يعاني معظم شبابنا من أوقات فراغ طويلة ولا يعلمون أين يقضونها أو إلى مكان يذهبون إليه.ولهذا فهم يقضونها في تناول القات تلك الآفة القاتلة التي تكاد تقضي على صحة أولادنا وشبابنا.. إذ أنهم لا يجدون البديل كما يقولون ولذلك فهم يهدرون صحتهم وعافيتهم في مضغ تلك الشجرة الخبيثة وما يليها من تبعات كالتدخين المضر على صحة الإنسان.وللأسف نقولها ان مضغ القات لم يقتصر فقط على الشباب والكهول بل امتد إلى أطفالنا ونسائنا.. فها نحن نرى النسوة سواءكن ربات بيوت او طالبات صغيرات في السن يتنافسن على مضغ القات وبكل شراهة.. وتدخين الشيش بمختلف أنواعها (المعسلات) إذ ان مضغ القات أصبح عادة وليس مضيعة للوقت كما يدعي البعض بل انه صار ضرورة من ضروريات حياتنا اليومية اذ أصبح يحتل نصف ميزانية الأسرة التي لاحول لها ولا قوة.. ومما يثير الأسف والحزن ان نرى أطفالا في عمر الزهور يمضغون القات في الشوارع ويدخنون وبكل علانية وكأن مضغ القات مفخرة ورمز من رموز الرجولة المبكرة ولا يعلمون بأنه آفة خطيرة قد تقضي على صحتهم وحياتهم وعندما تحاول أن تنصحهم بأن يقلعوا عن هذه العادة السيئة يقولون لك بكل صلافه إن الناس كلها (تخزن) ولماذا لا يعمل هو مثلهم!!! ويذهب حديثك معه بدون جدوى.. أليس حراماً هذا ان طفلا في مقتبل عمره يهدر طاقته وصحته في القات أو أليس هنالك من رقابة عليه من قبل أسرته.. طفل كهذا ماذا سيصبح عليه عندما يغدو شاباً يافعاً يعتمد عليه في بناء وطنه وسلامته وحمايته من الأعداء (أجيبوني بالله عليكم)!!! والشيء المحزن واللافت للنظر ان نرى ان هناك بعض الأسر قد وصل بها الحال إلى الحضيض بفعل شراء القات وأسر وصل بها الحال إلى القمة بفعل بيع القات وهذا فعلاً شيء يثير السخرية والتعجب والألم.ومما يثير السخرية انه منذ فترة ليست بالطويلة وعندما كنت في مدينة صنعاء عند أقاربي وكان جميعهم (مخزنين) إلا أنا بالطبع لأني لا أحب القات سألني أحد الأطفال وهو من مدينة صنعاء (هل تخزنين) فقلت له (لا) فقال لي( لماذا هل أنت مريضة) تصوروا!! هكذا مفهومهم عن القات وان من لم يمضغه فهو مريض وسبحان الله!!إننا نريد وقفة جادة تجاه مثل هذه الأمور.. أمور قد تشتت أسراً وتهدمها.. وقفة مسؤولة وحريصة على مستقبل أسر يمنية أسر من ذوي الدخل المحدود والمعتمدة على رواتبها التي بالكاد تفي المعيشة اليومية وهذه الوقفة لن تأتي إلا بقانون قوي وفعال مثل ان تكون هناك أيام مخصصة لمضغ القات كأيام الخميس والجمع كما كان معمول به سابقاً في المحافظات الجنوبية وصدقوني حينها ربما تتحسن الأمور وتبقى أحسن مما هي عليه الآن.نتمنى ذلك!!!إيمان مرفدي