8%يرجحون إستبدال التلفزيون بالانترنت و5%يفضلون العودة الى الراديو
يكشف الاستطلاع الذي اعدته ادارة التحقيقات الصحفية بوكالة الانباء اليمنية سبأ وشمل ثلاث مائة عينة من طلاب المدارس والجامعات والآباء وربات البيوت :إن 28% من جمهور التلفزيون يعيشون إدماناً كلياً على التلفزيون ويرفضون قطعياً الاستغناء عنه ولو اصبح مملاً وغير ذي فائدة في كثير من الاحيان .فيما يرجح 8 %امكانية استبدال التلفزيون بالانترنت والصحف .ويفضل 5 %العودة الى الراديو . ويؤكد 3% ضرورة التخلي عن التلفزيون .و2 %يتابعون التلفزيون المحلي .قبل ظهور الفضائيات وضجيجها اعتادت كثير من الاسر اليمنية الجلوس أمام التلفزيون في وقت معين لمتابعة مسلسل درامي او كوميدي تجمع احداثه وتطوراته جميع افراد العائلة في جو يسوده الألفة والتحاور والنقاش والأكل والشرب ومناقشة قضايا الحياة ومشاكلها اليومية .. واليوم كثير من أرباب الاسر افتقدوا ذلك الجو الاسري الاليف معلنين أن التلفزيون اصبح مصدراً للقلق والازعاج واجبر الشاب والطفل والمرأة على تنوع أذواقهم بين اغنية هابطة ومسلسل ممل طالت احداثه ومسابقة غير مربحة ليفصح الجميع عن عدم الرضا بهذا الضيف الذي كان يوماً عزيزاً وغالياً .. فهل بدأ يفقد حضوره الأليف أم أن التطور الذي حدث في تقانته كان فوق قدرة الناس على استيعابه ليطالب عدد منهم بضرورة التخلي عن هذا الجهاز .. فهل نستطيع العيش دون تلفزيون ؟التخلي عنه أمر مستحيلترفض نادية 25 عاماً قطعياً التخلي عن التلفزيون وإن كانت غير مولعة بمتابعته الاّ أن التخلي عنه أمر مستحيل بالنسبة لها وتقول أن لهذا الجهاز سلبيات ولا يخلو من الايجابيات مثل معرفة مايجري في العالم المحيط صوتاً وصورة وهذا ماعزز رغبة المشاهد في مشاهدة التلفاز لأن سماع الخبر بالنسبة لها لايكفي بل أن المشاهدة والرأي والتحليل أمر مهم وضروري ويوافقها الرأي عادل عبدالرحمن 29 عاماً حيث يرى ان الاحداث والتطورات السريعة المفرح منها والمحزن أجبر الجميع على متابعته وضرورة مشاهدته من خلال نقل الحدث بشكل حي ومباشر وهذا ماجعل هذا الجهاز أمراً من الصعب تجاهله والاكتفاء بجهاز الراديو كما يقول البعض لأن دافع الفضول في المشاهدة والمعرفة يكبر بتنوع الاحداث وتواليها ورغم وجود الانترنت والراديو الاّ أن ذلك لايعني التخلي أو مقاطعة التلفاز.كذلك سمر المخلافي الطالبة الجامعية تؤكد رأي عادل بأن الحدث إذا لن يكن مصحوباً بصوت وصورة تقنع المتلقي وتغنيه عن تساؤلات كثيرة عن موقع وماهية الحدث فإن ذلك لم يكون مقنعاً وممتعاً في نفس الوقت ورغم أن سمر لاتتابع احداث التلفزيون بشكل كبير الاّ أن الامر لايخلو من الاستطلاع والمتابعة وخاصة الاحداث السياسية التي تطورت في الفترة الاخيرة.ليتعطل كل شيء الاّ هووتؤكد لنا أم طلال (35) عاماً أن التلفزيون هو الجهاز الالكتروني الوحيد في المنزل الذي لايمكن ان يتحمل افراد العائلة وجود عطل فيه خلافاً عن بقية اجهزة المنزل التي يمكن أن تتأجل ويرجأ اصلاحها لشهور طويلة وقد تصل الى سنوات مدللة على ذلك بثلاجة المطبخ التي ظلت معطلة لمدة سنة وثمانية اشهر وبعد مشادة بين الزوجة وابنها وزوجها تخللها كثير من الشجار والاختلاف وافق الزوج على أخذ الثلاجة واصلاحها وتمنت أم طلال لو أن اجهزة المنزل جميعها بمكانة واهمية التلفاز الذي اصبح وجوده مهماً كفرد من افراد العائلة ولايمكن تحمل غيابه .