قضايا ومواقف من خلال:
الرحلة من عدن إلى صنعاء والعكس بواسطة حافلات النقل البري تجربة شخصية لكل شخص خاض غمار الرحلة التي تتنوع فيها المشاهدات والمواقف والحوارات.في الأسبوع الماضي كنت احد الذين غادروا من عدن إلى صنعاء عبر حافلة الرويشان واليكم حصاد الرحلة.[c1]بداية الانطلاق[/c]بمجرد أن وضعت الأمتعة وأخذت مقعدي في الحافلة وجدت الناس يغادرون الحافلة إلى أخرى، ومعهم غادرت إلى الأخرى وطبعاً يتبادر إلى الذهن أن السبب هو الصيانة والتهيئة لاستقبال الركاب، وجدت حافلة ممزقة السلال المستوعبة للعلب وغيرها والتمزيق معمم ومتعمد، باب الحافلة الوسط موصد لان أكواماً من عيدان القات وعدداً من قوارير الفانتا والمياه المعدنية على سلم الباب الموصد والشيء الايجابي هو حرص السائق على منع أي راكب من التدخين حرصاً على صحة الآخرين.لا عزاء للسيدات!!من المعروف أن قضاء الحاجة مسألة قد تداهمنا بإلحاح في أي وقت وربما تقلب المزاج رأساً على عقب ولان معظم المسؤولين على راحة ركاب الحافلات-كما يبدو لي- ينتمون ثقافياً واجتماعياً إلى ثقافة “ الخلاء” أو البادية، بمعنى أنهم بعيدون عن المدينة سلوكياً، فأنهم لذلك يعتبرون قضاء الحاجة مسألة ليست صعبة ممكن أن تؤدى وراء أكمة أو صخرة كبيرة أو أحراش أو أساسات عمارة غير مكتملة أو ذلك المرحاض الصغير والقذر في منطقة “ دمت” والذي يقف أمام بابه القصير المواطنون طوابير لأحول لهم ولا قوة.ربما كان تفكير المسؤولين أن يكون هذا المرحاض مخصصاً “ للعائلات” بمعنى السيدات وللرجال الخلاء. نتساءل كم من السنوات مضت على عمل حافلات النقل البري والتي أشهرها “الرويشان” وكم حققت من أرباح، ومع هذا لم نتمكن من تخصيص حمامات( أدمية) نظيفة لمرتادي الحافلات؟[c1]قضايا حيوية[/c]في رحلة العودة بدت حافلة(الرويشان) بشكل أفضل بكثير من رحلة الذهاب السلال أمام الراكب سليمة والمنضدة سليمة والأرضية نظيفة والحمد لله هذا الجو أعطى فرصة للتعارف بين الركاب، وكان بجانبي شاب في العشرينات بيده كيس من (القات السمين) وعلى رأسه سماعتان” هيدفون” ومقتنياً جوال “ ان 73” ويناديني بالعم مما أشعرني بالأبوة لا سيما انه في سن ولدي هذا الشاب اليافعي حاصل على معدل 89% بحث عن منحة دراسية ولم يفلح قرر حينها الدراسة في كلية الهندسة بعدن حينها تذكرت انتقادات د. صالح علي باصرة، وزير التعليم العالي لهؤلاء النفر من الأغنياء الذين يزاحمون بل ويبلعون المنح المخصصة للطلاب الفقراء المتفوقين.النقاش أفضى إلى أهمية دور المغتربين من الأسرة في دعم أبنائهم داخل الوطن ولكن ماذا يعمل الطالب الذي لا يدعمه احد من أسرته في الخارج؟الإجابة بالتأكيد: يصبح “ مغترباً في وطنه” يترك طموحاته في الاندماج بالمجتمع عبر التأهيل العلمي.ومن المظاهر الأخرى في الرحلة والتي تمت بصلة إلى ثقافة” الخلاء” والتي يجب تأملها ، الآتي:*بينما وقفت الحافلة في ذمار ونزل معظم الركاب إلا أنا والنزر اليسير منهم اقترب مني صبي معاون لقائد الباص طالباً مني النزول لأنه ممنوع المكوث في الباص فلم استجب ولم يصر هو الآخر.*أحد الركاب، أعلى صوته: (قف ياسائق الباص نريد ان نصلي) صرخ مرة واثنتين، ليسمع الإجابة من راكب آخر، كان يمكنك أن (تقصر) وتجمع في صلاتك قبل الرحلة لأنك على سفر.*الشيء الايجابي في ثقافتنا التقليدية هو احترام المرأة في الحافلات حيث أن شركة النقل البري على استعداد لتحمل سعر تذكرة مقعد خال على أن تسمح لرجل “ غريب” بالجلوس بجانب امرأة.*دعوة عاجلة بوزارة السياحة ومكاتبها بتمكين مرتادي الحافلات من معرفة المناطق التي ، تمر خلالها الحافلات من خلال ( يافطات) توضح معلومات عن ارتفاع النقيل والمحافظة والمديرية والناحية إذ إن (اليافطات) الحالية لا تروي الظمأ.*خلو بعض الحافلات من التلفزيون في منطقة الوسط يميز بين الركاب، وعدم وجود الشواكيش “ المطارق” المثبتة على نوافذ الطوارئ إذا ماحدث مكروه -في بعض الحافلات- يجعل الراكب يشعر أن هناك من يستخف بحياته.ورحلة سعيدة*منع التدخين في الحافلات ظاهرة ايجابية*من مظاهر احترام المرأة تحمل الشركات تذكرة المقعد المجاور لها*قضاء الحاجة أثناء الرحلة تدل على أزمة في السلوك المدني