* في مدينة البريقة بمحافظة عدن تربض مصفاة عدن لتكرير النفط منذ (52) عاماً وتعد هذه المصفاة من أهم المؤسسات الاقتصادية في اليمن ، بل وتعد أقدم منشأة نفطية تقام في بلادنا إذ يعود تاريخ إنشائها إلى العام 1957م .وشكلت مصفاة عدن أهم مرتكز اقتصادي للوطن وأصبحت معلماً مهماً ومتميزاً من معالم مدينة عدن ، وعلى مدى نصف قرن ونيف ضمت أكبر تجمع عمالي تشهده مدينة عدن .مصافي عدن .. منشأة وطنية رائدة تحظى بالاهتمام والتحديثوخلال تاريخها الطويل أعتبرت مصفاة عدن مدرسة متميزة لتخريج الكوادر الفنية الماهرة إذ تعاقب عليها أجيال متلاحقة من العمال والموظفين والفنيين الذين أكتسبوا الخبرات والمهارات المختلفة في مجال تموين النفط ، وكذا الكوادر الاشرافية المقتدرة التي التحقت بعديد من المنشآت النفطية لدى بعض الدول المجاورة ، وغيرها ، وأثبتوا مقدرة فائقة تفتخر بها مصفاة عدن بشكل خاص وبلادنا بشكل عام .* على مدى خمسة عقود أثبتت المصفاة مقدرتها في تأمين احتياجات السوق اليمنية من المشتقات النفطية بمختلف أنواعها فضلاً عن تصديرها المتواصل للمشتقات النفطية إلى عديد من دول العالم ، إلى جانب تنفيذ مهمتها في تموين البواخر المرتادة لميناء عدن بالوقود ، وتبلغ الطاقة الانتاجية الحالية للمصفاة بما يقدر بـ (150) ألف برميل يومياً .في حين بلغت الكمية المكررة خلال شهر يناير من العام 2004م (300) ألف و(673) طناً مترياً فيما صدرت المصفاة خلال عام 2003م (5) ملايين و(564) ألف و(237) طن متري من المشتقات النفطية .[c1]فكرة إنشاء المصفاة[/c]* جاءت فكرة إنشاء مصفاة عدن عام 1952م من شركة البترول البريطانية (B . P) نظراً للموقع الملاحي المهم الذي تتميز به مدينة عدن التي تشكل ملتقى الطرق البحرية بين أوروبا وشرق أفريقيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى والهند وأستراليا .* ففي العام 1919م أنشأت شركة البترول البريطانية (عدن) المحدودة منشأة لتموين البواخر بالوقود في ميناء عدن ، وبعد الحرب العلالمية الثانية تزايد طلب الأسواق العالمية للزيت وكانت النظرة الاقتصادية أن تكرير النفط الخام في المناطق التسويقية هو أوفر مجالاً من تكريره في مناطق اكتشافية ، فبدأت شركة البترول البريطانية بإنشاء مصفاة في شرق (السويس) ولكن موقع ومكانة ميناء عدن الذي تجاوز استقباله للبواخر نحو خمسة آلاف باخرة سنوياً ، وهو عدد يحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود مما شجع شركة (B . P) على إنشاء المصفاة في عدن فتعاقدت مع شركة أمريكية عام 1952م بتكلفة (45) مليون جنيه استرليني.* وفي 29 يوليو 1954م دشنت المصفاة عملها التكريري ، باستلامها حمولة أول سفينة بريطانية قادمة من الكويت .[c1]مكونات المصفاة[/c]* صممت مصفاة عدن عند إنشائها بطاقة إنتاجية قدرت بـ (5) ملايين طن سنوياً وكي تلبي حاجة إنتاج الكميات المطلوبة من المشتقات النفطية فقد بنيت الوحدات التالية من قبل شركة (B . P) .- وحدتان لتقطير النفط الخام طاقة كل واحدة منهما (5،2) ملايين طن .- وحدة المحول البلاتيني بطاقة (006) ألف طن من وقود السيارات سنوياً .- وحدات السلوتايزر .- وحدات كلوريد النحاس .- وحدات ثاني أكسيد الكبريت بطاقة (004) ألف طن من الكيروسين سنوياً .- وحدة الأتورفاينز بطاقة (17,5) ألف طن سنوياً .وإضافة إلى هذه الوحدات فقد تم إنشاء عدد من المرافق وفيها ميناء استقبال السفن وعدد من الخزانات سواء في موقع التكرير أو في الميناء لاستيعاب مختلف المشتقات النفطية كما تم إنشاء أنبوبين يبلغ طولهما (35) كيلو متراً ، يصلان المصفاة بالخزانات في منشأة تموين السفن بالوقود في ميناء التواهي فضلاً عن وجود المختبر الفني لفحص المنتجات والتأكد من الجودة لمواصفاتها بالإضافة إلى الغلايات التي تقوم بتموين محطة الكهرباء والمصفاة وبطاقة تصل إلى (600) ألف رطل من النجاز في الساعة .