14 اكتوبر في مركز الطفولة الامنة بعدن
اجرى اللقاء / حسين السقافاستطاعت الجمعية الخيرية لمكافحة الفقر بعدن ان تحل بعض مشاكل الاطفال المشردين " اطفال الشوارع " وايجاد دور لرعايتهم وحمايتهم من الانحراف والحاقهم بالمدارس وادماجهم بشكل كامل في المجتمع وعملت كذلك على منع التسرب المدرسي للاطفال واعادة البعض منهم الى التعليم الاساسي وكان للجمعية بصمة واضحة في هذا المجال فقد نجحت بداية في فتح مركز للطفولة الآمنة بعدن الهام مبارك مديرة المركز تسلط الاضواء على هذه التجربة .حماية الطفل متى تم انشاء مركز الطفولة الآمنة وماهي اهدافه ؟ - تأسس في فبراير 2003 وجاءت فكرة انشاء المركز لتزايد وجود الاطفال في الشوارع وعند تقاطع الطرق والاشارات الضوئية في مختلف مدن محافظة عدم وهم يشكلون جزءاً من المجتمع اليمني ومكافحة هذه الظاهرة افتتح المركز وكان في البداية يقتصر على استقبال نهاري ومساعدتهم على حل مشاكلهم قدر الامكان ثم تدرج نشاط المركز الى استقبال مؤقت ودائم في بداية المشروع وبعد ما اتسعت مهام المركز تبني مشروع حماية الطفل وتأهيله داخل المركز وتوفير كل متطلباته الضرورية مثل المآكل والملبس والدواء والتعليم في جو آمن . اطفال متفوقون هل هناك سن معين لالتحاق الطفل بالمركز ؟ ان هدف المشروع هو حماية الطفل وتوفير الامان له وعندما يخرج الطفل الى الشارع يكون في سن الحضانه خمس سنوات وما فوق وفي هذه السن نحن في المركز نتبناهم ونلحقهم برياض الاطفال والمدارس الاساسية الحكومية والذين هم في سن 13/15 يتم الحاقهم بصفوف محو الامية " المتابعة " وهناك تفوق بالنسبة للاطفال في المرحلة الاساسية بل يحصدون مراكز متقدمة في الدراسة ومن الاوائل الى جانب ذلك هناك نشاط توعوي وترفيهي عن طريق المنظمة السويدية مثل الرحلات والمسابقات الى جانب الرعاية الصحية الكاملة وهذه الخدمات التي تقدمها غيرت في سلوك الطفل وكانوا اطفال الشوارع متفوقين دائماً وملتزمين في المدرسة وفي المركز وفي مواعيد النوم ولم نواجه حتى اللحظة اية مشكلة من الاطفال باستثناء بعض المشاغبات الصبيانية وللعلم القائمون على المركز خبرات ذات تأهيل ممتاز ولدينا تعاون مع منظمات عربية اخرى مثل المجلس العربي للطفولة والتنمية وتقدم للمركز دورات في الاردن ومصر والمغرب حتى انه اصبح المركز كفاءات نعتزبها ومن بيننا نحن نقدم للاطفال كل مالدينا والاهم هو ادماجهم في المجتمع وادماجهم في الاسرة مثلاً الطفل الذي يكون مريض نحن لا نقدم له الدواء ومعاينة الطبيب وحسب بل نأخده معنا الى البيت حتى يحس بالحنان اكثر وهذا بقصد تقديم جرعات من الحنان للاطفال والعطف والرحمة . خطة للتوسع وماذا عن مشاريعكم القادمة ؟ نحن لدينا مشاريع ولدينا مقترحات للمستقبل القريب والبعيد نحن سوف ننتقل خلال العام المقبل الى مركز الطفولة الامنة الجديد والذي لم يبقى له سوى التأثيث حيث رست المناقصة ليصبح مركزاً نموذجياً ونحن ننتهزها فرصة لنتقدم بالشكر الى الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي ساعدنا على تبني الفكرة وقام ببناء المركز الجديد الذي سوف يتسع لـ 150 طفلاً وطفلة بدلاً من 50 طفلاً في الوقت الحاضر حيث سيكون قسم للذكور وقسم للاناث وقسم استقبال نهاري حيث تقدم الخدمة لشريحة معينة من الاطفال في الاستقبال النهاري الغذاء والملبس والضروريات الاخرى ثم يغادرون المركز وشريحة الاخرى التي هي مقيمة بشكل دائم في المركز ولدينا مقترح هو ان تتم المتابعة للاطفال حتى يتم تجاوزهم للمرحلة الاساسية والتحاقهم بالتعليم الثانوي وفي هذا الجانب سوف نستفيد من المغرب ومصر اللذين لديهم تجربة في هذا المجال منذ عشرات السنين وعلى فكره في المغرب تتم المتابعة الى ان يصل الملتحق بالمركز الى المرحلة الجامعية وبعدها يشق طريقه بعد ان يصبح رجلاً يعتمد على نفسه ونحن في مركز الطفولة الامنة بعدن لدينا مقترح وطموح ان نحذو حذو مصر والمغرب لان المشروع كان بالنسبة لهم ناجحاً ويتحصل على دعم من رجال المال والاعمال . وماذا عن الدعم الحكومي للمركز مركزنا احد ثلاثة مراكز في كل من صنعاء وتعز وعدن ونحن نتحصل حسب قرار وزير الشؤون