[c1]التحدي والوهم[/c]اختارت صحيفة (غارديان) البريطانية هذا العنوان للتعليق على خطة الرئيس الأميركي الجديدة بالعراق, مؤكدة أن إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى هذا البلد هو آخر حلقة في المغامرة الخاطئة التي جرت العراق والشرق الأوسط إلى الكابوس الذي يعيشونه حاليا.وأضافت الصحيفة أن تفضيل بوش خيار زيادة القوات يعني أنه تجاهل رسالة الأميركيين التي بعثوها له بانتخابات الكونغرس الماضية وتجاهل توصيات مجموعة بيكر لدراسة العراق وتجاهل الكونغرس نفسه, بل وتجاهل قادته العسكريين أنفسهم, ناهيك عن تجاهله لغالبية الرأي العام الدولي.وقال سايمون تيسدال في الصحيفة نفسها إن هذه الإستراتيجية تفتقر إلى الأفكار الجديدة, مشيرا إلى أنها لو فشلت فإن بوش سيصبح بطة ميتة لا عرجاء فقط.وأضاف أن أهم عناصر خطة بوش الجديدة قد جربت سابقا دون أن يكون لها نجاح يذكر, مؤكدا أن ما يميز هذه الخطة عن سابقاتها هو في الواقع المستوى الرفيع للاندفاع الرئاسي وراء هذه الخطة والمدى الذي يعوله بوش على نتائجها لهيبته وكرامته الشخصية وإرثه التاريخي.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]النصر ودروس التاريخ[/c]وتحت عنوان “إستراتيجية بوش الجديدة”، قال روبرت فيسك في صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية إن بوش القائد الأعلى للقوات الأميركية قرر إرسال 21000 من قواته إلى مقبرة العراق ليواصل بذلك مسيرة الحماقة التي بدأها هناك.وقال فيسك إننا نتوقع الإعلان عن جداول زمنية ومواعيد أخيرة ومعايير مهمة وأهدافا لكل من أميركا وحكامها ذوي الولاء الفارسي بالعراق.وأضاف أن بوش في خطابه الأخير دق كل الأجراس, فوعد بمليار دولار مساعدات جديدة للعراق, وتحدث عن رزمانة نجاحات مستقبلية يستعيد فيها العراق نظامه وتبعث الرعب في قلوب عناصر القاعدة، على أن ينفذ ذلك الجيش الأميركي جنبا إلى جنب مع حكام العراق الشيعة, الذين لا يزال بوش يشير إليهم بـ “الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيا”.وأورد فيسك مقالة للسياسي الأميركي المحافظ بات بوكانان قال فيها قبيل غزو الولايات المتحدة للعراق “قريبا سنشن حربا إمبريالية على العراق لكنها لن تكون كما يتوقع المحافظون الجدد رقصة زنجية لأن الإسلام المناضل الذي ينضوي تحت لوائه ملايين المسلمين الحقيقيين لن يقبل بأن يملي عليه بوش مصير العالم الإسلامي”.وذكّر بوكانان بوش بالجيوش الفرنسية والروسية والبريطانية والأميركية التي طردها المقاومون لاستعمارها من الجزائر وأفغانستان وعدن والصومال.لكن فيسك لاحظ أن بوش لا يزال يتحدث عن النصر لجهله بالتاريخ كما هو جاهل بالمستقبل, مشيرا إلى أن آخر تنبؤات بوكانان خلال حديثه المذكور كانت “إن الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ هو أننا لا نتعلم من التاريخ”.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]خطة أفضل من بديلتها[/c]أما صحيفة (تايمز) البريطانية فقالت في افتتاحيتها إن الإستراتيجية الجديدة في العراق تنطوي على مخاطر حقيقية لكنها أفضل البدائل.وذكرت الصحيفة أن زيادة القوات الأميركية بنسبة %15 متواضعة، لكنها اعتراف ضمني بأنه كان من المفترض إرسال مزيد من تلك القوات قبل هذا الوقت بكثير.وأضافت أنها لا تعتقد أن هذه الزيادة تعني بالضرورة إطالة مدة البقاء الأميركي والبريطاني بالعراق, بقدر ما هي محاولة لجعلهم يخرجون من هذا البلد بصورة مشرفة ومنتظمة.وقالت الصحيفة إنه لا وجود في الواقع لخيار ذي مصداقية حقيقية, مشيرة إلى أن مجموعة بيكر إنما حددت مشاكل العراق بدلا من أن تقترح حلولا عملية لها.وختمت بالإشارة إلى أن ما قرره بوش هو جهد آخر لخلق العراق الذي يستحقه العراقيون والذي يتوق له معظم سكانه, والوسيلة الأخيرة ملائمة لتحقيق ذلك الهدف النبيل.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]التصدي لمقتدى[/c]تحت عنوان “الرجل الذي يتحكم في مستقبل العراق” كتب (باتريك كاكبيرن) تعليقا في صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية قال فيه إن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي لم يكن يمثل شيئا داخل العراق ولا خارجه قبل أربع سنوات، هو من يتحكم الآن في مستقبل العراق.وأضاف أن الرجل الذي يعتبره الأميركيون عدوهم وينظر إليه سُنة العراق على أنه من يمارس ضدهم التطهير العرقي يتمتع الآن بشرعية تفوق شرعية كل رجال الشيعة الذين تعتمد عليهم أميركا، إذ يعتبره ملايين الشيعة العراقيين زعيمهم وقائدهم المفضل.