كلما هل رمضان على المسلمين .. تأكدت وحدة المسلمين التي رمز لها في صيامه المفروض عليهم بقوله الله - تعالى - "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"..وفي إعلام الله هذا بأنه فرضه علينا، كما فرضه على الذين من قبلنا، دليل لا غبار عليه على وحدة الدين في أصوله ومقاصده! فضلاً عن تأكيد فريضة الصوم وقد أبهم الله من هم هؤلاء الذين قبلنا؟ .. ويذكر أن الصوم مشروع في جميع الملل حتى الوثنية! فقد عرف عند قدماء المصريين في أيام وثنيتهم، وانتقل منهم إلى اليونان فكانوا يفرضونه على النساء! .. وعرف كذلك عند الرومان! .. ولايزال الوثنيون الهنود وغيرهم يصومون إلى الآن!وأسفار التوراة - الآن - فيها مدح للصيام والصائم وليس فيها الصائمين وليس فيها ما يدل على فرضيته!!وكانوا جميعاً يصومون، لاعتقادهم أن إرضاء آلهتهم لا يكون إلاَّ بتعذيب النفس وإماتة حظوظ الجسد! .. وانتشر هذا الاعتقاد في أهل الكتاب حتى نزل القرآن يعلمنا الصوم وغيره من الفرائض، إنما فرض ليعدنا لتقوى الله، قال تعالى:" ... لعلكم تتقون" .. لأن التقوى تربي الإرادة، وتنشد العزيمة، وتنمي الخير في النفس، وتكبح جماح رغباتها الشيطانية، فتفوز برضا الله وغفرانه وجناته التي وعدها للمتقين!.ودليل شهر رمضان في الإسلام طلوع هلاله، قال تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "صوموا لرؤيته، ويثبت الصيام بشهادة رجل واحد انه رآه، وقد فرض صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة وأصبح رمضان بفرضه ذا شأن عظيم .. وخصائص مثلى منها:* إنه الشهر الوحيد الذي نزل فيه القرآن، ووقعت فيه فتوحات عظيمة في الإسلام ساعدت مستقبل الدعوة الإسلامية بإيجاب: منها غزوة بدر .. التي غيرت مجرى التاريخ، ولا تزال مضرب الأمثال في الشرف والبطولة والإيمان!! ومنها فتح مكة الظافر في 20 رمضان سنة 8هـ والذي دخل الناس بعده في دين الله أفواجا.* وإنه شهر امتحان النفوس بعد تصفيد الشياطين فيه .. كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" .. قال بعض أهل العلم: ومعنى صفدت الشياطين لعل إشارة إلى ارتفاع عذر المكلف عنه بالشيطان فكأنه يقول له إذا عصيت في رمضان فإنما هو من نفسك فهذبها أما الشيطان فهو عنك الآن مصفد"!!فأهلاً ومرحباً بخير قادم "!" شهر الوحدة والعبادة والمحبة والرحمة والإيمان "!" جعلنا الله فيه من السعداء .. آمين!!