الاجتماعية والعمل على 160 الف ريال ندفع منها 80 الف ايجار السكن والبقية رواتب الموظفين ونتحصل على دعم من التجار وفاعلي الخير ونمشي امورنا وفقاً للامكانيات المتاحة ولكن الوضع سوف يتحسن مستقبلاً بعد ان ننتقل الى المركز الجديد في المعلا وانشاء الله يكون مسعانا خيراً . طلق امي وهاجر 14 اكتوبر تجولت في المركز والتقت بعدد من الاطفال النزلاء للتعرف على اوضاعهم واسباب هروبهم الى الشوارع الطفل ج / ع يقول عمري 11 سنة من منطقة الخساف / كريتر امنيتي ان اكون عسكرياً " ضابط " وهوايتي ممارسة لعبة كرة القدم عن وضعه قبل التحاقه بالمركز يقول كنت اعيش مع ابي وامي وكانوا دائماً ما يتشاجرون كان ابي يطلب من امي فلوس وامي ترفض لانه يشتري بها قات وسيجارة ومع الشجار المستمر تم الطلاق وأسافر ابي الى صعدة حيث يعمل هناك وجلست انا مع اخوتي وبعد الطلاق قالت لي امي ابحث عن عمل واشتغلت في مطعم اغسل الصحون واقدم الطلبات وفيما انا جالس وكان ما فيش عمل تشاجر معي صاحب المطعم وطردني وخرجت الى الشارع اطارد المجانين وبعد دخولي مركز الطفولة اعيش مرتاح ومستقر وانصح اصحابي في المركز ان لا يهربوا من المركز لانه فيه اشياء كثيرة حلوة ومفيدة وانا اواصل الدراسة وسوف التحق بالكلية العسكرية ولما اكبر با اشتغل عسكري واعود الى اسرتي . والدي توفى بالسرطان اسمي "و . م " عمري 11 سنة من منطقة النشمة / تعز امنيتي ان اكون دكتور الهواية لعب كرة القدم يقول "و.م " كنت اعيش مع والدي في امان وكنت ادرس في الصف الثاني وفي يوم قال لي والدي بانزل عدن مع الاسرة كلها وجلسنا في عدن خمسة اعوام ثم سافر ابي الى تعز وانا جلست عند اخي في عدن ثم قالوا لي ناس ان جدتي ماتت وانا عندي احساس ان ابي مات لانه كان مريضاً بالسرطان وسافرنا الى تعز للتعازي وعدنا الى عدن مره اخرى وشافوا لي اصحابي عمل في الميزان في السوق الطويل ولكن الاخدام ضايقوني ويوزنوا دون ان يدفعوا ثم جاء الى عندي شخص وعرفني على المركز ودخلت الى المركز وحسيت بالامان وعرفت ان الشارع لا ينفع وما يحصلوا فيه الا الاذية من السكارى ولهذا سوف ابقى في المركز و أواصل تعليمي حتى انال شهادة الدكتوراه . هربت ولم يبحث عني والدي اسمي ص،أ عمري 12 عاماً من منطقة صبر المداوم الهوية لعبة الكارتية يقول "ص،أ" كنت اعيش مع اسرتي وكنا نعيش كلنا مع بعض الى ان جاء يوم هرب اخي من البيت ولم يبحث عنه ابي وانا اريد ان اقلد اخي الكبير في الهروب وبالفعل هربت لاتفه الاسباب ولم يبحث عني ابي وحينها كان عمري 8 سنوات وكنت اتسول في الشوارع واتظاهر باني اعجم " اخرس " لا اجيد الكلام وكنت اجمع المال واذهب الى النادي لامارس لعبة الكارتيه وكنت اتعرض الى الاهانة والشتم من قبل الناس وهربت الى عدن وحصلتني فجأة مديرة المركز ونصحتني ان التحق بكلية الهندسة لاصبح مهندس كمبيوتر . منعني من دخول البيت اسمي " ر ، م " وعمري 12 سنة من منطقة ذمار هوايتي ممارسة لعبة التنس حكايتي مع الشارع كنت قبلها اعيش مع ابي وامي في سلام وحينها كان عمري 7 اعوام وجاء ذات يوم خالي من القرية وحدثت مشكلة بين خالي ووالدي وتدخلت امي الى جانب اخيها واستمرت المشاجرة بشكل متقطع واثرت على جميع افراد الاسره ولم اكن ملتزما في الدراسة ونزلت اعمل في السوق باجر يومي وكان والدي يطالبني بدفع فلوس له ولما امتنعت ضربني ومنعني من دخول البيت وخرجت وانا لا ادري الى اين اذهب وكان باص متوقف في وسط السوق بذمار طلعت معه الى مدينة الشيخ عثمان وجلست في المساء بجانب المسجد ابكي ووجدني شخص ودلني على المركز وفي المركز وجدت الرعاية والاهتمام وكنت لا اعرف القراءة والكتابة والان اجيد القراءة والكتابة واتعلم في مدرسة عقبة ابن نافع الاساسية ووجدت في المركز كل شيئ كنت محروم منه في بيتنا وسوف اواصل الدراسة الى ان اصبح استاذ في الجامعة . الخاتمة هذه بعض من معاناة الاطفال بين اسرهم وفي الشوارع وانطباعاتهم عن المركز الذي يعيشون فيه كما جاء على لسانهم وعلى الامهات والاباء والمجتمع بشكل عام ان لا يدفعوا اطفالهم الى اللجوء الى الشوارع بسبب تصرفاتهم فيندموا على افعالهم ولات ساعة مندم .