.- لقد جربنا هنا في اليمن التغلب على الإرهاب من خلال الحوار،لكن من الواضح أن هذا النوع من العلاج لم يكن فعالاً، فالعنف عند هؤلاء عقيدة لا يتخلون عنها، وهذه العقيدة يتعلمونها تعلماً في مراكز تعبئة، وعلى أيدي عرابيهم من الموجهين وحملة ثقافة التكفير والعنف والكراهية.- ولاحظوا أن كثيراً من خطباء المساجد يدعون من على المنابر أن ينصر الله المجاهدين في العراق وأفغانستان، وهؤلاء المجاهدون يقصد بهم أولئك الذين ينفذون الهجمات الانتحارية في مساجد وشوارع المسلمين، والذين قتلوا السياح عندنا يشملهم ذلك الدعاء أسوة بالمجاهدين في أفغانستان وباكستان والعراق والسعودية! ❊ ولاحظوا أيضاً أن رجال الدين المتشددين الذين يخرج الإرهابيون من تحت عباءاتهم لم يدينوا أي هجوم إرهابي.. ولو لمرة واحدة!
|
تقارير
الإرهابيون وعرابوهم
أخبار متعلقة