في كلمة اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة :
نيويورك /سبأ : دعت الجمهورية اليمنية إلى إصلاح منظمة الأمم المتحدة وإعادة هيكلتها وتفعيل دورها بما يمكنها من استعادة مكانتها وهيبتها الدولية ونشر السلام والأمن في أرجاء العالم.جاء ذلك في كلمة اليمن التي ألقاها أمس ، الدكتور ابوبكر القربى وزير الخارجية والمغتربين في الدورة ألـ 61 للجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها السنوي والمنعقدة حاليا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك . وأشار الدكتور ابوبكر القربى إلى ضرورة أن تتضمن عملية الإصلاح توسيع عضوية مجلس الأمن ليشمل القارات الخمس ويحقق العدالة في تمثيل الدول الأعضاء ووضع ضوابط على استخدام حق النقض حتى لا يمارس بأسلوب يضر بالعدالة ويقود إلى مزيد من الإحباط .كما أكد على أهمية قيام مجلس حقوق الإنسان والهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة بدورها لخدمة المجموعة الدولية . وألا تتحول إلى أداة طيعة بيد احد الأطراف نتيجة هيمنة القطب الواحد .. معتبرا بأن اى نظرة للإصلاح سواء كان من خلال توسيع عضوية بعض الأجهزة القائمة أو من خلال استحداث أجهزة جديدة . ينبغي أن يتم في إطار مشاركة أوسع واشمل تعزز من الشفافية والمصداقية وتطور من دورها وفعاليتها في مجالات حفظ السلام الدولي وبنائه .وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب . جدد الدكتور القربى التزام الجمهورية اليمنية بمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره . وكذا دعوتها لعقد مؤتمر دولي يكرس للتعريف بالإرهاب والتفريق بينه وبين المقاومة المشروعة ضد الاحتلال، مشيرا إلى أن الإرهاب ظاهرة عالمية ومن الإجحاف إلصاقها بدين أو بلد معين. وهو ما يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لمعالجة أسبابها وإزالة العوامل التي تقود إليها والمتمثلة في الفقر والبطالة وغياب العدالة الدولية . وتطرق الدكتور القربى الى التطورات الاخيرة التى شهدتها الساحتان اللبنانية والفلسطينية، مشيرا الى ان ما تعرض له لبنان الشقيق من دمار شامل للبنية التحتية جراء آلة الحرب الاسرائيلية التى حصدت ارواح الابرياء من المدنيين الاطفال والشيوخ والنساء . وكذا التهديد بالقتل والاغتيالات للقيادتين اللبنانية والفلسطينية . يعد امورا تتنافى مع ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولى والاتفاقيات الدولية .. مؤكدا وقوف حكومة الجمهورية اليمنية الى جانب الاشقاء فى لبنان وفلسطين فى مواجهة العدوان الاسرائيلى وحقهم فى مقاومته . وأكد ان تنفيذ قرار مجلس الامن الدولى رقم 1701 الذي يدعو الى وقف كامل لجميع العمليات الحربية يتطلب الزام اسرائيل بالانسحاب من الاراضى اللبنانية والحفاظ على وحدة الاراضى اللبنانية والايودى الى فتنة بين ابناء الشعب اللبنانى وكذا الزام اسرائيل بتعويض لبنان عما الحقته به من دمار .وقال الدكتور القربى ان ماتمارسه اسرائيل من اغتيالات فردية ضد القيادات الفلسطينية واختطاف رئيس البرلمان ونائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء خير مثال على تجاهلها التام لمبادىء القانون الدولى وحقوق الانسان والاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية وللاسف ايضا فى ظل تجاهل كامل من المجتمع الدولى وهو ما تعتبره اسرائيل موافقة ضمنية لفرض الحلول الاحادية التى تريدها والتجاهل لمبادىء سيادة السلطلة الوطنية الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات ذات الصلة وهو ما يهيىء لمناخات العنف.وأكد ان على مجلس الامن التعامل بحزم مع الاعتداءات الاسرائيلية وطالب بالافراج عن كافة القيادات الفلسطينية والاسرى من سجون اسرائيل والتعامل مع قضية الصراع العربى الاسرائيلى بنوع من المسئولية والحياد اذا اريد لمنطقة الشرق الاوسط الاستقرار وتحقيق الأمن لاسرائيل.وقال ان أوضاع العراق الشقيق تستدعى نزع فتيل الصراع المذهبى ودعم الجهود الرامية الى تحقيق المصالحة الوطنية فى العراق والتى تؤسس لعلاقات تزول فيها النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية يلتزم الجميع فيها بالدستور والقانون دون اقصاء لاى طرف من الاطراف ودعوة كافة الاطراف الخارجية الى عدم التدخل فى شؤون الداخلية والتمسك بوحدة العراق وانهاء الاحتلال عن اراضيه. وفى الشان الصومالي اكد الوزير / القربى مباركة الجمهورية اليمنية لكافة الجهود الافريقية العربية المشتركة لتحقيق المصالحة بين الحكومة المؤقتة واتحاد المحاكم الشرعية الاسلامية ولنتائج المباحثات التى عقدت فى الخرطوم برعاية الجامعة العربية مطلع سبتمبر الحالى .. داعيا المجتمع الدولي الى تقديم كافة اشكال الدعم للحكومة الصومالية بما يمكنها من اعادة اعمار الصومال وبناء موسسات الدولة . موكدا أن اليمن ستظل كما كانت شريكا فى عملية المصالحة وداعمة لجهود كافة الاطراف.و أكد ان مواجهة للارهاب فى الصومال . يجب ان تتم عبر القنوات الدستورية وان اى تدخل خارجى فى الشأن الصومالى انما يزيد من تعقيد الامور ويقود الى اتساع رقعة المواجهة والعنف فى المنطقة.كما جدد وزير الخارجية والمغتربين التأكيد على حق الدول فى امتلاك التقنيات النووية للاغراض السلمية وتمسك اليمن باعلان الجمعية العامة للامم المتحدة بجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل والسلاح النووى وان يفرض على اسرائيل توقيع اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية ضمانا لاستقرار المنطقــة ومنعا للتسابق النووى فيهــا . وكان الدكتور القربي قد اشار فى بداية الكلمة الى ان محاسن الصدف تزامن انعقاد الدورة مع العرس الديمقراطى الذى تشهده الجمهورية اليمنية ممثلا بالانتخابات الرئاسية والمحلية والتى تأتى لتؤكد تمسك اليمن بالديمقراطية كنهج لاخيار عنه فى اطار سعيها لترسيخ قيم التبادل السلمى للسلطة.