[c1]ملكية الدولة للمصفاة[/c]* في الأول من مايو من عام 1997م آلت المصفاة إلى ملكية الدولة بموجب اتفاقية تسليم وقعتها بلادنا مع الشركة البريطانية ، وعندما تسلمت الشركة الوطنية للمصفاة كانت جميع الوحدات والمنشآت والمرافق بحاجة ماسة للصيانة السريعة والمستمرة فبدأت الإدارة بالدراسة والبحث عن أسواق جديدة وعملاء جدد يقدمون التسهيلات لها وعملت على مضاعفة الانتاج ليصل إلى (4,5) ملايين طن سنوياً بدلاً عن (1,1) مليون مطلع السبعينيات .[c1]وحدات إنتاجية جديدة[/c]وفي عام 1984م بدأت الشركة بتنفيذ خطتها الأولى وتمثلت ببناء وحدات إنتاجية جديدة بتكلفة (22) مليون دولار بهدف رفع جودة الإنتاج وزيادة موارد الشركة وقد شملت :- بناء وحدات التقطير الفراغي بطاقة إنتاجية وقدرها (10,5) ألف برميل يومياً .- بناء وحدات أسفلت بطاقة (100,000) طن في العام .- بناء ثلاثة خزانات كروية للغاز المسال بسعة (2625) طناً مترياً .- بناء وحدة غاز الإيثين لزيادة إنتاج الغاز المسال .[c1] تحديث ميناء الزيت[/c]أما الخطة الثانية فقد تركزت في تحديث وتطوير الزيت بهدف مواكبة وتطور حجم ناقلات الزيت ، وبدأ التنفيذ عام 1986م لتحديث المراسي الأربعة بتكلفة (55) مليونا دولار ، وقد شمل المشروع حفر وتعميق الممرات المائية لهذه المراسي حيث يتراوح عمق الغاطس بين (11,5) متراً إلى ما يقارب (16) متراً ، كما شمل التحديث إدخال تكنولوجيا لهذه المراسي تمكنها من إستقبال ناقلات الزيت الكبيرة التي تصل حمولتها إلى (110) آلاف طن .وبالاضافة إلى ذلك تم بناء وتعميق مرسى خاص لشحن الأسفلت البوتغاز واستقبال السفن الصغيرة التي لا تتجاوز حمولتها (22) ألف طن ، ولدى المصفاة ثلاثة ناقلات بحرية هي قنا ، المسيلة وباب عدن ، وتقوم هذه الناقلات برحلات شبه يومية إلى موانىء الجمهورية اليمنية لنقل النفط ومشتقاته ويدار الميناء من قبل كادر وطني مؤهل تأهيلاً عالياً .[c1]إهتمام دولة الوحدة[/c]* وعن التطور والتحديث الذي شهدته المصفاة منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة وميلاد الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م أولت القيادة السياسية بزعامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح عنايتها بهذا المرفق الاقتصادي المهم الأمر الذي استمرت معه المصفاة بجميع المشتقات النفطية من البنزين والسولار والمازوات والكيروسين والديزل ووقود الطائرات والغاز المسال ومؤخراً الأسفلت ، وأثبتت المصفاة قدرتها على تغطية السوق المحلية إلى جانب مواصلة عملية تصدير المشتقات النفطية بكميات كبيرة موفرة بذلك ملايين من العملة الأجنبية لرفد الاقتصاد الوطني فنالت المصفاة إهتمام الدولة من خلال تنفيذ جملة من المشاريع .[c1]صناعة الأسفلت[/c]* أقدمت المصفاة على تنفيذ مشروع صناعة الأسفلت الذي ينتج منه قرابة (80) ألف طن سنوياً لتلبية حاجة السوق المتزايدة لرصف الشوارع وإنشاء الطرق الجديدة في مختلف المحافظات .[c1]رفع القدرة التخزينية[/c]وعن خطوات تحديث المصفاة سعت المصفاة إلى رفع قدرتها التخزيني من خلال إنشاء خزانات جديدة ، وترميم الخزانات القديمة لتصل القدرة التخزينية إلى مليون طن متري تقريباً .وقد بدأ مشروع بناء الخزانات الجديدة عام 1992م التي بلغ عددها (16) خزاناً منها خزانان كبيران سعة كل واحد منها (50) ألف طن للزيت الخام فيما خصصت (14) خزاناً للمنتجات النفطية بسعة إجمالية تصل إلى (250) ألف طن .