إعداد : وهيبة العريقي ما من شك أن تحصين الأطفال ضد أمراض الطفولة القاتلة التي من بينها الشلل بكامل جرعات التطعيم الروتيني في مواعيدها ، وعدم التردد في تحصين المواليد الجدد كذلك تحصين من لم يتجاوزوا الخامسة من العمر في حملات التطعيم والتي من بينها الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال الحالية، هو ما يمثل أحد الأسس الهامة للوقاية المؤمنة لفلذات الأكباد من الوقوع في مسالك الخطر والإعاقة ودروب المهالك المحققة .فالتحصين ضد مرض شلل الأطفال مهما تكررت وتعددت جرعاته له أثره الطيب في دعم وتعزيز مناعة الجسم أكثر وأكثر، وبالقليل من الجرعات لا تكتمل المناعة من هذا المرض مطلقاً.على الآباء والأمهات أن يعوا جيداً ويدركوا هذا الأمر ويترجموه في واقعهم عبر الاستمرار في تحصين أطفالهم المستهدفين عند كل نداء للتحصين، لا الاكتفاء بالقليل من جرعاته.إذ كيف بالحال إن أهملوا تحصين أطفالهم المستهدفين ولم يحصلوا إلا على أقل القليل من الجرعات دونما تكرار إعطائهم المزيد والمزيد منها . ثم كانت النتيجة أن أوقع الداء بأبنائهم ونالهم منه الأذى الشديد والإعاقة الدائمة .. هذا إذا سلموا من الموت أصلاً جراء شدة ما يخلفه فيهم من أضرار تدميرية خطيرة .فقد يكون لفيروسات الشلل تواجد في البيئة المحيطة بنا ما لم نواصل تحصينهم ، مع إنه تمت السيطرة عليه - بعون الله – منذ فبراير 2006م ، إنما انتشار المرض في منطقة القرن الإفريقي وبعض دول إقليم شرق البحر المتوسط في الآونة الأخيرة ، جدت معه الظروف الداعية إلى النظر بجدية وعدم التهاون بهذه المسألة خوفاً من أن يعاود فيروس الشلل تهديده لأطفالنا مجدداً .فالواجب أن نحتاط ونحاذر من خلال تلبية نداء التحصين سواء ما يعرف بالتطعيم الروتيني الذي تقدمه المرافق الصحية على الدوام في سائر أنحاء البلاد باعتباره خط الدفاع الأول لوقاية جميع الأطفال دون العام ، أو ذاك الذي يقدم للفئة العمرية دون الخامسة من العمر بلا استثناء من خلال حملات تحصين وطنية شاملة لجميع محافظات الجمهورية ، أو تكميلية تقتصر على بعض المحافظات والمديريات .وعلى أساس ذلك تقرر تنفيذ حملة وطنية للتحصين ضد شلل الأطفال في الفترة من (17-15ديسمبر 2007م ) لبلوغ سائر الأطفال المستهدفين (تحت سن الخامسة ) ، وكسائر الحملات الفائتة التي تستهدف فيروس الشلل بالاستئصال ستكون الحملة خارج الجدران ، من منزل إلى منزل ، تعتمد في تحصينها على فرق تحصين متنقلة متجولة لزيارة كافة المنازل والمساكن والوصول بخدمة التطعيم إلى الأطفال تحت سن الخامسة بلا استثناء، كما أن هناك فرقاً ثابتة في المرافق الصحية تستقبل القادمين إليها من الأطفال المستهدفين لتحصينهم .الشق الآخر الذي لا يقل أهمية عما تقدم ضرورة تعزيز جهود التحصين لبلوغ هدف القضاء على فيروس شلل الأطفال وصفاء ونقاء بيئتنا من دنسه إلى الأبد بإذن الله ، من خلال حرص الأهالي على مد يد العون عند اشتباههم بظهور حالة أو حالات إصابة بشلل الأطفال، بالتبليغ الفوري عنها في أقرب مركز أو وحدة صحية أو مستشفى حكومي ولو لمجرد الشك ولن يجدوا عناء في الأمر.وإنه لعمل بسيط، لكنه عظيم الشأن ينم عن حب الخير وتمثل روح المسؤولية في الحفاظ على صحة أطفالنا حاضرا ومستقبلاً من تهديدات فيروسات الشلل، فهو واجب يلزم تأديته.ودون تخصيص.. الكل معني بالتبليغ الفوري في حال الاشتباه بوجود إصابة أو إصابات حديثة لدى طفل أو مجموعة أطفال، ولا يقتصر الاشتباه على الأطفال دون الخمسة أعوام، بل ويشمل كل المعرضين للإصابة ممن تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاماً.