الحمد لله القائل : {واعتصموا بحبل الله جميعـا ولا تفرقوا} والصلاة والسلام على القائل صلى الله عليه وسلم : (يد الله مع الجماعة) والقائل صلوات الله عليه وسلامه أيضـا : (الجماعة رحمة والفرقة عذاب).أما بعد كلنا يعلم إن لكل أمة من الأمم ذكريات عزيزة ومناسبات سعيدة دينية ووطنية تعمل جاهدة على إحيائها وتمجيد ذكراها ومدارسة ما بها من عظات وعبر ودروس وفكر وإظهار البهجة والسرور فيها إحياء وتمجيدا لهذه الذكرى العطرة إنها ذكرى ثورة شعب وانطلاقة أمة حددت طريقها وسارت فيه بثبات غير آبهة بوعورة الطريق وخطورته وأعلن في مثل هذا اليوم الخالد عن قيام الجمهورية اليمنية الفتية التي انتصبت شامخة في اليمن ورفرف علم الجمهورية اليمنية خفاقـا عاليـا في هذه الأرض الطيبة الطاهرة والسعيدة لتثبت حرية وعزة وكرامة وحياة سعيدة تتجلى فيها وحدة اليمن الوطنية جلية وواضحة في أبهى الصور وأجل المعاني وها نحن اليمنيين أمام إحدى هذه الذكريات يوم الأيام وفرح الأفراح وعيد الأعياد اليوم الوطني الخالد الثاني والعشرين من مايو العظيم، هذا الإنجاز هو إعادة تحقيق وحدة اليمن المباركة صمام أمان الوحدة الوطنية فهو إنجاز ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين لبناء صرح يمني شامخ اتحدت فيه اليمن السعيدة بعد تفرق وتمزق فقويت بعد ضعف وتسالمت بعد هوان وتسامحت بعد حروب وتحابت بعد عداوة وبغضاء فتلاقى المختلفان وتقارب المتباعدان وتصافح المتخاصمان وتعانق الأحبة وعمت الفرحة كل القلوب وارتسمت البسمة على كل الشفاه ابتهاجـا بهذا الحدث الكبير والمنجز الجليل الذي يقوم بنيانه على هدى من الله والمنهج الإسلامي الحضاري الخالد، تنفس فيه شعبنا اليمني الصعداء واستنشق هواء العزة والكرامة نقيـا صافيـا لاسيما في المحافظات الجنوبية والشرقية التي انعتقت من الذل والهوان والقمع والقهر والسجون والإرهاب الفكري في ظل سيطرة الحكم الماركسي المنهار الذي حكم الشعب قرابة ربع قرن من الزمان بعد رحيل المستعمر البغيض، فلله وحده الحمد والمنة الذي سير الأحوال إلى أحسن حال.وقال سبحانه وتعالى : {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} (آل عمران : 103).فلنشكر الله ربنا جل في علاه على هذه النعمة الجليلة التي أنعمها علينا ولنحافظ عليها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، فإنها مصدر عزتنا ومنبع كرامتنا ونحذر دعاة الفتنة والتمزيق الحالمين بعودة اليمن إلى الشتات والتجزئة والتفرق وأعلموا علم اليقين أن اليمنيين لن يفرطوا بوحدتهم مهما كانت الأسباب وليذكروا النداء الخالد الذي أنطلق من فم القائد الوحدوي الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية (حفظه الله ورعاه) الوحدة أو الموت فتجاذبت كل جماهير اليمن مع هذا النداء، وكان النصر المؤزر يوم السابع من يوليو 1994م وفي هذا ذكرى لمن أراد أن يتذكر أو ليتدبر {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} (ق : 37).إن شعبنا اليمني المكافح أظهر بوحدته مستوى من الوعي والإدراك والشعور بالمسئولية حيث أنجز هذا التلاحم والتلاقي والتقارب في الوقت الذي تفرقت فيه أمم وتمزقت شعوب لنثبت للعالم إننا جديرون بوحدتنا اليمنية.يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الإيمان يمان والحكمة يمانية).واليوم نستقبل بلهفة وشوق إلى يوم الثاني والعشرين من مايو 2010م لتلتقي المحبة والوفاء والفرحة والبهجة والسرور مع الذكرى العشرين ليوم التلاحم والعناق والعزة والكرامة يوم المحبة والألفة والإخاء والمودة والتعاون والصفاء أكملنا فيه عقدين من الزمن من 22 مايو 1990م وحتى 22 مايو 2010م من عمر الوحدة اليمنية العملاقة التي جاءت لتبقى لأنها قدر ومصير الشعب اليمني الأبي التي عمدت بدماء طاهرة زكية دماء الشرفاء الأوفياء والرجال الصناديد في حرب الردة والانفصال التي فجرها الخونة في صيف 94م فقدم شعبنا اليمني التضحيات حفاظـا على وحدته المباركة وجمهوريته الأبية حتى تم له النصر في السابع من يوليو 94م بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل التفاف الجماهير خلف قائدها الوحدوي صفـا واحدا وسورا وحصنـا قويـا يصون وحدته ويحمي أراضي جمهوريته ويحافظ على حياته الحرة والكريمة وتأتي هذه الذكرى في عقدها الثاني من هذا العام وقد تميز اليمن بإنجازات كبيرة على كافة الأصعدة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية فمرحبـا بالثاني والعشرين من مايو يوم تحقيق وحدة اليمن الأمل الباسم والغد المشرق.فيا أيها الشعب اليمني الأبي حافظوا على وحدتكم المباركة واستقراركم وأمنكم.وبهذه المناسبة العظيمة نبعث برسالة إلى فخامة الأخ العزيز الرئيس القائد زعيم الأمة وباني نهضتها ومحقق وحدتها وحامل لواء الإصلاح العام الشامل في جميع مناحي الحياة وباني اليمن الحديث يمن الثاني والعشرين من مايو.. الأخ علي عبدالله صالح حفظكم الله ورعاكم.السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأما بعد ،،مع إشراقة شمس مايو العظيم وجماهير شعبنا اليمني الأبي بكل قطاعاته وتنظيماته وهيئاته وأحزابه يتطلع بلهفة وشوق كبيرين إلى يوم الثاني والعشرين من مايو 2010م ليستقبل الذكرى العشرين لقيام الجمهورية اليمنية الفتية، وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يطيب لي أن أرفع إلى مقام فخامتكم العالي بهذه المناسبة العزيزة والغالية أسمى آيات التهاني وأصدق عبارات التبريكات سائلا المولى جلت قدرته أن يمتعكم بالصحة والسعادة والعافية ويحقق لشعبكم اليمني الوفي على أيديكم كل تقدم ورفاهية ورقي وازدهار.أدامكم الله ذخرا لليمن خاصة وللعروبة والإسلام عامةوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليمن .. تلاحمٌ في زمن التفرق
أخبار متعلقة