[c1]بناء سبعة خرانات[/c]* وفي أبريل 1999م أقدمت الإدارة على إتخاذ قرار صائب للاستفادة من بعض المواد التي جلبت أواخر الثمانينيات من الاتحاد السوفيتي (سباقاً) الموجودة في ميناء (الزيت) خلال تنفيذ مشروع بناء (6) خزانات جديدة بهدف توسيع منطقة صهاريج التخزين ، وقد نفذنا هذا المشروع من خلال إدارة الخدمات الهندسية بكوادر يمنية من مهندسين وعمال وبالاستعانة ببعض الفنيين من رومانيا ، وأعتبر تنفيذ هذا المشروع بمثابة التحدي الحقيقي الذي أقدمت عليه إدارة المصفاة وتمكن العاملون من تحويل تلك القطع الحديدية إلى خزانات جديدة تستفيد منها استفادة مثلى كما تم شراء مواد روسية أخرى ذات مواصفات عالية لبناء خزان سابع بسعة عشرة آلاف طن لتصل السعة الاجمالية لجميع الخزانات في المشروع إلى حوالي (71) ألف طن متري .[c1]خزانات للغاز المسال[/c]* في الفترة ذاتها تم بناء عشرة خزانات أسطوانية للغاز المسال في ميناء الزيت بسعة تخزينية تصل إلى (1500) طن وهو مشروع يحقق مردوداً اقتصادياً للمصفاة ، كما تم إعادة ترميم وتأهيل سبعة خزانات قديمة خاصة بالزيت الخام والمشتقات النفطية .[c1]تحديث منظومة التكرير[/c]* وفي العام 2001م أعتمدت إدارة المصفاة تنفيذ خمسة مشاريع حيوية لتأهيل وتحديث منظومة التكرير وتركزت على إعادة تأهيل وتحديث المحطة الكهربائية الحالية وتحديث وحدتي تكرير الزيت الخام ، بالاضافة إلى تطوير وحدة إنتاج بنزين السيارات ، وبناء وحدات معالجة المنتجات البترولية ، وتنفيذ شبكة نظام المعلومات الشامل لربط كافة أقسام المصفاة عبر الكمبيوتر .[c1]تموين البواخر[/c]منذ خمسينيات القرن الماضي أنيطت بالمصفاة مهمة تموين السفن بالوقود ، ولهذا الغرض أنشئت مراسٍ خاصة في ميناء عدن لاستقبال سفن يبلغ طولها من (650 - 900) قدم والغاطس فيها (11,5) متراً مما يمكنها من استيعاب بواخر حمولة (70) ألف طن كما أن هناك قاطرات بحرية خاصة بتموين السفن بالوقود خارج الحاجز المائي ، ومؤخراً تمكنت الكوادر الفنية في إدارة تموين البواخر من إعادة تأهيل قاطرتين بحريتين هما : بوعان والوليد لتستفيد فيها الخدمة الملاحية وتموين البواخر .[c1]تدريب وتأهيل[/c]* يعتبر مركز التدريب من أهم مكونات المصفاة وهو يواصل مهامه منذ (49) عاماً حيث أنشىء عام (1955م) نظراً للحاجة الماسة لتدريب الأيدي اليمنية الشابة التي تتعاقب للانخراط في أعمال المصفاة ويضم المركز حالياً ما يقارب من (80) متدرباً يتلقون التأهيل في كافة تخصصات عمل المصفاة وعلى مدى أربع سنوات ، وأهم ما يميز المصفاة أنها تدار بأيادٍ يمنية (100%) ويقوم كوادرها الفنيون ببذل الجهود والقدرات في سبيل التغلب على الظروف المناخية لحماية جميع المعدات والآلات من التآكل والصدأ والتأكسد وذلك من خلال إتباع برنامج صيانة دورية منتظمة مما جعل أغلب الآلات والمعدات تواصل عملها بأمتياز على مدى يفوق عمرها الافتراضي .[c1]مرافق أخرى[/c]يتبع المصفاة محطة كهرباء خاصة بها مكونة من ثلاثة محولات توربينية بلغ كل واحد منهما (7,5) ميجاوات ، وتقوم هذه المحطة بخدمة المصفاة من حيث تموينها بالتيار الكهربائي وماء التبريد وبخار الماء كما تقوم بتموين مدينة البريقة عند الحاجة .وهناك مستشفى خاص مزود بكافة الوسائل والامكانيات يقوم بعلاج العمال وعائلاتهم وأبناء المنطقة عند الحاجة .وتضم المصفاة عدداً من المنشآت والمرافق منها المختبر الفني الذي يقوم بفحص عينات الزيوت والمنتجات البترولية الأخرى قبل تسويقها ، وبما يتناسب مع المقاييس والجودة المطلوبة عالمياً ومحلياً ، كما توجد إدارة الصيانة والمستودعات والمشاريع والخدمات الفنية والهندسية والفحص الهندسي وعدد من المرافق الخدمية الترفيهية .
مصافي عدن.. منشأة وطنية رائدة تحظى بالأهتمام والتحديث
أخبار متعلقة