دمشق / متابعات :يفتتح الكاتب والمفكر هاشم صالح كتابه «معضلة الأصولية الإسلامية» بالإشارة الى كتاب محمد عبد المطلب الهوني ، وتشخيص المرض العربي من خلال السؤال الآتي: ما هي الإشكاليات الأساسية التي يطرحها كتاب محمد عبد المطلب الهوني؟ وهنا يمكن حصرها في ثلاثة أو أربعة محاور: الإشكالية الأولى هي: الموقف الانتهازي للسياسة الأميركية طيلة الحرب الباردة. والثانية: تخص الفعل العربي ولاسيما بعد ضربة 11 أيلول. أما القضية الثالثة وهي المهمة فتتمثل في النقد الراديكالي للأصولية العربية ـ الإسلامية ، أو ما تسمى الإشكالية الأصولية ، أو ما يدعوه الهوني بـ«سوء فهم المعتقد» ، إذ يقول: «من أهم معوقات الديمقراطية في الوطن العربي سوء فهم المعتقد. فالدين ليس عائقاً ، ولكنه يصبح عائقاً إذا استخدم استخداماً سياسياً من قبل فاعلين اجتماعيين». ويشير أيضاً الى هؤلاء الإسلاميين الذين يفهمون الدين على طريقة القرون الوسطى ، وهنا يتمنى الكاتب أن تزحف الحضارة الأوروبية حضارة التنوير على المسلمين ولتساعدهم على حلّ عقدهم المتأصلة التي عجزت الحلول عن حلّها حتى الآن.وبحسب عرض للكتاب في صحيفة "تشرين" السورية ، ينتقل الكاتب الى محمد شريف فرجاني في كتابه عن الدين والسياسة في الساحة الإسلامية والعلاقة بينهما ، وهو لا يتحاشى طرح الأسئلة الحرجة ، من بينها سؤال هو محور ما ورد في الكتاب: هل الإسلام دين التخلّف والجهل والتعصّب في حين أن المسيحية هي دين التقدّم والحضارة؟ يجيب عن هذا السؤال باحث فرنسي غير مستشرق هو «إمانويل تول» إذ يقول: كفّوا هجومكم على العرب والمسلمين ، فالعرب ليسوا كلّهم متعصّبين دمويين على طريقة بن لادن والزرقاوي ، وإنما هم يعيشون الآن مرحلة العبور الحضاري.ويستعرض المؤلف أيضا أفكارا من كتب أخرى صدرت حول ذات القضية ، مشيرا بداية إلى سؤال لماذا اختفت النزعة الإنسانية من ساحة الفكر العربي ـ الإسلامي؟ وكيف؟ هذا السؤال الذي يطرحه كتاب محمد اركون الأخير. يجيب الكاتب أرغون عن السؤال قائلاً: إن الحضارة العربية ـ الإسلامية شهدت النزعة الإنسانية فيها في عصر النهضة. ثم يردف أركون قائلاً: إن النزعة الإنسانية تجلّت لدى المعتزلة على المستوى الديني ، ولدى علماء الفلك والطب. أما لماذا اختفت هذه النزعة؟ فنجد أركون يبرهن على هذا بأن التيار الإنساني كان موجوداً لفترة من الزمن ثم سرعان ما اختفى لعوامل داخلية وخارجية ، فهذه النزعة كانت موجودة عند كثير من الفلاسفة العرب كالفارابي ، وابن سينا ، وابن رشد ، من الواضح أن مسألة الإسلام أصبحت تشغل العالم كلّه ، ولم تعد تخصّ المسلمين وحدهم".وينتقل الكاتب الى موضوع آخر يدور حول العرب والإسلام والغرب في مرآة الباحث اليوناني الأصل «كورنيلوس كاستورياديس» من خلال كتابه الأخير «عود التفاهات» إذ يلقي نظرة سلبية على آخر التطوّرات في الغرب ، ولا يبدو حكمه على وضع العرب والمسلمين أقلّ قساوة من حكمه على وضع الغرب ، يقول معلّقاً على الوضع العام ورابطاً بين تخلّف العرب ومسؤولية الغرب عن ذلك: «لا ينفكّ العرب يدينون استعمار الأوربيين لهم ، ويجب أن نعلم أن ازدهار الثقافة العربية ، قد توقّف عملياً منذ القرن الحادي عشر ، أي قبل ثمانية قرون من الاستعمار الأوروبي». المسألة الأخرى في هذا الكتاب هي العولمة الرأسمالية والتزمّت الأصولي ضد الديمقراطية ، فالفوضى العالمية الحاصلة حالياً ليست ناتجة عن انفجار العصبيات الطائفية ، وإنما هي ناتجة عن توسّع العولمة الرأسمالية ، التي لا تعرف أية قيمة غير الربح ، فالرأسمالي العالمي لا ينظر الى الإنسان إلا بصفته آلة استهلاكية ، أضف إلى قضية أمركة العالم التي يرافقها الفقر واللامساواة.
|
ثقافة
الأصولية الإسلامية
أخبار متعلقة