زمان كانت فرحة الآباء بالأولاد، أما اليوم فالبنت حبيبة أبيها، (ووأد البنات) ولى منذ قرون لا تعد وقد كان صفة للمجتمع الكافر، وجاء الإسلام كدين الرحمة والعتق من النار لكل إنسان، وجعل هذا الدين للمرأة مكانة الشقيقة للرجل وحقق الرحمة بينهما، فما بال بعض نوابنا الكرام يعارضون قانوناً دنيوياً يرحم فلذات أكبادهم ويحمي صغيراتهم من المرض والألم والموت أحياناً من زواج هن أضعف حلقة فيه؟..أنا أفهم، بل وأضع الأعذار لرجال أميين، فقراء حد العوز وعليلين حد العجز عن رعاية أسرهم ولديهم بنات فيزوجوهن وهن صغيرات حتى يكفلوا لهن مأكلاً وملبساً ومشرباً ومسكناً آمناً، لكني لا أصدق أن يقوم من نعتبره من صفوة المجتمع لنحمله على الأعناق بأصواتنا إلى قبة البرلمان ليمثلنا، وهو المتعلم وله وظيفة ومكافأة شهرية ثابت وامتيازات وربما أعمال تجارية خاصة هنا وهناك، ومع ذلك يطالب بأن يزوج ابنته في سن دون الـ 17 عاماً.. هذا والله رجل يستحق أن يدعو الناس الله “أن يجعله عقيماً” وأن لا يمنحه خلفة (لا ولد ولا بنت) وذلك خير له وللأمة عامة.. إن مثل هذا الشخص لا يستحق صفة الأبوة ولا أن يتمتع بها كإنسان طبيعي لأنه غير طبيعي أبداً.. وإلا فليقل لي أي برلماني عارض القانون الجديد لزواج الفتاة عند سن 17 سنة، ماذا دهاه؟.. وكيف يقسو على فلذة كبده الصغيرة ليرضي (شهوة مسن)؟ إنه والله الشذوذ بعينه.. بل والجنون..إن على كل نائب برلماني عارض قانون سن الزواج الجديد للفتيات، عليه أن يخجل من نفسه، ومن بناته الصغيرات قبل الكبيرات، ويتراجع عن رفضه ذاك بإعلان القبول بـ 17 سنة كسن مقبول لزواج الصغيرات، رغم أن الـ 17 سنة هذه أيضاً غير صحية للفتيات فمنهن ذوات البنية الصغيرة التي تصورهن في العاشرة أو الحادية عشرة كأعلى عمر لهن، ومنهن ذوات البنية الضعيفة منذ ولدتهن أمهاتهن، ومنهن المريضات بسوء التغذية، ومنهن الوارثات عن أمهاتهن ضعفاً صحياً عاماً بسبب تزويجهن أيضاً في سن صغيرة..يا سادتي النواب الرافضين لقانون الزواج الجديد.. هل تتذكرون، وأنتم تعيشون تجربة يومية، الجهد الكبير للحياة الزوجية وحقوق الزوج الشرعية التي يطالب بها زوجته؟ وتخيلوا بناتكم ذوات العشر أو حتى الـ 15 سنة وهن مجبرات على تنفيذ الحقوق الزوجية بأبدانهن وعقولهن الصغيرة غير المكتملة النمو.. ترى أي شعور يتولد لديكم تجاه تخيلكم هذا وصوت طفلة تبكي (مذبوحة) من الألم...اللهم أجعله عقيماً..[c1]Afrahs@ maktoop.com[/c]
اللهم اجعله.. عقيما
أخبار متعلقة