صعدة
كغيرها من محافظات الجمهورية عاشت صعدة خمس سنوات مع المجالس المحلية، وفي ظل الانتخابات الرئاسية والمحلية المقبلة فإن المحافظات مقبلة على خمس سنوات أخرى مع العمل في ظل المجالس المحلية..ما الذي حققته صعدة خلال الخمس السنوات الماضية في ظل المجالس المحلية؟ وما هو منتظر منها مستقبلاً..؟؟.. سؤالان يفرضان ذاتها ونحن نعيش التجربة الثالثة للانتخابات المحلية الحالية، وهو ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التحقيق..دبوان عبدالقوي الصدقيإن أهمية نظام السلطة المحلية ودور المجالس المحلية كإطار مؤسس يجسد المشاركة الشعبية للنهوض بأوضاع المجتمعات المحلية في المجالات الإدارية تظهر من خلال تخفيف العبء على السلطة المركزية والقضاء على البيروقراطية داخل الجهاز المركزي إلى جانب الإشراف والرقابة على أداء الأجهزة التنفيذية مما يؤدي إلى رفع مستوى الأداء والتخلص من السلبيات والتجاوزات مما يؤدي إلى حصول السكان على المشاريع الخدمية والخدمات بأقل تكلفة وأيسر جهد وبأقصر وقت إلى جانب أن ذلك يسهل على حل المشكلات في اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها في حال تأخر السلطة المركزية في اتخاذ القرار، كما أن المجالس المحلية تلعب دوراً كبيراً في التوزيع الأمثل والأشمل للمشاريع على مستوى الوطن ككل..في محافظة صعدة، ظلت المشاريع التنموية مركزة في مناطق بعينها كما أن الدور الشعبي لأبناء المحافظة لم يكن متواجداً..في ظل المجالس وطوال الخمس السنوات الماضية كان الشعورالمعنوي والمادي والملموس لدى أبناء المحافظة عالياً لشعورهم بالمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشاريع التنموية بمديرياتهم.. وهو ما أوجد توزيعاً اشمل للتنمية في جميع مديريات المحافظة، ويمكن تلمس ذلك من خلال استعراض المشاريع المحققة والمنجزة خلال الفترة الماضية من عمر المجالس المحلية وكالتالي :-[c1]أولاً : قطاع التعليم[/c]وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشاريع المنجزة في المحافظة لهذا القطاع مبلغ 560،91،363،2 مليار ر وثلاثمائة وثلاثة وستين مليون ريال لعدد (247) مائتين وسبعة وأربعين، وذلك خلال فترة المجالس المحلية الماضية من عام 2001م وحتى 2005م وجاء ذلك لمواجهة متطلبات الزيادة الملحوظة في الاقبال على التعليم بالمحافظة التي بلغت نسبتها 150 خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، ومن هنا يتضح حجم القفزة في عدد الطلاب والطالبات.. كما أن ذلك قد رفع من عدد العاملين في قطاع التعليم ليصبح عدد العاملين (6418) موظفاً منهم (5181) معلماً ومعلمة، إضافة إلى ( 1819) كادراً إدارياً وتوظيفاً جديداً..ذلك على مستوى التعليم الأساسي.. أما التعليم الجامعي فقد شهد تطوراً ملحوظاً، حيث تم تنفيذ عدد من المنشآت التعليمية الجامعية، وتوسيع عدد الكليات واستكمال القدرات المختلفة مع ما اسهمت به المجالس المحلية من مشاريع تنموية واستراتيجية مكنت الطالب الجامعي من الوصول إلى هذا الصرح العلمي من كافة مديريات المحافظة بكل يسر وسهولة، ليصبح عدد الطلاب الدارسين في الكليات الثلاث (الآداب والتربية والعلوم) - (5794) طالباً وطالبة منهم (5533) ذكور و (261) إناث. كما أن هناك تصورات لإنشاء جامعة بالمحافظة مستقبلاً..أما مجال التدريب الفني والمهني، فقد حظيت محافظة صعدة بلفتة طيبة في مجال التدريب الفني والمهني حيث تم إعتماد تنفيذ مشروع المعهد التقني الصناعي بمركز المحافظة بتكلفة (4.000.000) أربعة مليون دولار قرضاً من الأشقاء في المملكة العربية السعودية كثمرة من ثمار الأخوة والشراكة المتصلة في حين تتم الدراسات الأولية لإقامة مشروعين مماثلين في مديريتي شداء وساقين بالإضافة إلى كلية المجتمع بصعدة.وهذا سيلبي احتياج المحافظة في مجال التدريب الفني والمهني وخاصة أن المحافظة قد استطاعت من خلال مركز تدريب أساس محدود تأهيل وإعداد الكثير من الكوادر المهنية والتقنية سنوياً، تجاوزت 127 متدرباً ومتدربة خلال عام 2005م كما حظي قطاع التعليم بالمحافظة ككل خلال الفترة الانتخابية الأولى لنظام المجالس المحلية على عدد من الدورات والورش لتنمية الكادر العامل فيه وبلغت عد د الدورات (91) دورة استفاد منها 1436 مشارك..