ساو باولو / متابعات :لا تزال عالمة الآثار البرازيلية دينيس شان على رفضها لفكرة وجود حضارة «إلدورادو» الأسطورية برغم أنها ما زالت تكتشف هي وفريقها شواهد تدل على وجود حضارة قديمة ومتقدمة في حوض الأمازون الغربي. وتشير الدلائل التي عثر عليها الفريق إلى أن شعبا كان يعيش هناك قبل ألف عام في مستوطنات منظمة تتخللها شبكة طرق معقدة. وتمكن العلماء حتى الآن وبمساعدة صور التقطتها الأقمار الصناعية وأخرى التقطتها طائرات من تحديد أكثر من 260 مخططاً أو بقايا معالم هندسية ضخمة محفورة في الأرض. وظهرت الرسوم بسبب تزايد عمليات إزالة الأشجار في الغابة التي لم تطأها قدم منذ أمد بعيد.وقالت شان وهي أستاذ بجامعة بارا الاتحادية بمدينة بيليم عاصمة ولاية بارا البرازيلية: « حتى وقت قريب كان من المستحيل رؤية المعالم لأن الغابات المطيرة الكثيفة كانت تغطيها».كان ألسيو رانزي وهو قروي محلي ويعمل حاليا ضمن فريق شان ، رصد معالم الطرق وسرعان ما أدرك أن تلك الخطوط التي تشكل دوائر ومستطيلات قطرها يتراوح بين مئة وثلاثمائة متر يجب أن يكون من صنع الإنسان. أعلن رانزي عن أول اكتشافاته في أواخر تسعينات القرن الماضي قرب الحدود البوليفية، وانضم له في رحلة البحث والاستكشاف تلك كل من شان وأثري فنلندي آخر عام 2005، وبدأ ثلاثتهم في تقييم وفحص الصور التي التقطتها الطائرات. في البداية التقط رانزي صورا من طائرة، ثم قام الباحثون بتحليل منظم لصور تم الحصول عليها من موقع «جوجل إيرث». وبمجرد انتهائها من فحص كل الصور، أتاحت الحكومة البرازيلية صورا أخرى التقطتها الأقمار الصناعية لتوثيق ومراقبة التدمير المتتالي الذي يلحق بالغابات المطيرة بالبرازيل.وأمكن تمييز ممرات وقنوات مائية في الصور تم شقها منذ أمد بعيد، غير أنه تعذر تتبع سير الجدران الطينية التي كانت تحيط بتلك الممرات المائية والتي كان ارتفاع بعضها يبلغ مترا كاملا.ويؤكد الباحثون أن بقايا الطرق التي تمتد على مساحة 250 كيلو متراً في ولاية أكري البرازيلية، تمثل دليلا على وجود حضارة سابقة في المنطقة. لقد خطط للممرات المائية بطريقة منهجية ، فالكثير من المسارات الترابية تقود بشكل مباشر إلى الأنهار. تقول شان « الأغرب أن كثيرا من القنوات المائية متشابهة في الحجم ويبلغ عرضها نحو 11 إلى 11.5 متر ... ونعتقد أن هنود الأراواك هم من أنشأها». ولقد كانت تلك الحضارة تتألف من عشرات الآلاف من البشر وتعتقد شان أن مخططات الطرق تلك تعود لفترة ما بين القرنين الثاني ونهاية الثالث عشر الميلاديين. غير أنها أردفت «لكنني لا أعتقد أنها ترتبط من قريب أو من بعيد بـ إلدورادو».