الله يرحمك يا بلال .. يا مؤذن الرسول .. تذكرتك وانا استمع لخبر توحيد الأذان في سوريا بصوت مؤذن واحد يتم نقله مركزيا ربما من المسجد الأموي في دمشق الى بقية المساجد في وقت واحد!تذكرتك يابلال لأني اتخيل صوتك الجميل الذي اختاره بعناية رسول الله عليه الصلاة والسلام للاءذان للصلاة .. صوت رخيم رقراق ينساب في الهواء كنداء قادم من السماء.. ذلك الصوت الذي يأتي من بعيد كحفيف اوراق الشجر فتخشع له القلوب وتهفو الى بارئها .. والعياذ بالله من ذلك الصوت الذي يأتي عبر الميكرفون كالفرقعة والانفجار فتنقشع له القلوب وتقول اين المفر!.من اجل ذلك قامت الاردن بتوحيد الأذان للصلاة .. أما الكويت فأذان الفجر ينساب من مساجدها مع نسائم الصباح بالصوت الطبيعي (بتاع ربنا) .. تماما كما بدأفي حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام.. مش احنا بنقول اننا سلفيين .. طيب ما نرجع للأذان بتاع زمان .. بتاع السلف الصالح .. بالصوت الطبيعي (بتاع ربنا)!كما طالعتنا هذه الصحيفة المتجددة قبل ايام بخبر عن عزم وزارة الاوقاف المصرية وعلى لسان وزيرها الدكتور محمود حمدي زقزوق على توحيد الاذان في مساجد القاهرة عبر شبكات اتصالات خاصة!وعقبالك يا مكتب الاوقاف في عدن .. ومن غيرك يتحمل هذه المسؤولية .. نحن لانقول لك وحّد أذان المساجد مركزيا .. تلك مسألة (مركزية) .. نحن نقول لك فقط ان لاتدع ميكرفونات المساجد للأهواء .. ميكرفونات المساجد للاذان فقط .. وبدرجة صوت منخفضة .. نحن لسنا صنجاً .. نحن في عدن والحمد لله مساجدنا كثيرة و(من زمان) .. ويمكنها بصوت الأذان الطبيعي (بتاع ربنا) ان تسمع من في آذانهم وقر!.يا مكتب الاوقاف .. (هل تسمعني؟!) .. كتبت وكتب غيري في العديد من الصحف على فترات متلاحقة عن ميكرفونات المساجد التي تزايدت على مآذن المساجد كالفطر عددا وقوة .. مثيرة الصخب والضجيج والصراخ آناء الليل وأطراف النهار .. غير عابئة ودون رحمة بالناس الآمنين في بيوتهم شيوخاً واطفالاً ومرضى وطلاب علم ودراسة وعُبّادا يوشوشون على صلاتهم وقراءتهم لكتاب الله داخل حجرات بيوتهم . .فما بالك يا مكتب الاوقاف لاتجيب ولم تحرك ساكنا كأن الامر لايعنيك حتى تقدم الاهالي بشكواهم الى مكتب الاخ المحافظ!قلنا إن المسألة لم تعد تقتصر على استخدام الميكرفونات للاذان بل هناك ايضا اقامة الصلاة وأداؤها كاملة عبر الميكرفونات الخارجية .. ولاندري هل هم ايضا يصلون بالناس المارين في الشارع وكذلك السكان القابعون في بيوتهم!.الامر لايتوقف عند هذا الحد في استخدام ميكرفونات المساجد الخارجية .. هناك احاديث الوعظ والإرشاد اليومية .. صراخ ودعاء وموالد ما أنزل الله بها من سلطان .. وصدق او لاتصدق .. حتى عقود الزواج احيانا تتم عبر الميكرفونات الخارجية .. وسواء داخلية كانت او خارجية فكلها من المضحكات المبكيات!.لايمكن لأي مسلم عاقل ان يتصور ان ما يحدث اليوم عبر ميكرفونات المساجد هو لخدمة الإسلام او لغرس الايمان في قلوب الناس أو هو الأسلوب الصحيح لدعوة الناس للصلاة وتقريبهم الى الله .. لا والله .. اقول والله .. بل هو ابلغ اساءة وتشويه لديننا الاسلامي العظيم (ويافرحة الاعداء)! اني لأعجب أين الغيورون على دين السلام؟.. اين من يدعون حب الله وحب رسول الله.. ام ان من الحب ما قتل .. ام ان الحماقة قد اعيت من يداويها .. اين علماؤنا الحقيقيون من هذا العبث والهراء والجهل الذي يتحكم بشؤون مساجدنا اليوم!.في الختام دعوني أقول لمدير عام مكتب الأوقاف في عدن كما قال الفاروق عمر لبلال : أرحنا بها يا بلال!.نعم .. أرحنا بها .. ولكن .. بصوت وأذان بلال![c1]E-mail:[email protected][/c]
أخبار متعلقة