وقال إن الصدر, وخلافا لكثير من الزعماء العراقيين, لم يدخل قط المنطقة الخضراء, ويمكنه تعبئة ما يقارب مائة ألف رجل للقتال في الساحة, كما أن غالبية عناصر شرطة بغداد تابعون له.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]الكارثة الحقيقية[/c]تحت هذا العنوان قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي جورج بوش قال للأميركيين البارحة إن الفشل في العراق سيمثل كارثة, مشيرة إلى أن الكارثة الحقيقية هي حرب بوش الخاسرة نفسها.وأضافت أن الفرصة سنحت لبوش البارحة كي يتوقف عن السباحة في السراب ويكون صريحا وصادقا مع الأمة الأميركية, لكنه لم يغتنمها.وذكرت أن ما كان الأميركيون يريدون سماعه هو خطة واضحة لتخليص قواتهم من الكارثة التي أوقعهم بوش فيها, غير أن ما حصلوا عليه هو مزيد من الحديث الضحل عن الانتصار في الحرب على الإرهاب وعن صنع “ديمقراطية فتية” في العراق, مما يعني أن بوش أراد أن يسابق الزمن ويترك فوضاه التي صنعها لخلفه.وأضافت أن الأميركيين يعون جيدا أن الحكومة العراقية الحالية أسيرة المليشيات الشيعية وليست لها مصلحة في وحدة العراق ولا توافق أطيافه ولا الديمقراطية كما يدعي بوش.وشددت على أن ما ذكره بوش من مساع لتمكين الحكومة العراقية من توفير الأمن للعراقيين قد قيل من قبل, لكن ما دام بوش يعبر عن استعداده للاستماتة في سبيل مؤازرة هذه الحكومة العراقية الفاشلة, فإن ذلك يعني أن زعماءها لن يجدوا أي مبرر للتصدي لمليشيات الموت ولا لتقاسم السلطة مع السنة.وأكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن هذه الحرب قد وصلت نقطة جعلت الاستمرار فيها لا يمكن أن يؤدي إلا إلى جعل نهايتها السيئة المرتقبة أكثر سوءا.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]شكوك حول المالكي[/c]قالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية في تحليل لها إن خطة بوش الرامية إلى بسط الاستقرار في العراق يتوقف نجاحها على العناصر الأساسية التالية: زيادة 20 ألف جندي أميركي، وإشراك مزيد من قوات الأمن العراقية والحكومة العراقية في العملية الأمنية.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مساعدي بوش واثقون من أن إضافة مزيد من القوات الأميركية إلى شوارع بغداد ستساعد في قلب الأمور هناك.لكنها نبهت إلى أن ما لا يدركه هؤلاء المستشارون هو ما إذا كانت الحكومة العراقية ستقوم بالدور المنوط بها في هذه الخطة.وأضافت الصحيفة أن هذه الخطة ستمثل اختبارا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأنه إذا ما فشل فإن الولايات المتحدة قد تسعى لإبداله بزعيم عراقي موال لها.ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع, رفض ذكر اسمه, قوله إن شكوكا كثيرة تحوم حول المالكي.وأضاف هذا المسؤول أن بوش يريد أن يتأكد من حقيقة حكومة المالكي, “هل هي حكومة وحدة وطنية أم حكومة ذات أجندة شيعية طائفية؟”.أما صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية فنقلت عن مسؤولين عسكريين حاليين وسابقين تحذيرهم من أن تنفيذ خطة بوش سيمثل مرحلة في الحرب أخطر من سابقاتها, قد تتميز بأشهر من القتال في شوارع بغداد.وأضافت الصحيفة أن آفاق تفاقم المعارك في بغداد قد يضع القادة العسكريين الأميركيين في قتال المدن نفسه الذي حرص مخططو الحرب عام 2003 على تفاديه.ونقلت عن قائد أميركي قاد فرقة في بغداد في الفترة الأخيرة تنبؤه بفشل هذه الخطة لأن المالكي وحكومته سيعملون كل ما هو ضروري لحماية قوات الصدر, كما أن المقاتلين السنة لن يتركوا الدوريات التي يسيطر عليها الشيعة تجوب مناطقهم.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]زيادة القوات .. زيادة التضحيات[/c]قالت صحيفة (يو أس أيه توداي) الأمريكية إن التاريخ سيحكم على قرار بوش إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق المضطرب، إما كخطوة جريئة وشجاعة ضربت المعارضة الشعبية العارمة عرض الحائط, أو يحكم عليها على أنها مجرد حلقة أخرى في سلسلة الحسابات الخاطئة لبوش.وأضافت الصحيفة أن الآمال معقودة على نجاح هذه الخطة لكن آفاق نجاحها ضئيلة, مشيرة إلى أن ما يبعث على القلق هو الثقة التي لا يزال بوش يقول إنه يضعها في المالكي وحكومته رغم عدم جدارتهم بها.وأشارت إلى أن المالكي قطع على نفسه تعهدات كثيرة في السابق لكنه لم يف سوى بالقليل منها, فضلا عن كونه يدين للصدر بأنه هو من أوصله للحكم ولا يبدو على استعداد كاف لمواجهة مليشياته التي تعتبر مصدر جل أعمال العنف في بغداد.
أخبار متعلقة