ولكي يتم التثبت والتأكد ما إذا كان فيروس شلل الأطفال متسبب بالفعل في الأعراض والآثار التي ظهرت على الحالات المشتبه إصابتها بالمرض، يأتي دور الجهات المختصة عبر فحص عينات من البراز لحالات الاشتباه، وبعد ذلك تأكيد الإصابة (100 %) بفحصها في خارج البلد لدى المختبرات المرجعية لمنظمة الصحة العالمية، مع تحديد نوع الفيروس المسبب للإصابة وسلالته الفيروسية.وفي حال اشتباه الطبيب المعالج لحالة أو لمجموعة من الحالات لايتم الجزم بالإصابة، ذلك لأن تقرير للحالة- مهما يكن وثيقاً وإن بدا له يقيناً – ينطوي تحت قائمة الاشتباه، كذلك عند حدوث شلل رخو غير متصلب ويكون حاداً – أي يحدث فجأة ويتطور بسرعة – ينطوي تحت قائمة الاشتباه، لكنه يستوجب حال ظهوره التبليغ الفوري.أما احتمال الإصابة بشلل الأطفال فيتحقق بوجود أعراض وعلامات المرض بالفحص السريري من قبل اختصاصي أطفال، من مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، شلل رخو حاد مع عدم فقد الإحساس بالأجزاء المصابة، آلام عضلية ثم بعد ذلك نحول في العضلات.ومتى تم عزل فيروس شلل الأطفال من العينات البرازية للحالات المشتبهة أو المحتملة في المختبرات المرجعية، عندها تكون الإصابة قطعاً مؤكدة، وبذلك يأتي دور حصر امتداد الفيروس الضاري ومنعه من الانتشار عبر اتخاذ تدابير الوقاية اللازمة في أماكن ومناطق ظهور المرض وما جاورها، وفرص التدخل والإجراءات المناسبة التي من بينها تحصين جميع الأطفال دون الخامسة من العمر إذا لزم الأمر وبخاصة المحيطين بحالة أو حالات الإصابة المكتشفة، لتدارك الوضع سريعاً بفرض السيطرة ووقف انتشار المرض.وما يتعين على فرق التحصين في هذا الإطار خلال حملة التحصين التكميلية الجديدة ضد فيروس شلل الأطفال السؤال عن وجود أية حالة اشتباه الأطفال لم يسبق الإبلاغ عنها وجمع عينات براز منها، قدر ما أمكن.وليكن بمعلوم الجميع أن التبليغ عن الحالات التي يشتبه إصابتها بالمرض ضرورة لن تنتهي في مرحلة ما بعد استئصال فيروس شلل الأطفال، وهو عمل لايعتمد على جانب واحد ولا يتوقف عند مرحلة معينة.ويلزم على المواطنين مد يد العون للقائمين على الترصد الوبائي المتواجدين في مختلف المراكز والوحدات الصحية والمستشفيات العامة، وذلك بالتبليغ عن حالات الاشتباه بشكل فوري عاجل.إذ ليس في صالح الذي تظهر عليه علامات شبيهة بعلامات الإصابة بشلل الأطفال، بقاءه مهملاً دون إحالته إلى أقرب وحدة أو مركز صحي أو مستشفى حكومي، فعدم التبليغ أو التأخر فيه من شأنه أن يتسبب بعودة انتشار الفيروس في منطقة تواجد الحالة المصابة، ويمكن أن يتعداها وصولاً إلى المناطق القريبة والبعيدة، مفضياً إلى مزيد من الإصابات بين الأطفال، بل وإلى الكثير من الأعباء الصحية والاقتصادية والاجتماعية الثقيلة القاسية.وفي حالة أن وجد طفل يشكو من ارتخاء عضلي (هطل) أو ضعف في الأطراف العلوية أو السفلية أو كليهما وجب على ولي أمره نقله ودون تردد إلى أقرب مرفق صحي، لأن الإبلاغ المبكر عن الحالات المشتبه بها أو المحتملة تساعد التشخيص المبكر واحتواء المرض قبل انتشاره واستفحال امره.في الأخير أود التذكير بأن الحملة الوطنية للتحصين ضد داء شلل الأطفال جار تنفيذها على مدى ثلاثة أيام متواصلة، في الفترة من (15 (17-15 ديسمبر2007م)، وعلى الآباء والأمهات الحرص على عدم تفويت هذه الفرصة مهما تعددت الجرعات التي تلقاها أطفالهم المستهدفين ( تحت سن الخامسة) في السابق، ومهما تكررت الجرعات وزاد عددها، فذلك أفضل وأضمن لبناء مناعة متكاملة ضد فيروس شلل الأطفال. [c1]* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان [/c]
|
ءات
حملة التحصين ضد شلل الأطفال وجيل مفعم بالصحة سالم من الإعاقة
أخبار متعلقة