سلطنة عمان تحتفل بذكرى عيدها الوطني
إعداد : حسن قاسم كثيرة هي المنجزات والمكاسب التي تحققت في سلطنة عمان وينعم بها الشعب العماني الشقيق وهي شاهدة حقيقية لمسيرة النهضة العمانية المباركة التي انطلقت في الثالث والعشرين من يوليو 1970م والتي بشرت بميلاد عمان الحديث على يد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم سلطان سلطنة عمان الشقيقة.وقد تحدثنا كثيرا في اعداد سابقة كرست لاحتفال الشعب العماني الشقيق بعيده الوطني في الثامن عشر من نوفمبر من كل عام عن هذه المنجزات والمكاسب التي تحققت وعن تاريخ عمان حديثا وقديما ودروها الحضاري على امتداد التاريخ.وتكتسب العلاقات اليمنية العمانية اهمية وطابعاً خاصاً نابعاً من عمق العلاقات الاخوية الصادقة وحسن الجوار والمصالح والصلات المشتركة التاريخية بين الشعبين الشقيقين وحرص القيادتين السياسيتين في البلدين ممثلة بفخامة الاخ /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد اللذين يحرصا ن دوما على تأصيل هذه العلاقات وتطويرها لخدمة الشعبين في البلدين الشقيقين.صحيفة ( 14 أكتوبر ) وكعادتها تحرص دوما وفي كل المناسبات التي يحتفل بها الشعب العماني الشقيق ان تفرد صفحاتها لنشر تاريخ ومنجزات السلطنة .. حيث نكرس في هذه المناسبة هذا الموضوع للتراث والثقافة العمانية باعتبارها ركيزة من ركائز بناء الدولة العصرية واسهامه في الحضارة الانسانية.[c1]الآثار [/c]تكتنز السلطنة بحقبة تاريخية واثرية قديمة حيث دلت المسوحات الاثرية للعديد من المواقع الى الكشف عن موجودات اثرية تعود الى الالف السابع قبل الميلاد وما بعدها في مواقع سيوان شمال هيما وراس الحمراء شمال غرب مسقط وفي بات وراس الحد وسعد الشأن .. ومن ابرز المسوحات التي تجري في صحراء الحقف الرميلة بولاية محوت في المنطقة الوسطى للبحث عن الادوات الحجرية التي تنتمي للحضارة الاشورية لدراسة هجرة الانسان الاول من افريقيا الى اسيا مرورا بعمان واعمال التنقيب في منطقة جعلان الجزء الشرقي من السلطنة للحصول على صور متكاملة للتطور الحضاري خلال الفترة من عصر الهولوسيني بداية الالف السابع قبل الميلاد وحتى مجي الاسلام مع التركيز على تطوير التجارة البحرية في النصف الثاني من الالف الثالث قبل الميلاد في موقع راس الحد وراس الجنز والسويح.[c1]القلاع والحصون [/c]تعد القلاع والحصون والبيوت الاثرية من ابرز المعالم التاريخية والاثرية في مختلف مناطق ولايات السلطنة حيث تقف شامخة تعبر عن رقي الفن المعماري منذ القدم حيث يتجاوز عددها خمسمائة قلعة وحصن تحكي فصولا مختلفة من التاريخ العماني الضارب في عمق الزمن واسهام الانسان العماني المتواصل في الحضارة الانسانية.وتحرص السلطات العمانية في اطار العناية الفائقة بالتراث العماني والحفاظ علية على ترميم هذه القلاع والحصون وفق برنامج باستخدام نفس المواد الاصلية التي شيدت بها واعادة تأهيلها وبما يسمح بجعلها عنصر جذب سياحي لمئات الالاف من الزوار سنويا.حيث تم ترميم اكثر من مائة قلعة وحصن في مناطق مختلفة ومنها بعض الابراج في ولايات القابل والبريمي وصور وقريات وحصن بهلاء وحصن فزح في لوي .. وترميم عدد من الحصون والمساجد والابراج الاثرية في الخابوره والبريمي وعبري وبنقل وصحار ونزوي واكتشاف عدد من المقتنيات الاثرية في جامع قلعة بهلاء يعود بعضها الى الالف الثالث قبل الميلاد.