عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن في حوار مع ( 14 اكتوبر ) :
[c1]* الانتخابات الرئاسية الأخيرة جرت في أجواء تنافسية .. وهي خطوة تحسب لليمن إنسانا وأرضا .. نظاما ومعارضة[/c]لقاء / محمود دهمسقيّم الأستاذ عبد الرحمن علي محمد الجفري، رئيس حزب رابطة ابناء اليمن (رأي) عالياً الانتخابات الرئاسية والمحلية والتي انتخب فيها فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية، وقال بأنها كانت تنافسية وهي خطوة تحسب لليمن إنسانا وأرضا ونظاماً ومعارضة.ونوه إلى أن تطبيق نظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات بالتوجهات نفسها التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح خير ما يحمي ويعزز الوحدة.جاء ذلك في الحوار الصحافي الذي أجرته معه الصحيفة بمناسبة العيد الوطني السابع عشر .. وفيما يلي نص اللقاء :[c1]* انقضاء سبعة عشر عاماً على قيام الجمهورية اليمنية ما الذي يعنيه من منظور رابطة ابناء اليمن؟[/c]- الجفري: أولا نحيي شعبنا في هذه المناسبة العظيمة ونحيي فخامة الأخ الرئيس ودولة الأخ النائب ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الشورى وكافة شركاء المنظومة السياسية واسأل الله أن يلهمنا جميعاً الصواب.إن انقضاء سبعة عشر عاماً على قيام الجمهورية اليمنية يعني أن هذا المشروع لبناء الدولة اليمنية الموحدة الحديثة قد قطع شوطاً لابأس به في اتجاه تثبيت وتعزيز الوحدة المنشودة.ومع ذلك، ولنكن صادقين مع أنفسنا نقول إنه على الرغم من مضي 17 سنة على إعلان الوحدة اليمنية إلا أن هذه الوحدة لا تزال "طرية" وهي في حاجة لاتخاذ العديد من الخطوات والإجراءات التي تعززها ومن أهمها:- تجذير أسس الوحدة القابلة والواجبة الاستمرار من خلال منظومة حكم متماسك تحقق التوازن والحكم المحلي كامل الصلاحيات، بالأسس التي أعلنها الأخ الرئيس في ديسمبر الماضي.- إطلاق عملية تنمية شاملة تحقق الحياة الكريمة للمواطن اليمني في مختلف أنحاء الوطن.- إقامة دولة النظام والقانون.. والقضاء المستقل النافذة أحكامه.- الإصلاحات الشاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية...إلخ والمعالجة لكل الاختلالات التي رافقت بناء دولة الوحدة منذ إعلانها وحتى اليوم ..(وذلك ما أكده فخامة الأخ الرئيس في خطابه الجماهيري في عدن خلال الحملة الانتخابية في 15 / 9 / 2006م.[c1]* من واقع ما يشهده اليمن من تحولات وما يحيط به من متغيرات إقليمية ودولية .. كيف تقرأ ون طالع مستقبله؟ [/c]- الجفري: مستقبل بلادنا أمر لم يعد يهم اليمنيين وحدهم بل يهم الإقليم والعالم ويمكن أن نأخذ مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن قبل بضعة أشهر ومؤتمر "فرص الاستثمار في اليمن" الذي عقد في صنعاء في الشهر الماضي بمثابة تأكيد على اهتمام الإقليم والعالم بنا وببلادنا.والذي لا شك فيه أن بلادنا تمر الآن بمنعطف تاريخي حقيقي فإما أن ينطلق الإصلاح الشامل في بلادنا لإصلاح الأخطاء والاختلالات التي أصابت وطننا في العقود الأربعة الأخيرة وإما أن يستمر التردد.. ويتعرض الوطن من ثم لمحنة واضطرابات قد تقود إلى مستقبل مخيف.