وجه آخر لنظام ولاية الفقيه
بغداد / متابعات:تشهد العاصمة العراقية مشاورات مكثفة بين القوى السياسية لبحث شروط التحالفات لتشكيل الحكومة وآلياتها قبيل الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي تعرضت لطعون فضلاً عن التشكيك بنزاهة مفوضية الانتخابات ما أدى الى استدعاء وفد دولي للتدقيق في نتائج الانتخابات يتوقع ان يصل غداً الى بغداد.في هذا السياق تواصل كتلة »الائتلاف العراقي الموحد« (الشيعية)، التي سيرأس أحد اركانها الحكومة العراقية المقبلة، ترتيب علاقاتها الداخلية وتحاول تشكيل «مرجعية سياسية »بزعامة رئيس«المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» عبدالعزيز الحكيم يتخلى بموجبها «المجلس» عن ترشيح عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء مقابل دعم ترشيح ابراهيم الجعفري.وفي اشارة الى ان التحديات التي تواجه «الائتلاف» لا تأتي كلها من الخصوم، أعلن التيار الصدري، أحد أبرز مكونات «الائتلاف» امتعاضه من محادثات الحكيم مع الزعيمين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني في كردستان، مؤكداً انه وضع خطاً أحمر امام اي تحالف محتمل مع كتلة اياد علاوي.من جانبه اوضح علي العضاض القيادي في «المجلس الأعلى» ان «الائتلاف» سيتولى ادارة الدولة خلال السنوات الأربع المقبلة «ما يتطلب ايجاد مرجعية سياسية لجميع الاطراف من داخل الائتلاف وخارجه لحل القضايا الكبرى».وأضاف ان «المجلس» يرى ان زعيمه عبدالعزيز الحكيم «هو الأصلح لتولي رئاسة الكتلة ولعب هذا الدور ليعد بمثابة ولي الامر المتصدي للعملية السياسية»، ولفت الى ان حصول الحكيم على هذا الموقع يعني تخليه عن ترشيح عادل عبد المهدي لمنصب رئيس الوزراء لصالح ابراهيم الجعفري.ويرى مراقبون سياسيون ان التحديات التي ستواجهها الحكومة المقبلة، والملفات التي تنتظرها، تنذر بأيام صعبة ، وتأتي في مقدمة هذه التحديات مواجهة المطالب المتزايدة بوجوب تحديد برنامج زمني للانتهاء من تشكيل القوات المسلحة وأجهزة الأمن العراقية بهدف الطلب من القوات الأجنبية مغادرة البلاد، واعادة الثقة بالأجهزة الأمنية التي تعرضت لانتقادات حادة على خلفية عمليات التعذيب والاعتقالات التي اتهمت بها، وتأمين الخدمات خصوصاً المشتقات النفطية لا سيما بعد رفع أسعارها، واستئناف محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين التي واجهت انتقادات من المؤيدين للمحاكمة والمعارضين على حد سواء، فضلاً عن الملف الأساسي الذي ستواجهه الجمعية الوطنية (البرلمان) بتشكيل لجنة لمراجعة كل نصوص الدستور واقتراح تعديلات ثم عرضها للاستفتاء العام وسط ارتفاع حدة الدعوات الى الفيديرالية.ومما سيواجهه العراق في السنة الجارية، نهاية المراحل الانتقالية وبداية مرحلة حكم دائمة، وتشكيل حكومة وفاق وطني تؤمن ضماناً لتنفيذ الاصلاحات الموعودة وانجاح جولة «حوار بغداد» بعد مؤتمر القاهرة.وفي الجانب الامني تواصلت عمليات «العنف المذهبي» وبعد أيام على قتل خمسة عراقيين من عائلة شيعية باللطيفية، اقتحم مسلحون منزلاً في الاسكندرية وقتلوا خمسة أفراد من عائلة سنية مع هجوم استهدف مقراً لـ «الحزب الاسلامي العراقي» أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وجرح اثنين آخرين، في حين عثرت الشرطة على جثث ستة أشخاص معصوبي الأعين وموثقي الأيدي والأرجل جنوب شرقي بغداد.مقتل جنديين أميركيين في حادثين منفصلين بالفلوجة وبغداد، ما يرفع حصيلة القتلى الأميركيين في العراق عام 2005 الى 841 من بينهم 64 لقوا حتفهم خلال الشهر الماضي، في مقابل 846 جندياً قُتلوا عام 2004، و485 عام 2003.