أصبحت ظاهرة إعلامية..
وكالة الصحافة العربية :زادت في الفترة الأخيرة الإعلانات الخاصة بأدوية إنقاص الوزن التي اختلفت أنواعها ومجال تأثيرها وقد لاقت هذه المنتجات إقبالاً متزايداً من قبل الجمهور العادي .. استطلعنا آراء المختصين عن مدي الأمان في استخدام هذه العقاقير وما الإرشادات والنصائح الذي يجب أن توضع في الاعتبار عند استخدام مثل تلك العقاقير والأدوية. يقول د. طارق محمد أستاذ الأورام وأمراض الدم بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة: إن هذه الأدوية بعض منها له أضرار جانبية خطيرة ولا يتم ذكر هذه الأضرار داخل النشرة الخاصة بها لأنها أضرار بعيدة المدي تحدث عند استخدام هذه الأدوية لفترات زمنية طويلة فهذه الأدوية تتحد مع الإنزيمات الموجودة بالأمعاء والبنكرياس التي تعمل على هضم الدهون وتحولها إلى أحماض دهنية قابلة للامتصاص عن طريق الدم فلا يتم هضمها وبالتالي يتم إخراجها مع البراز وبما أن هناك بعض الفيتامينات تذاب في الدهون وهي A.D.E.K قد يتعطل امتصاصها لعدم امتصاص الدهون وهذا يتسبب في نقص هذه الفيتامينات في الجسم ما يؤثر مع الاستعمال المتكرر علي وظائفها داخل الجسم فمثلا الفيتامينات A.E خاصة بالإنجاب ونعومة الجلد وقوة الأبصار. ويؤكد أن الإكثار من تناول هذه الأدوية قد يسبب عقما أو خشونة في الجلد أو العشي الليلي وفيتامين D خاص بترسيب أملاح الكالسيوم والفوسفور في العظام ما يؤدي إلي لين وهشاشة العظام وتساقط الأسنان علي المدي البعيد أما فيتامين K وهو الخاص بتجلط الدم الذي يؤدي عدم امتصاصه إلي سيولة في الدم وما إلي ذلك من أضرار جانبية خطيرة تسببه كثرة تناول هذه الأدوية أو تناولها علي فترات طويلة لذا يجب استشارة الطبيب حتي يحدد مدتها الزمنية وكيفية تعاطيها. حالة واحدة ويضيف مصطفي خيري أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة : أن العقم لن يتأتي بتناول هذه الأدوية إلا في حالة واحدة وهي إذا ما أخذت بشكل مستمر دون حساب ودون توقف وعلي فترات طويلة لأن أي شيء يحدث بشكل زائد عن الحد لابد أن يؤدي إلي مشاكل عديدة ولكن إذا تم تناول هذه الأدوية بشكل معقول لن تؤدي إلي ضعف القدرة الإنجابية، ثم إن هذه الأدوية لها الفترة الزمنية المحددة التي تستخدم فيها ونحن للأسف نجد أن معظم من يستخدمونها من كبار السن الذي يخافون من زيادة نسبة الكوليسترول في الدم يتناولونها قبل الوجبات الدسمة حتي يتجنبوا زيادة الدهون في الجسم وكذلك نجد أن معظم من يستخدم هذه الأدوية من النساء لأن السمنة ليست محببة فيهن فالسيدة البدينة لابد وأن يحدث لها مشاكل في الحمل فهي تؤدي إلي حدوث ما يسمي بالتكيس الذي يقلل من كفاءة التبويض ما يؤثر علي الحمل بشكل كبير لذا لابد أن تقلل وزنها قبل الحمل ونحن كأطباء نفضل اتباع نظام غذائي متزن مع بعض التمارين الرياضية. ويشير د. مصطفي عبد الفتاح أستاذ الغدد الصماء بكلية الطب جامعة بنها إلي أن الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن تعددت في الفترة الأخيرة ولابد ألا تؤخذ إلا تحت إشراف الطبيب لأن معظمها له آثار جانبية وهذه الأدوية متنوعة فمنها ما يمنع امتصاص الدهون وهي تؤخذ قبل الوجبة الرئيسية، وبالتالي لا تؤدي إلي السمنة ولكن هذه الأدوية لها مشكلتان رئيسيتان: أنها تؤدي إلي الإسهال الزيتي ونقص الفيتامينات التي تذاب في الدهون كما أن هناك أدوية أخري تؤدي إلي تقليل شهية الأكل وهذه الأدوية تؤثر علي مراكز الشبع والجوع في المخ فيما يسمي بغدة تحت المهاء فتقوم بتقليل الشهية ومن ثم تؤدي إلي نقص الوزن ويتم أخذها مرة واحدة في اليوم صباحا ولكن لها بعض التحذيرات فهي لا تصرف لمرضي الاضطرابات النفسية خاصة الذين يعانون من الاكتئاب كما يحظر استخدامها لمرضي السكر في الدم وارتفاع الضغط وهناك أدوية أخري تعمل علي زيادة تنبيه الجهاز العصبي وبالتالي تؤدي إلي نوع من القلق والتوتر مما يؤثر علي شهية الأكل ومن أضرارها ارتفاع نسبة الأرق وضغط الدم والسكر وهناك أدوية أصلها نباتات طبية تحتوي علي مادة اسمها <سيتوذان> التي تعمل علي جذب الدهون مغناطيسيا ولها خاصية العمل كالإسفنج للالتصاق بالدهون ومنع امتصاصها من الجهاز الهضمي وهي أدوية حديثة لم تجر عليها أية أبحاث لمعرفة آثارها الجانبية. الاعتدال مطلوب ويقول د. أحمد عبد الغني أستاذ العظام بكلية الطب جامعة عين شمس: إننا لسنا في حاجة إلي منع تناول هذه الأدوية التي تمنع امتصاص الدهون من الأمعاء حتي يتأتي لنا الانتفاع بفيتامين D الذائب في الدهون فهذا الفيتامين موجود بصورة طبيعية تحت الجلد وبمجرد التعرض للشمس يتم انتقاله عن طريق الأشعة البنفسجية من تحت الجلد حتي يصل إلي الكبد ومنه إلي الكلي حتي يتحول إلي المادة الفعالة التي تساعد علي امتصاص الكالسيوم فقد أنعم الله به علينا طبيعيا تحت الجلد لنستفيد منه حتي إن لم نتعاطاه عن طريق الأكل ومن الممكن أن تتم الاستعاضة عنه عن طريق تناول الأشياء الغنية بالكالسيوم مثل كوبين من اللبن خالي الدسم صباحا أو مساء فهو يعوض هذه الفيتامين الذي لم يتم امتصاصه بسبب أدوية إنقاص الوزن ولكن هذا لا يمنع من أن هذه الأدوية لها آثار جانبية لأنها تتدخل في طبيعة الجسم وأفضل وسيلة لإنقاص الوزن هي التمارين الرياضية والاعتدال في الطعام فنحن شعب قليل الحركة وهي مشكلة من يعانون من السمنة فلا معني من امتصاص الدهون مع تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات ولا يجب الإسراف في استخدام هذه الأدوية خاصة أن هناك وسائل عدة للمحافظة علي رشاقة الجسم من خلال تناول الخضراوات والفاكهة والإقلال من تناول المواد النشوية والدهنية وممارسة الرياضة ولو لساعة يوميا فهي تساعد علي حرق الطعام الزائد دونما اللعب في طبيعة الجسم بمثل هذه المواد غير الطبيعية وغير الآمنة لإنقاص الوزن .