بيني وبينك
قال لي صاحبي: «لقد مضى عليك يا رياض أكثر من عام وأنت تكتب دائماً عن ظاهرة البطالة في بلادنا.. وتطالب الحكومة بمكافحة البطالة وتطرح لها مقترحات إيجابية تهدف إلى خلق مجتمع إنتاجي من خلال إقامة مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة تستوعب مجاميع كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل في عموم محافظات الجمهورية.. إضافة إلى مطالبتك بضرورة إلزام وزير الزراعة والري بالإسراع في تنفيذ توجيهات فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بتوزيع الأراضي الزراعية على الشباب ليقوموا باستصلاحها وزراعتها.. ولكن للأسف الشديد لم تحرك الحكومة ساكناً لمعالجة هذه القضية الوطنية المهمة حتى اليوم».ڈ قلت له: «يا صاحبي الأخ رئيس الجمهورية - الله يحفظه - مهتم كثيراً بمكافحة البطالة.. وقد أكد ذلك في رسالته التي وجهها إلى الحكومة قبل حوالي ثلاثة أشهر والتي تضمنت الأولويات العشر المطلوب من الحكومة تنفيذها في المرحلة الراهنة وفي مقدمتها مكافحة البطالة وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.. وأنا أستغرب عدم تنفيذ الحكومة لتوجيهات رئيس الجمهورية»!!ڈ قال صاحبي: «أنا مثلك أستغرب عدم تنفيذ الحكومة للتوجيهات الرئاسية وخاصة في مجال مكافحة البطالة التي كانت ستحل الكثير من المشاكل القائمة حالياً في بلادنا.. ولكن بعد أن أطلعت على اللقاء الصحفي الذي أجرته صحيفة (الوسط) في عددها رقم (266) الصادر يوم 16/ 12/ 2009م مع دولة الأخ الدكتور/ علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء والذي قال فيه: (أنا صانع قرار.. وأمارس صلاحياتي.. وإن وجدت تدخلات أرفضها..) في الحقيقة حينها أدركت أن الأخ رئيس الوزراء مصر على مواصلة تنفيذ البرنامج الذي وضعه للحكومة مهما كانت نتائجه، ويرفض بشدة أي توجيهات رئاسية أو مقترحات وطنية إيجابية يطرحها الصحفيون أو الشخصيات الوطنية المشهود لها بالكفاءات العالية والخبرات الواسعة في مختلف مجالات الحياة وكذا توصيات مجلس الشورى المرفوعة إلى فخامة رئيس الجمهورية الذي يحيلها إلى رئيس الحكومة للعمل بها. تلك التوصيات القيمة التي لو عملت الحكومة بها في العامين الماضي والجاري لكانت الكثير من المشاكل قد تم حلها. ولكن يبدو أن الأخ رئيس الوزراء غير مقتنع بعملية مواكبة المتغيرات في البلاد ومتطلباتها الضرورية الملحة، وتجده يصمم دائماً على برنامجه، عملاً بذلك المثل الشعبي القائل (حبتي وإلا الديك) قائلاً بأن الأولويات العشر هي أصلاً واردة في برنامج الحكومة، وقام فخامة رئيس الجمهورية ببلورتها. ولذا بصراحة يا رياض بعد أن قرأت تلك المقابلة الصحفية، اقتنعت بأن رئيس الوزراء غير مهتم بمكافحة البطالة أو تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين. بل إنه ينوي رفع الدعم عن المشتقات النفطية, يعني المزيد من رفع الأسعار في البلاد، ولا ندري إلى أين تسير الحكومة؟».ڈ قلت لصاحبي: «إن المسألة ليست بلورة للأولويات أو إصراراً على برنامج الحكومة أو أقوالاً ومحاضر جلسات أو وعوداً عرقوبية.. بل هي مسؤولية وطنية جسيمة تتطلب ضرورة التنفيذ العاجل لتوجيهات رئيس الجمهورية على أرض الواقع».