ميليباند قال انه من المحرج ألا تستطيع أوروبا نشر سوى 100 ألف جندي
جنود من حلف الناتو
بروجس (بلجيكا)/14 أكتوبر/ ديفيد برونشتورم: عرضت بريطانيا رؤية للاتحاد الأوروبي باعتباره "قوة نموذجية" لا تخشى استخدام القوة العسكرية ونصيرا قويا لحرية التجارة. وفي خطاب اظهر تباينا وتقاربا في نفس الوقت مع رؤية حددها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الأسبوع الحالي قال وزير الخارجية ديفيد ميليباند يوم الخميس ان الاتحاد المكون من 27 دولة ينبغي ان يرحب بتركيا بمجرد ان تفي بمعايير الانضمام إلى عضويته وان يدرس توسيع سوقه الموحدة إلى ما هو ابعد من الجيران الملاصقين لتمتد إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال ميليباند في خطاب معد لإلقائه في مدينة بروجس البلجيكية حيث عارضت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت ثاتشر في عام 1988 إقامة دولة أوروبية اتحادية "الاتحاد الأوروبي لن يكون أبداً قوة عظمى لكنه يمكن ان يكون قوة نموذجية للتعاون الإقليمي." وأضاف "وحتى ينجح الاتحاد الأوروبي ينبغي له ان يكون منفتحا أمام الأفكار والتجارة والأفراد... وينبغي ان يكون قادرا على استخدام القوة اللينة والعنيفة للإعلاء من شأن الديمقراطية والتصدي للصراعات خارج حدوده." ومن المرجح ان تلقى دعوته إلى ان يكون الاتحاد الأوروبي جاهزا لاستعراض قوته العسكرية استحسانا في باريس التي ستجعل من الدفاع الأوروبي موضوعا رئيسيا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام القادم. ورغم ان بريطانيا بدأت مع فرنسا قبل نحو عقد تحركات من اجل إنشاء قدرة دفاعية للاتحاد الأوروبي إلا انه ينظر إليها في أحيان كثيرة داخل القارة الأوروبية على أنها لا تزال تنظر إلى حلف شمال الأطلسي بوصفه خيار التحالف للمهام الصعبة. ودعا ساركوزي أيضا إلى بذل مزيد من الجهود لبناء قدرة دفاعية أوروبية مستقلة وتحديث حلف شمال الأطلسي. وقال ميليباند "ينبغي للدول الأوروبية ان تحسن قدراتها" مضيفا ان "من المحرج" ألا تستطيع الدول الأوروبية نشر سوى حوالي 100 ألف جندي في وقت واحد. وأضاف "الأمم الأوروبية بحاجة إلى تحديد طبيعة التحديات التي نواجهها والقدرات التي نحتاجها نتيجة لذلك ثم تحديد الأهداف الخاصة بالاستثمار الوطني في المعدات والبحوث والتطوير." غير انه كان هناك تباعد في الآراء مع سياسة فرنسا تجاه الاتحاد الأوروبي. وبدا ميليباند الذي شدد على خطر الحمائية كأنه يرد على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال يوم الثلاثاء ان الاتحاد الأوروبي ينبغي ان يزيد حماية مزارعيه وصناعاته للتغلب على أزمة الثقة الناتجة عن قوى العولمة. وقال ميليباند "الحمائية تسعى لتجنب خطر العولمة بدلا من تدبر أمرها." وقال للطلبة في الكلية الأوروبية في بروجس "إننا في حاجة إلى جعل الزراعة في أوروبا في وضع مستدام تتوفر له الأساليب الحديثة والى خفض الرسوم الجمركية وفتح أسواق الطاقة وإكمال إنشاء السوق الموحد لقطاع الخدمات." وفي حين أكد ساركوزي هذا الأسبوع معارضته لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي قال ميليباند ان قبول الدولة المسلمة عندما تكون جاهزة للانضمام يجب ان يكون أولوية. وقال ميليباند "يجب منح دول بدأت بالفعل السير على درب الانضمام مثل تركيا و(دول) غرب البلقان عضوية كاملة بمجرد ان تفي كلية بالمعايير." وفي خطابه الواسع النطاق الذي تناول أيضا التغيير المناخي اقترح ميليباند "اتحادا بيئيا" يضع جدولا زمنيا لخفض معدل الانبعاثات الصادرة من السيارات إلى 100 جرام لكل كيلومتر بحلول الفترة من 2020 إلى 2025.