إن إمكانيات بلادنا الكامنة عظيمة.. بل هائلة والفرص التاريخية التي أمامنا كوطن وشعب لا ولن تعوض.وعلى الرغم من كل المنغصات والفساد والإفساد الذي يمر به الوطن في هذه المرحلة إلا إننا لم نفقد الأمل وعلى ثقة أن الأخ الرئيس علي عبد الله صالح سينطلق بالأمل بالبلاد في عملية إصلاحات شاملة تمكن بلادنا من استثمار طاقاتها المادية والبشرية والقيام بدورها في الإقليم والعالم واللحاق بالركب لأن البديل لهذا الانطلاق التاريخي أمر نخاف من مجرد تصوره.[c1]* 17 عاماً على إعادة تحقيق وحدة الوطن أرضا وإنسانا أين وضعت حزب رابطة أبناء اليمن على الخارطة السياسية وأين موقعة فيها الآن؟[/c]- الجفري: ما أن انتهت المزايدة على الوحدة اليمنية، وتم الاتفاق في 30 نوفمبر 1989م بالفعل على إعلان الوحدة إلا وكان حزبنا من أول من أعلن ترحيبه بهذه الخطوة التاريخية العظيمة ولأن الحزبين الحاكمين حينها (المؤتمر والاشتراكي) قد اقتسما الأرض والبشر، فقد كان لحزبنا، حزب رابطة أبناء اليمن دور رئيسي في تكوين وتشكيل معارضة يمنية محترمة، فتشكل "التكتل الوطني للمعارضة" من خمسة من الأحزاب اليمنية الجادة وكان حزبنا في قلب الخارطة السياسية التي بدأ رسمها حينها.إلا أن التجربة برمتها قد تعثرت بسبب الصراع آنذاك ولا اعتقد أن من المفيد الآن أن نقلب في ملف تلك المرحلة ونتركه للتاريخ وكاتبيه.إما اليوم، فحزبنا قدم مشروعاً تفصيلياً للإصلاحات الشاملة في البلاد نعتقد أنه من أشمل وأدق مشاريع الإصلاحات في الساحة السياسية اليمنية.. كما أن حزبنا يقدم خطاباً سياسياً وإعلامياً وطنياً يتسم بالعقلانية والمسؤولية الوطنية.. ويحظى بتقدير واحترام كبيرين على كل المستويات في داخل الوطن وخارجه.كما أن حزبنا دخل في حوار وطني عميق مع القيادة السياسية للدولة وللمؤتمر الشعبي العام وهو كذلك منفتح في الوقت نفسه على كل القوى السياسية الأخرى في الوطن، وإذا ما نظر أي محلل محايد باحثاً عن "الخارطة السياسية اليمنية" فسيجد أن حزبنا في قلب الوطن ولن يجد "الخارطة السياسية" التي تتحدد عليها مواقع منظومة العمل السياسية، (منظومة الحكم، منظومة المعارضة)، وأعتقد أننا مازلنا في طور البحث عن "ورق" و "ريش رسم" وعندما نجد ذلك نقوم برسمها بعد أن نتعلم فن رسم الخرائط السياسية..فما زلنا نرى العملية السياسية برمتها "لعبة" والوطن "ملعبها"..و"نتصايح" حول " تسوية" أرض هذا الملعب وقوانين اللعبة قبل أن نحدد أي لعبة هذه؟ فالانشغال لأكثر مكونات المنظومة السياسية لا يتصاعد إلا قبيل الانتخابات، وحول قوائم انتخابات وجهة الإشراف عليها وإدارتها وتقاسم لجانها، قبل أن نتفق على طبيعــة نظام الحكم ونظام الدولة الذي ستجـــــرى الانتخابات لسلطاتها ومؤسســـاتها؟!! وقــبل أن نعالج المعيقات والاختلالات والمظالم التي تسببت في عجز وشلل العملية السياسية من ثم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية... الخ.[c1]* المعروف إن إعادة تحقيق الوحدة اللازم بشعار الديمقراطية وتحقيق التنمية المستدامة إلى أي مدى تحققت هذه الثلاثية المتلازمة بعد 17 عاما من قيام الوحدة؟