هذه الزاوية مفتوحة لقراء الصفحة لإشباع تطلعهم المعرفي بطرح أي تساؤلات عن مشاكل البيئة في المجتمع.محررة الصفحة :* هل البيئة مشكلة الدول الصناعية؟ د.عبدا لله الشرقي :تحظى القضايا البيئية اليوم بالاهتمام الدولي الذي تزامن مع تزايد الوعي البيئي في البلدان الصناعية وتجلى ذلك الاهتمام الدولي بإنشاء الأمم المتحدة لمنظمة متخصصة بحماية البيئة إضافة إلى نشوء عدد من الهيئات أو المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في البلدان المتقدمة والتي تتبنى قضايا البيئة وحمايتها من المشكلات والأضرار المؤثرة عليها. إلا أن الاهتمام بالبيئة ومشكلاتها لا يزال متخلفاً في البلدان النامية على المستويات الحكومية والمؤسساتية والشعبية حيث لا تزال هذه البلدان تعتبر البيئة ومشكلاتها نوعاً من الترف وخاصية من خصائص البلدان الصناعية المتقدمة حتى أن تعاملها معها لا يزال مقتصراً على مجاملة المنظمات الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الأوروبية والغربية التي تتبنى قضايا البيئة وتقدم الدعم للبلدان النامية ومواجهة مشكلاتها البيئية وبالتالي لم يتجاوز الاهتمام بالبيئة في كثير من البلدان النامية حدود تجاوز الاهتمام بالعائدات المادية العينية التي تتحصل عليها من هذه المنظمات دون أن تستغلها وتوظفها توظيفاً حقيقياً وفعالاً لمواجهة مشاكلها البيئية وذلك بالطبع ناتج عن تخلف الوعي بالمشكلات البيئية التي تعاني منها البلدان النامية أو قل تتسم بها.إن هذا المفهوم الواسع للبيئة والتنمية يبين أبعاد الاهتمام بالبيئة وقضاياها ومن هنا يمكننا القول باًن البيئة هي أنظمة حيوية تعرف بالمكونات الحية وغير الحية فالمكونات الحية الهواء والماء والتربة وتشمل البيئة في مكوناتها الموارد الطبيعية والحيوية التي تشكل متطلبات الحياة وعليها تقوم التنمية وبالتالي فان الأضرار بالبيئة هو الإضرار بهذه المكونات والأنظمة والحفاظ عليها هو الحفاظ على موارد الحياة التي تحتضنها وبمعنى آخر فان الإضرار بالبيئة و سوء التعامل مع مكوناتها ومواردها هو إخلال بالحياة وإضرار آني ومستقبلي بالتنمية فلا تنمية بدون الحفاظ على البيئة ومن هنا يجب وضع الاعتبارات البيئية في الأنشطة التنموية والحضرية.وحماية البيئة في البلدان النامية يتطلب فهم المكونات البيئية لهذه البلدان من حيث أنظمتها ومواردها وكذا تحديد الأنشطة الحيوية الأخرى إضافة إلى تحديد المشكلات البيئية التي تعاني منها.كما إن سلوك أفراد المجتمع بمختلف شرائح وانتماءات وفئات مع الأنظمة البيئية ومواردها هو من عوامل تحقيق أهداف حماية البيئة ولاشك بان ذلك يتطلب نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع وتوفير الظروف والمتطلبات التي تتيح لهم إمكانية التعامل الواعي مع البيئة وبنا على ما تقدم فان المعونات والمنح المادية والعينية وغيرها التي تحصل عليها البلدان النامية من المنظمات والهيئات الدولية ينبغي أن توظف في الاتجاهات المذكورة بما يحقق حماية البيئة والنهوض بأوضاعها والذي يتطلب بطبيعة الحال تقييم نتائجها ولا شك بان المناسبات البيئية مثل يوم البيئة العالمي واليوم العالمي لمكافحة التصحر، اليوم العالمي للمياه ويوم الشجرة وغيرها من المناسبات البيئية التي ينبغي أن يحتفل بها على أساس تقييم النتائج المستخلصة من حماية البيئة والجهود التي بذلت في ذلك المجال وتقييم الأوضاع البيئية.* معد و مقدم برامج بيئية في تلفزيون عدن، اليمن
|
ابوواب
سؤالك عن البيئة
أخبار متعلقة