أوباما ومكين يقولان إنهما سيشددان العقوبات على إيران
مظاهرات الطلاب الايرانيين في ذكرى الاستيلاء على السفارة الامريكية
طهران/14 أكتوبر/حسين جاسيب: احتفل الإيرانيون أمس الاثنين بذكرى استيلاء طلبة إيرانيين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979م وذلك قبل يوم من انتخاب الأمريكيين رئيسا جديدا. ولم يهتم كثير من المتظاهرين بالانتخابات الأمريكية وتساءل قليلون منهم عما إذا كانت انتخابات اليوم الثلاثاء يمكن أن تساعد في إعادة بناء العلاقات الأمريكية الإيرانية. وكانت إيران محل جدل في السياسة الخارجية في حملة الانتخابات الأمريكية. ويقول المرشحان الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون مكين إنهما سيشددان العقوبات على إيران. وأبدى أوباما استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع طهران. وذكرت صحيفة (كيهان) وهي إحدى الصحف اليومية المتشددة التي تصدر بالانجليزية في عمود لها أنه ليس مهما من سيفوز في السباق الأمريكي. وكتبت في صحفتها الأولى «نأمل أن يقود أي منهما نهاية النظام الأمريكي المستبد الذي استولى طلاب من جامعة طهران في هذا اليوم (أمس) من عام 1979 على وكر تجسسه في خطوة قضت تماما على مؤامرات البيت الأبيض ضد الجمهورية الإسلامية الحديثة (آنذاك)». وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع طهران عام 1980 . وتقول واشنطن الآن إنها تدرس فتح مكتب لرعاية المصالح الأمريكية في طهران وهو ما يعني إيفاد دبلوماسيين. وتقول أيضا إن ذلك سيظهر أن الولايات المتحدة ضد الحكومة الإيرانية لا شعب إيران، لكن وسط هتافات «الموت لأمريكا» التي ترددت خارج السفارة الأمريكية السابقة تساءل البعض عما إذا كانت انتخابات الغد يمكن أن تحقق تغييرا. وقال أحمد عبد الله (34 عاما) وهو مدرس «هناك احتمال بأن يحدث تغيير في نظرتهم لإيران بقدوم الرئيس الجديد. إنني متفائل للغاية لاسيما إذا انتخب أوباما». وكان أحمد من بين الآلاف الذين احتشدوا حول أسوار السفارة القديمة التي استولى عليها طلاب راديكاليون في الرابع من نوفمبر عام 1979 ثم احتجزوا 52 رهينة أمريكية لمدة 444 يوما. وحل هذا العام موعد الاستيلاء على السفارة الأمريكية بالتقويم الفارسي اليوم الثالث من نوفمبر. وقال رامين كرماني (22 عاما) وهو طالب يدرس الكيمياء «من وجهة نظري سيكون مكين الرئيس. وأيا كان الرئيس بخلاف جورج بوش سيكون أكثر تحكيما للعقل». وكان بوش وصف إيران بأنها جزء من «محور للشر» في عام 2002 وهي خطوة أغضبت الجمهورية الإسلامية لاسيما بعد أن ساعدت عام 2001 في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بحركة طالبان في أفغانستان. ويقول محللون إيرانيون إن مسئولين في إيران قد يفضلون بصفة شخصية أوباما لكنهم لا يعتمدون على تحول كبير في السياسة الأمريكية. وردد بعض المتظاهرين أمس الاثنين تلك الرؤية. وقال أبو طالب ميرضي (71 عاما) وهو متقاعد «لا أعتقد أن غريزتهم الاستعمارية ستسمح بأي تغيير في سلوكهم وتصرفهم تجاه إيران أو أي دولة أخرى». وتصاعد الجدل في إيران بشأن العلاقات الأمريكية الإيرانية حيث بدأ سياسيون مناورات قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو المقبل. ويقول منتقدون إن الرئيس محمود أحمدي نجاد عزل إيران بسبب خطبه شديدة اللهجة ضد واشنطن والغرب، غير أن الزعيم الأعلى الإيراني آي الله علي خامنئي أثبط هذا النقاش الأسبوع الماضي حين قال إن كراهية إيران لأمريكا عميقة والخلافات أكثر من مجرد بضع سياسات. غير أن الإيرانيين يصرون على أن خلافاهم مع البيت الأبيض وليس الأمريكيين وهي رؤية أشارت إليها أيضا صحيفة (كيهان) في افتتاحيتها.