[c1]الثقافة [/c]تسعى السلطنة الى ابراز الوجه الحضاري لعمان من خلال الانشطة والفعاليات الثقافية المختلفة مثل طبع امهات الكتب والمخطوطات العمانية وتشجيع الابداع في مجالات الفنون والمسرح والموسيقى الى جانب المشاركة في العديد من اللقاءات الثقافية والادبية الخليجية والعربية والدولية للتعريف بما تحقق من نهضة ثقافية ولتدعيم التعاون مع مختلف الدول الشقيقة الصديقة وتنظيم العديد من المهرجانات الثقافية والفنية ومعارض الكتب الدولية.[c1]المخطوطات والوثائق [/c]نظرا لاهمية وثراء وتنوع المخطوطات العمانية حرصت السلطنة على جمع وتحقيق ونشر اكبر عدد ممكن منها الى جانب الحفاظ عليها وترميمها وتوزيعها خدمة للفكر والثقافة وحفاظا على الموروث الثقافي العماني.حيث تضم دار المخطوطات والوثائق ما يزيد على (4300) مخطوط يعود اقدمها الى سنة 617 هجرية .. ومن اجل الحفاظ عليها فقد تم ادخالها الى الحاسب الآلي بنظام التصوير الضوئي وحفظها كذلك على ميكروفيلم لتسهيل العودة اليها واغراض البحث والدراسة .. وحرصت السلطنة على حصول نحو (5000) وثيقة من الارشيف الزنجباري ونحو(600) وثيقة اخرى من الارشيف الهندي.[c1]المتاحف [/c]يوجد بالسلطنة عشرة متاحف تتميز بثراء مقتنياتها وتعددها وتنوعيها والتي تلقي الضوء على مراحل هامة في التاريخ العماني والحضارة الانسانية بشكل عام وهذه المتاحف هي : ـ المتحف العماني ، المتحف الوطني ، متحف التاريخ الطبيعي ، متحف القوات المسلحة ، ومتحف الطفل ، ومتحف قلعة صحار ومتحف صلالة والمتحف العماني القرنسي ومتحف قلعة نخل ومتحف بيت الزبير.وقد تم تطوير هذه المتاحف باستخدام الاجهزة والحاسبات الالية ووسائل العرض المتطورة حيث قام متحف التاريخ الطبيعي بتسجيل 1600 عينه نباتيه على الحاسب الآلي واعداد قائمة بأسماء النباتات العمانية ومراجعة 470 عينه من الطحالب البحرية والاعشاب البحرية والمعالجة الدورية لنمو 12500 عينه واعداد بطاقات وصف وتسجيل بيانات للمجموعة الوطنية للحشرات والمجموعات الوطنية للهياكل العظمية والاحافير والاصداف.[c1]الحرف التقليدية [/c]بالرغم من اهتمام السلطنة بالحرف التقليدية كموروث تاريخي وكمهن ينبغي الحفاظ عليها وعلى استمرارها جاء انشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية عام 2003م ليعطي دفعة قوية للصناعات والمهن الحرفية في السلطنة وعلى نحو يجعل منها حرفا اكثر انتاجية واكثر اتساعا وتطورا ومن ثم اكثر قابلية على الاستمرار .وامتدت عليه تطوير الصناعات الحرفية والتقليدية كصناعة النسيج والفخار والحلوى العمانية وتشجيعها لتتخذ اشكالا واساليب مختلفة من ابرزها العمل على تقديم منتجاتها في المهرجانات والفعاليات التي تشارك فيها السلطنة والتي تنظمها في الداخل والخارج وكذلك تشجيع تصديرها .[c1]مركز عمان للموسيقى التقليدية [/c]في ظل الأهمية الكبرى التي يمثلها الموروث الشعبي يضطلع مركز عمان للموسيقى التقليدية منذ انشائه عام 1984م بدور حيوي ومتعدد الجوانب في مجال الحفاظ على الفنون الشعبية والموسيقى التقليدية بشكل علمي حيث يقوم على جمع وتسجيل وتوثيق ودراسة وتصنيف مختلف انماط الموسيقى التقليدية وفنون الاداء الحركي من غناء وفولكلور وغيره مما يدخل في اطار الموروثات الشعبية .واصدر المركز في اطار تعريفه بالموسيقى التقليدية سلسلته العلمية ( مطبوعات مركز عمان للموسيقى التقليدية) وتقديم مساعدته للباحثين الراغبين في دراسة الموسيقى والفنون التقليدية العمانية .