وتقول صفاء ان التلفزيون الشيء الوحيد الذي يؤنس وحدتها عند غياب زوجها حتى ساعات متأخرة في عمله.في قفص الاتهام يظل التلفزيون وسيلة من وسائل الاتصال التي يتعلق بها البعض ولايمكنه الاستغناء عنها في حين يجده البعض الاخر أداة للتعرف بما يستجد في الساحة ويكتفي بمتابعة الابرز والاهم .ولكن عندما نعجز عن التحكم فيه فإنه سيكون خطيراً جداً وهذا ما أكده عالم الاجتماع الفرنسي ( بيار بور ديو) في نقد وسائل الاتصال وخصوصاً التلفزيون إذ اعتبر أن هذا الجهاز يمثل نظاماً خاصاً وله قواعده الخاصة التي تفرض على الجمهور وهدفها عرض برامج للاستقطاب وحتى برامجه الثقافية لاتهدف الى توزيع المعرفة بل توجيه الرأي من خلال خلق ثقافة نوعية (وبياربودريو) يرفض قطعياً ادخال التلفزيون الى بيته فهو يرى أن هذا الجهاز يفرض عليك ما يختاره لا ما تختاره أنت فهناك اختلاف بين الواقع والخيال التلفزيوني وبين الواقع ومايختاره التلفزيون من لقطات سريعة ليقدمها على أنها الواقع لأن الذي يبثه ليس واقعاً ولكنه لقطات مختارة .واضاف أن التلفزيون يروج أنه رأي ورأي أخر والواقع غير ذلك فالتلفزيون فكر موجه منذ لحظة اختيار الموضوع ومن يتحدث فيه وما يثير وعما يتغاضى .وقد اكتشف عمار (26) عاماً وفاتن ( 25)عاماً وتيسير (30) عاماً وجميلة (24) عاماً اثناء مناقشتهم الجماعية لأحد المسلسلات الامريكية التي يتابعونها حول حياة مجموعة من الاصدقاء أن المسلسل لدى بعضهم قد خلق ردود افعال متباينة وغريبة تجاه المجتمع والحياة والناس والعلاقات الدراسية .. لقد استنتج اربعتهم أن المسلسل ذي الحلقات الطويلة لم يعد ذلك المسلي والطريف بل اصبح مخيفاً ومقززاً لهم جميعاً ..ويسجل عبدالمعين (27) عاماً موقفاً مشابهاً حيث يؤكد أنه كان ينوي تربية اطفاله تربية منفتحة على التلفزيون والاعلام عموماً الاّ أن تعرضه لتجرية مشابهة لتجربة الاربعة الزملاء جعله يغير موقفه تماماً .ففي مسابقة أحد المسلسلات الاجنبية كان السؤال ممن حملت إحدى الممثلات جنينها من بين اربعة اصدقاء لها .طارق الذي يعمل في احد المؤسسات الحكومية يرى أن الحياة بدون تلفزيون ستكون هادئة ومريحة لأن لديه رفيقاً دائماً وهو الراديو ويرى أن جهاز الراديو يقوم بتغطية الحدث نفسه دون صورة وهو يفضل ذلك لأنه يرى أن الحياة اصبحت اكثر تعقيد والاكتفاء بخدمة اخبارية منوعة دون إجهاد وإذاء البصر بحد ذاته متعة .توافقه الرأي فاطمة عبدالله / ربة بيت/ ترى أن هذا الجهاز ممل ومقلق على الرغم من تعدد قنواته وتنوع برامجه الاّ أن هذه البرامج لم تعد هادفة بالقدر الذي تجذب إليه المشاهد..غباء الاطفال مقترن بمشاهدة التلفزيون واضافت فاطمة أن طفلها مهند لايتواني دقيقة واحدة عن مشاهدة جميع البرامج في قنوات الاطفال وسببت هذه المشكلة تراجع في مستواه الدراسي ومازالت المشكلة قائمة حتى تتخلص فاطمة من الجهاز ولكنها تجهل الطريقة .