[c1]عيدروس عبدالرحمن :[/c]انحازت الكرة العالمية في مونديالها الأخير المقام هذه الايام في بلاد ( الجرمن ) للقارة العجوزة على حساب كرة الامتاع والابداع .. وخرج من صراع اللقب على الفوز بالكأس فارس لاتيني عملاق نتيجة طيشان ضربات الترجيح وصعد اصحاب الارض والجمهور إلى الدرجة قبل الاخيرة انتظاراً لمواجهة قادمة .وصار لزاماً على اسياد الكرة الاوروبية الدائمين ان يصفيا أنفسهما وينتخبان واحداً فقط للمباراة النهائية بعد ان حسمت ضربات الانتحار التأهل للالمان .. وفاقت خبرة الطليان وتحصيناتهم
الدفاعية على حديثي العهد اوكرانيا بفوز مستحق وكاسح بثلاثية نظيفة .لقاء نصف النهائي .. يجمع عملاقاً القارة العجوز وابطالها التقليديين وحاملي لواء أوروبا كروياً في وجه الكرة الامريكية .. لقاء نصف النهائي هو لقاء البحث عن النجمة السابقة وتطريزها في احدى فانلات الفريقين الحاصلين على ستة نجوم عالمية وزعت بينهما بالتساوي .. لقاء نصف النهائي هل هو اعادة منقحة لماراثون أسبانيا 2891م ايام الجنرال دينوزوف وركن عملياته باولور ومسي .. أم انها ورقة عمل هامة للكرة الالمانية في تتويجها الثالث عالمياً على اراضيها كما فعلتها في 4591م .. و4791م .. وهي الفصل قبل الأخير للقوة الالمانية الساعية الى تفرد أوروبي غير مسبوق على حساب غريمتها ومنافستها ايطاليا .ولعل لقاء نصف النهائي بين المانيا التي ازاحت عن كاهلها حجرة كبيرة هي الارجنتين .. وحرمت العالم أجمع من الاستمتاع بأصحاب المهارة والقوة .. وايطاليا التي اوقفت الطموح الاوكراني .. والتفاؤل البعيد عن الواقع لعل لقاء نصف النهائي يجمع صفات وسجايا مشتركة للفريقين المتنافسين .. فهما اولاً حصلا على دفعة معنوية عالية جداً ومتقدمة بفوزهما في ربع النهائي كل على غريمه ومنافسه .. وايطاليا والمانيا هما من أكثر وأفضل الفرق التي تستفيد ايما استفادة من مثل هذه الدفعات وهو سلاحهما المشترك لمواجهة بعضهما بعضاً .. والفريقان كذلك يحتفظان بقدرات وطاقات استثنائية لا تخرج ولا تظهر الا عند الشدائد .. هذه الطاقات ربما تكون أحد أبطال فرسان لقاءهما القادم .. وهما كذلك الأفضل اوروبياً وعالمياً في وضع الحيل ، واحسن من يخادع ويغش منافسيه بامكانياته الفنية والبدنية حتى يفاجىء المنافس بأنه وقع في المصيدة .. كما انهما الابرز في قدرتهما على تحسين مستواهما وامكانياتهما الكروية من مباراة لاخرى بمعنى أن الفريقين الالماني والايطالي هما الافضل من حيث التصاعد والترقي الفني كروياً من مباراة لاخرى ومن يشاهد ترمومتر مبارياتهما كلا على حدة يصل لهذه الخاصية التي لا يمتلكها فريق أكثر منهما .ولعل الاهم من ذلك ان الفائز منهما سيكون خاسراً خسارة كبيرة عند تقديم أوراق اعتماده للمباراة النهائية .. فلقاء نصف النهائي سيكون معركة حامية الوطيس .. لم ولن تخلو من غيابات فادحة بسبب اصابات النجوم او ايقافهم الاضطراري .. فلقاء الثلاثاء .. نار يا حبيبي نار .. وما تحرق النار الا رجل واطيها .ويمكن اعتبار قوة الضبط الالمانية ومفتاح فوزها ان تحقق لها ذلك من خلال الكرات العكسية المرفوعة من الاجناب فالالمان يجيدون ذلك بابداع من استثمار الكرات الثابتة من الاخطاء الدفاعية .. ويساعدهم في ذلك الضعف الواضح في التعامل مع مثل هذه الهجمات من الفريق الايطالي الذي هو الأخر اعطانا وقدم لنا درساً بالغاً في سرعة نقل الكرات حتى تعانق الشباك .فاذا كانت المانيا تخوض نصف النهائي وهي شبه منهكة من مباراة الارجنتين .. فان ايطاليا تدخل المباراة وهي الاخرى خائفة من البطاقات الملونة التي تجرعها ابطالها الافذاذ .. وما أكثرهم وهم يحملون بطاقة انذار واحدة .. اذا حصلوا على اختها حرموا من المباراة النهائية .باختصار شديد لقاء المانيا وايطاليا يضع في حساباته الفوز اولاً .. وتقليل حدة الاصابات والارهاق ثانياً والابتعاد عن التوقيفات ثالثاً .. والارتقاء خطوة أهم لخطف نجمة رابعة .ايطاليا كشرت عن انيابها أمام اوكرانيا لكن الاهم من ذلك كله ان الطليان خرجوا من المباراة دون حتى انذار واحد .. وهذا تطور تكتيكي ان تفوز دون بطاقات تكسر جماح انطلاقتك .والمانيا كشفت هي الاخرى انها تمتلك خاصية الصمود والتصدي والحركة لأكثر من ساعتين دون توقف حتى وان حسنت المرهمات حالة بالاك البدنية .والفريقان يعرفان بعضهما تماماً ولن تجد المانيا مدرباً منافساً يخرج لها أهم اوراقه كما عملها بيكرمان الارجنتيني .. كما لن ينال الطليان فرصة (العظم الطري) من المانيا كما حصل لهم مع تشفشنكو ورفاقه .مباراة المانيا وايطاليا قد تكون نسخة جديدة من معارك مصيرية مثل معركة العلمين أو خدعة حصان طروادة .وبكره نشوف .