ناقوس خطر على خلفية كارثة الأمطار والسيول بحضرموت
المكلا / سبأ :تبرز إشكالية إفرازات الاثر البيئي لكارثة السيول في مدينة المكلا كهاجس مؤرق بالنسبة للجهات الرسمية والشعبية على حد سواء، فبعد أيام من الكارثة ونتيجة تشكل برك ومستنقعات مائية وتعطل شبكة الصرف الصحي واختلاطها بمياه الشرب وتكدس مئات الاطنان من الاتربة والنفايات، وجثث الحيوانات النافقة وبعض المواد العضوية الاخرى على مداخل وازقة المدينة بدأ مسئولون يدقون ناقوس الخطر. في هذه الاثناء حذر مسؤول محلي بمكتب وزارة الصحة والسكان بساحل حضرموت من مغبة مواجهة كارثة بيئية محتملة، محددا مدة اسبوعين كفترة زمنية لازالة ما خلفته كارثة السيول وتلافي تاثيراتها على الوضع البيئي والصحي العام. وطالب مدير عام مكتب الصحة والسكان بساحل حضرموت العبد ربيع باموسى في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بتحويل جانب من الامكانيات والجهود المبذولة حاليا لمواجهة ما قد يحدثه الاثر البيئي للكارثة من إفرازات قد تكون عواقبها جسيمة، لافتا إلى تواضع الامكانيات الموجودة مقارنة بحجم ما خلفته الكارثة من أضرار. وأكد ان الجهود في المرحلة الحالية لابد أن تنصب حول الجانب الوقائي وإزالة هذه الاثار وتكثيف حملات وبرامج التوعية والتثقيف الصحي والبيئي. ورغم الجهود المشتركة التي تبذل من قبل مكتبي المياه والأشغال وصندوق التضامن في عملية شفط وتصريف مياه البرك والمستنقعات التي خلفتها السيول وتواصل عمليات الرش بالمبيدات إلا أن تكدس كميات كبيرة من القمامة والمواد العضوية والحيوانات الميتة واطنان الاتربة والاحجار على مداخل المدينة وتحولها إلى مصدر لتكاثر الذباب والحشرات الضارة بالبيئة وانبعاثاتها من الروائح الكريهة وما ينتج عنها من امراض معدية يتطلب تكثيف الجهود وتعاون جميع الجهات والفعاليات الرسمية والشعبية حسب با موسى. وقال” أن هذه النفايات والمخلفات اصبحت بؤرة تحتاج إلى تدخل سريع، وامكانياتنا وحدها لا تكفي لمواجهة ما احدثته الكارثة”، لافتا إلى أن “الناس ليسوا بحاجة الان إلى مخيمات جراحية وخدمات تخصصية لكن الناس بحاجة إلى تكثيف الجانب الوقائي وإزالة مصادر التلوث البيئي على اختلافها باعتبار أن الوقاية خير من العلاج”.وأشاد باموسى في ذات الصدد بدور بعض منظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية والقوات المسلحة وإدارة المياه في مؤازرة جهود المكتب وتأمين مياه الشرب النقية لسكان المدينة ، متطرقا إلى الجهود والخدمات التي قدمها المكتب لمواجهة تأثيرات الكارثة في الجانب الصحي، من خلال تشكيل فرقة طوارئ ولجان ميدانية لتقديم الخدمات الصحية للمتضررين وفرق مراقبة الترصد الوبائي وتكثيف العمل في المراكز الصحية بمديريات الساحل، مؤكدا أن الاضرار في المرافق والمنشآت الصحية أضرار جزئية تتمثل في القسم القديم لمستشفى المكلا. وذكر أن عدد المتضررين الدين تم اسعافهم وتقديم الخدمات لهم 32 متضرراً من الجنسين غادر معظمهم المستشفيات بحالة جيدة، فيما تم استقبال 14 جثة وتسليمها لذويها للقيام بمراسم الدفن.ومع أن الوضع لا يزال مطمئناً حتى الان، حسب الدكتور عادل الهدار مشرف لجنة الترصد الوبائي إلا أن الوضع يحتاج إلى الكثير من الحيطة واليقظة والحذر والعمل بجد على إزالة تأثيرات السيول على الوضع البيئي حتى لا تتفاقم وتمثل كارثة صحية مستقبلا. وأشار إلى أنه تم حتى الأن تسجيل ثلاث حالات اشتباه بالكوليرا( شلل الأطفال)، كانت تعاني من اسهالات حادة وتم معالجتها . وأشاد بدور المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية التي تعمل مع الفريق للحيلولة دون حدوث تأثيرات جانبية للوضع البيئي الحالي، وتمكين الفريق من التواصل مع المديريات والمرافق الصحية وأخذ البيانات عن الأمراض ذات العلاقة بالوضع البيئي الحالي. وأوضح أن عمل الفريق الحالي يتمثل في رصد أولوية للأمراض والإسهالات المدمم منها وغير المدمم والوباء والملاريا والضنك ، وقال:” الكارثة التي نخاف منها لا سمح الله هي الكوليرا (شلل الأطفال) والتسممات بانواعها الغذائية والكيميائية فيما لو وصلت لهم حالات من هدا النوع وتفاقم الوضع البيئي. وحث جميع المواطنين في مديريات الساحل على سرعة إبلاغ مكتب الصحة والسكان عبر غرفة العمليات عن أي حالات يتم الاشتباه بها بما يمكن من النزول الميداني اليها والاستقصاء عنها وتقديم المساعدة لها وتفادي ما لا يحمد عقباه. من جهته قال مسؤول الفريق الميداني بمكتب وزارة الصحة والسكان بالساحل عمر بامطرف “ان الفريق بدأ بشفط المياه المتجمعة وردم بعض البرك وحذرالمواطنين من عملية الاستحمام في أي برك خلفتها السيول تحسبا لتعرضهم للأوبئة. يأتي هدا فيما تؤكد المشاهدات وواقع الحال تحول العديد من البرك التي خلفتها السيول إلى اماكن للاستحمام والسباحة في مناطق مختلفة من مدينة المكلا ومديرياتها وخاصة الأطفال.في المقابل بدأ الكثير من أبناء المدينة كأجراء وقائي يرتدون الكمامات تحسبا لانتقال الاوبئة المتصاعدة من الأتربة والروائح المنبعثة من مجاري الصرف الصحي المعطلة.