وهذا ما أكدته الدراسات النفسية أن تأثير الاعلام على الاطفال تأثير ثابت ولاينبغي للمسؤولين أن يقللوا من خطره او يهونوا من امره فكثير من الآباء والمربون يشكون من آثار التلفزيون في علاقة الاطفال بالكتاب والمدرسة ومن الملاحظ أن عدم متابعة المعلم اثناء الشرح سببه التعلق ببرامج التلفزيون والسهر الطويل في متابعة مايجري على الشاشة المرتعشة كما ان مشاهدة الاطفال التلفزيون تسبب عندهم نوعاً من الادمان وأنها تحول جيلاً كاملاً منهم الى اشخاص يتميزون بالسلبية وعدم التجاوب ولايستطيعون اللعب والابتكار ولا يستطيعون حتى التفكير بوضوح فكيف يتسنى لمثل هؤلاء الاطفال استيعاب الدروس وتركيز اهتمامهم فيما يلقى عليهم او يطلب منهم التفكير فيه اذا كانت معظم اوقاتهم تستنفذ أمام الشاشة الصغيرة.وفي تقرير لمنظمة اليونسكو العالمية تبين أن الاطفال في البلاد العربية من سن السادسة الى سن السادسة عشرة يقضون ما بين اثنتي عشرة ساعة واربع وعشرين ساعة أمام التلفزيون اسبوعياً وأن سن الخامسة حتى السابعة هي الفترة التي يبدى فيها الطفل اقصى اهتمام بمشاهدة التلفزيون وفي المرحلة التي تسبق هذه الفترة فإن الطفل في سن الثلاث سنوات يقضي 45 دقيقة يومياً أمام التلفزيون وفي سن اربع سنوات ينفق ساعة ونصف الساعة يومياً .وهكذا ينشغل الطفل بجهاز التلفزيون لأنه لايتطلب منه مجهوداً ولا حركة ويحشى رأسه بالخيالات والاوهام ويضحكه ويعلمه الرقص والغناء وكيفية إقلاق راحة الآخرين .التلفزيون يتسبب بآلام الظهر الفكرة الواضحة لدى ريهام ونوال واميرة أن التلفزيون ذو حدين وأن هناك مايستدعي ويتطلب أن يتابعه المتلقي كما ان فيه ما لايهم ولاينفع لكن القناعة بداخلهن غير ذلك تماماً وساعات الجلوس بالنسبة لهن أمام التلفزيون قد تتجاوز العشر ساعات يومياً من الصباح حتى المساء ويتنوع ما تتابعه من نوال واميرة وريهام بين مسلسل واغنية عاطفية ومسابقة وتجهل كل منهن تحذير الاطباء من الجلوس الطويل دون حركة لعدة ساعات أمام الشاشة الصغيرة مايزيد احتمال الاصابة بآلام حادة في اسفل الظهر .واوضح الباحثون في جامعة كوينز لاند الاسترالية ان العضلات التي تعمل بصورة طبيعية ومستمرة لدعم اسفل الظهر قد تبلى تماماً وتتوقف عن العمل فعلياً بفعل الخمول والكسل المصاحب لمشاهدة التلفزيون .ووجد الخبراء بعد متابعة عدد من المتطوعين الذكور بقي كل منهم في سريره لمدة ثمانية اسابيع متواصلة أن الجلوس أمام التلفزيون قد يسبب نفس التأثير السلبي على فقرات الظهر والعضلات ويزيد خطر إصابة الانسان بآلام يستغرق علاجها شهوراً او سنوات .وقال هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة نيوسا ينت العلمية أن هذه هي المرة الاولى يثبت فيها تأثر العضلات التي تحمي العمود الفقري بالجلوس الطويل الذي يؤدي الى توقفها عن عملها في تخفيف الثقل والاصابة بآلام مبرحة .وأشار الخبراء الى أن إعادة تنشيط العضلات الداعمة للظهر عملية صعبة وبطيئة ولا تؤثر التمرينات الرياضية كثيراً في شفاء الآلام الناتجة عن خمولها المصدر : سبأ تم تسجيل الموضوع في 2005/12/21 م .