ليبي...والهروب من القمة
[c1]درس الاستقالة للجهة المختصة[/c]
عيدروس...مايميز العظماء، أنهم يعرفون متى يتوقفون، حتى وإن كانت سنوات عطائهم قليلة، ولم يفاجأنا المدرب الداهية (مارسيلوليبي) حامل كأس العالم الاخيرة لبلاده ايطاليا، باستقالته من تدريب منتخب بلاده بعد الحصول على كأس المونديال، علماً بان كثير من عشاق الكرة فوجئوا، بتصريحاته الاولية في المانيا بعد الفوز المباشر بكأس العالم باستمراريته في قيادة الفريق الازوري.. وكأنه اراد ان يلقن جميع مدربي الكرة في العالم درساً تدريبياً تخصصياً آنه من الخطأ، وبعيد عن المهنية أن تقدم استقالتك لجهات ليس على علاقة مباشرة بمهنية التدريب وليس على صلة وثيقة بالوظيفة التي يشغلها هذا المدرب،، بمعنى أن المدرب الايطالي (ليبي) خادع الجميع لكي يقدم استقالته للجهة والاطار الذي منحه الثقة، اي لاتحاد الكرة الايطالي، وليس لوسائل الاعلام والصحافة المرئية والمقروءة وهذه طبيعة الاشخاص الافذاذ، أنهم يسألون انفسهم، ماذا بعد كأس العالم؟.. وهل هناك بطولة اكبر واعظم منها، وطالما وقد حصلت على لقب هذه البطولة.. فماذ تبقى لي.. غير البدء في العد التنازلي.. والانحدار من رأس القمة الى منحدرات اخرى.. فالمسألة هي احتفاظي بتلك الرؤية والنظرة الرائعة التي انتهت اليها عيون المشاهدين معي.. وهي لحظة الفوز وتسلم كأس العالم.. لذلك سيبقى المدرب الايطالي (ليبي) ومن قبله مدربون اخرون من بلدان اخرى، سيبقى عالقاً في اذهان الجميع انه احد العباقرة الذين نحتوا اسمائهم بأحرف من ذهب ووضعوا بصماتهم على جدار كأس العالم.ليبي، الايطالي بفخر كامل، لم يبق لي شيء لم افز به، فزت بالدوري، بالكأس، بابطال الاندية الاوروبية، بابطال اندية العالم، واخيراً بالمونديال،والمدرب الايطالي (ليبي) ويعرف عنه الكثير أنه قال السيدة العجوز سبعة مواسم حصد فيها لليوفنتوس خمس بطولات من الدوري الايطالي، وعدد من كؤوس ايطاليا، وبطلة الاندية الاوروبية، والعالم.. وختم سيرته التدريبية بكأس المونديال.. ولم يمكث على قيادة الازوري غير عامين فقط.والان الاتحاد الايطالي يتوقع تلك الاستقالة بعد احراز اللقب فإن البديل للمدرب قد تم الاعلان عنه حال تصريح الاستقالة باختيار النجم السابق (دونادوني) لقيادة الفريق الايطالي في مرحلته القادمة.. اي مرحلة الدفاع عن اللقب.باختصار، حتى استقالات هؤلاء العظماء تعتبر دروساً بالغة الاهمية.. فمن يستفيد؟.