[/c]- الجفري: بعد17 سنة على إعلان الوحدة اليمنية نجد أنه قد تحققت بعض الخطوات في "مضامير" الثلاثية التي يفترض تلازمها، أي الوحدة والديمقراطية والتنمية.فأما ما يتعلق بالوحدة فلا شك أن أرض الوطن قد توحدت ولكنها في حاجة إلى ما يحميها من المخاطر التي قد تتسبب فيها ممارسات المنظومة السياسية واعتقد أن خير ما يحمي ويعزز الوحدة ويلحم شروخ النفوس هو تأكيد قضية المواطنة المتساوية من جانب، وتطبيق نظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات من جانب آخر بالتوجهات نفسها التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس في ديسمبر الماضي وليس بما جاء في مشروع تعديلات قانون السلطة المحلية الذي إذا تم إقراره سوف ينفي ما طرحه فخامة الأخ الرئيس ومن ثم يسدد لهذا المشروع طعنة لتوجهات الإصلاحات الشاملة التي أعلنها فخامته، قبل بدئها.أما الديمقراطية فهي لاتزال في طور التجريب.. وفي مراحلها الأولى في بلادنا، ويمكن الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد جرت في أجواء تنافسية.. وهي خطوة تحسب لليمن إنساناً وأرضاً، نظاماًً ومعارضة.وفي ما يتعلق بالتنمية، فقد تحققت بعض المشاريع والإنجازات، إلا أن الطريق لايزال طويلاً أمامنا، وإذا ما انطلقت ورشة الإصلاحات الشاملة (المأمولة) في الوطن فلاشك أن بلادنا ستشهد تنمية كبيرة، خصوصاً وبلادنا تملك الكثير من مقومات التنمية.. كما أنها أرض (بكر) في حاجة إلى كل شيء.ولست في حاجة إلى أن أكرر ماجاء في الإجابات السابقة فإن الاهتمام بالجزئيات من الآليات وترك أسس الإصلاحات الشاملة لن يغني شيئاً.. وبلادنا كما نكرر هي جوهرة فهل نستطيع إتقان مهنة (الصاغة) أم نظل (فحامين)؟.. إن أتقناها فستصبح بلادنا ( رمانة الميزان) للمنطقة العربية والقرن الأفريقي، مالم فنسأل الله اللطف.[c1]* وفي كلمة أخيرة بهذه المناسبة الغالية ماذا تقولون؟ [/c]- الجفري: أهمس صادقاً في أذن و قلب فخامة الأخ الرئيس الذي لم أبغضه حتى في أشد فترات الخلاف:الهمسة الأولى: يا أيها الأخ العزيز.. المستقبل مبشر بكل الخير بقدر الإسراع في الاتجاه الجاد لقيادة مرحلة الإصلاحات الشاملة بحزم وثبات.. وأنت –بعون الله- قادر على ذلك.. وكل الخيرين من كل مناطق وفئات الوطن سيكونون عوناً لك، رجاء وأمل أن لاتستمع لمن يثبطون الهمة ويؤلفون التخوفات والمحاذير.. فوالله إن الخوف الأكبر والمحذور الأخطر هو التأخر والتردد في الاتجاه العاجل نحو إصلاحات شاملة وجذرية ووفق برنامج واضح وتفصيلي.الهمسة الثانية: بقدر ماتستمر –بصورة أشمل وأعمق- في أن تكون لكل اليمن و لكل اليمنيين) وأن يكون اليمن (لكل أبنائه) بقدر مايستمر (اليمن كل و اليمنيون كل.الهمسة الثالثة: اجعل من ذكرى الوحدة المباركة ذكرى خير في نفوس من يشعرون بالتعرض لمظالم في تقاعدهم، سواء من حيث أنه غير قانوني، أو أن مستحقات تقاعدهم لم تساوهم بزملائهم، وكذلك في وظائفهم وفي بقاء حزب (خليك في البيت) من مدنيين وعسكريين.الهمسة الرابعة: أعانك الله وسدد على طريق الخير خطاك.