[c1]ثانياً : قطاع الصحة العامة والسكان[/c]وقد أولت السلطة المحلية بالمحافظة اهتماماً كبيراً لهذا المجال الهام ومنحته الرعاية والاهتمام الذي يستحقه، وتم رصد موازنات كبيرة لإنجاح التوجهات والأهداف المنشودة في هذا الجانب والذي مكن من تواصل واستمرارية تنفيذ المشاريع الصحية وتوسيع نطاق الخدمات الصحية وانتشارها وعلى وجه الخصوص في المناطق النائية والريفية.وقد حظت محافظة صعدة خلال الفترة الانتخابية الأولى للمجالس المحلية 2001 - 2005م خطوات ملحوظة باهتمام ورعاية وزارة الصحة العامة ومتابعة المحافظة والمجالس المحلية بالمديريات في مختلف مديريات المحافظة امتدت إلى أقصى المناطق النائية والحدودية لتعزز من واقع الخدمات الصحية وانتشارها على نطاق واسع يكفل تقديم خدمات للمواطن في كل مديريات وعزل محافظة صعدة وسخرت كثيراً من الإمكانيات الهائلة في تأثيث وتجهيز هذه المشاريع وتزويدها بالصلاحيات والكادر الطبي والصحي وتكاليف نفقات التشغيل إلى جانب ما يتم القيام به من تنفيذ الحملات الصحية المختلفة وتأهيل وإعداد الكوادر الطبية والصحية المختلفة، ولعل تنفيذ المعهد الصحي بالمدينة كان له دور بارز ونتائج مثمرة على صعيد التأهيل والإعداد للكوادر الصحية بما يستوعب احتياج المرافق والتوسع القائم في المشاريع الصحية المنجزة بصورة مضطردة والتي بلغ المنجز منها خلال الفترة 2001 - 2005م (46) مشروعاً بتكلفة 394.823.797 فقط ثلاثمائة وأربعة تسعون مليون ريال تقريباً منها (29) مشروع بتكلفة 228.844.797 فقط مائتان وتسعة وعشرون مليون ريال تقريباً بتمويل محلي موزع على المديريات.[c1]ثالثاً : الزراعة والري والمياه[/c]وقد بلغت المشاريع المنفذة خلال الدورة الانتخابية الأولى للمجالس المحلية عدد 90 مشروع وبتكلفة 1.863.309.557 فقط مليار وثمانمائة وثلاثة وستون مليون تقريباً موزعة على قطاع الزراعة وقطاع الري والمياه.. وبإشراف هيئات الموارد المائية ومشاريع الريف والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بصعدة إلى جانب البنية التحتية والمؤسسة للقطاع الزراعي وبالتعاون مع المجالس المحلية في عموم ومديريات المحافظة..[c1]رابعاً : قطاع الأشغال العامة والطرق[/c]وقد شكلت التضاريس الصعبة والجبال الشاهقة عزلة طبيعية مفروضة على كثير من مناطق ومديريات محافظة صعدة لتخلف انغلاقاً تاماً شكل أبرز التحديات والتي وقعت الدولة لتسخير كثير من الإمكانيات من أحل كسب التحدي فتم تنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية العملاقة ذات الخدمات الإقليمية لتحقق الانفتاح وتخلق الانتعاش في حياة الناس.وقد تفرغت من هذه الخطط الرئيسية الهامة شيكات طرق فرعية للمناطق والعزل والقرى في عموم المديريات ليصل طوال شبكة الطرق المنجزة أكثر من (1000) كيلو متر بعد 90 مشروع وبتكلفة فقط شبعة مليار ريال تقريباً استهدفت معظم مديريات المحافظة..[c1]أخيراً : قطاعات أخرى[/c]وقد تنوعت المشاريع المنفذة خلال فترة المجالس المحلية الأولى بين عدد قطاعات مختلفة فقد تم تنفيذ ما يقارب (122) مائة وأثنين وعشرين مشروع وبتكلفة ستة مليار ونصف المليار ريال تقريباً موزعة على مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات والإدارة المحلية والداخلية والعدل والكهرباء والسياحة والثقافة والضمان الاجتماعي..كان ذلك هو ما حققته المجالس المحلية بمحافظة صعدة خلال دورتها الأولى ليشمل كافة مديريات المحافظة.. وهو عمل كبيريستحق الالتفاف وتجربة ناجحة بكافة المقومات..كان ذلك هو الماضي القريب أو المستقبل، فهو المأمول والمنتظر من هذه المجالس خلال السنوات الخمس القادمة..الحقيقة أن النجاح الذي حققته المجالس المحلية خلال الفترة الماضية وبرغم الصعوبات وانعدام الخبرة كونها تجربة ناشئة إلا أن النجاح امحقق في محافظة صعدة، قد حفز الكثير على رفع سقف مطالبهم من هذه التجربة..لا يمكن أن ننسى أن قرب التجربة من المواطن هي أهم مقومات نجاحها، ولهذا فإن المواطن بدأ يلتفت إليها لشعوره بمدى نجاحها وتفهمها لمشاكله..ولهذا فإن أبناء محافظة صعدة ومع الانتخابات المحلية المقبلة فإنهم يأملون بايصال شخصيات قادرة على المواصلة لتلافي الأخطاء في الفترة الماضية ورفع مستوى الفاعلية في الفترة المقبلة..[c1]هامش/ الأرقام والمعلومات من كتاب (المجالس المحلية بصعدة 2001 - 2005م والصادر من وزارة الإدارة المحلية)..[/c]