* رجال الدين الوهابيون في اليمن الذين أبدوا غضبهم من الدولة وحرضوا ضدها لأنها هاجمت أوكار تنظيم القاعدة الإرهابي من الجو قبل أشهر .. وقال أحدهم إن الدولة متآمرة مع الغرب لضرب من سماهم المجاهدين .. وقال الآخر إن أصحاب القاعدة مساكين مشردون في الصحاري والكهوف.. وقال قائل منهم إن الدولة تؤذي أصحاب القاعدة “ وهم في بيوتهم قاعدون .. هؤلاء الذين يجهدون أنفسهم وهم في منابر المساجد وفي المحاضرات التعبوية وفي جمعيات جمع الأموال وتسخيرها للقاعدة ونشر ثقافة التطرف والعنف والكراهية .. أين هم الآن مما يقوم به تنظيم القاعدة من قتل فردي وجماعي لجنودنا ومواطنينا وما يقومون به من تخريب وتدمير وفتن؟ إنهم صامتون ولم يتبرع أحدهم بكلمة لوجه الله يقول فيها للإرهابيين كفوا عن قتل الجنود والمواطنين وكفوا أذاكم عن المجتمع .. عندما قصفت طائرات أوكار بعض الإرهابيين تجمع منظرو التطرف والعنف والكراهية وعرابو القاعدة في اليمن وذهبوا يقولون إن هذا قتل خارج شرع الله .. أما عندما تقتل القاعدة جنوداً و ضباطاً ومواطنين بالمجان لمجرد إرواء نهمهم للدماء فإن أولئك يلوذون بعلامات الرضا وكأن الجنود والضباط خراف تكبر عليهم القاعدة وتسمي الله وتذبح على الطريقة السلفية!.*كلما علمت أو سمعت وقرأت أن إرهابياً في تنظيم القاعدة قرر التوبة وأسلم نفسه للسلطات وفارق جماعة القتل والشر أشعر بالسعادة.. ومن ذا الذي لا يحب للإنسان التوبة ولا يحب أن يراه مسلماً صالحاً.لكن المرء يشعر بخيبة الأمل عندما يكتشف أن التائب قد تراجع عن توبته وأن الذي استسلم وقرر أن يعيش حياة هادئة قد رجع إلى تنظيم الشر والقتل ، وأن الذي تم محاورته في السجن أصبح بعد الإفراج عنه ساخراً من الحوار ومحاوريه .. وفي اعتقادي أن هؤلاء التائبين والمستسلمين يرجعون إلى ما كانوا عليه لسببين أساسيين: الأول انهم يظلون محاصرين بنفس الخطاب الديني السلفي الذي حولهم من قبل إلى إرهابيين، وهو الذي يعيدهم إلى ما كانوا عليه قبل التوبة والاستسلام .. فالوهابيون عندنا لا يعترفون بالدولة الديمقراطية ولا بدستور ولا قانون ولا يعتبرونها دولة إسلامية، ويكرسون في خطابهم مثالاً للدولة الإسلامية دولة طالبان ويريدون أن تكون اليمن كإمارة طالبان التي صنعها تنظيم القاعدة هناك .. فإذاً كيف لتائب أن يقعد عن هذه المسؤولية.* والسبب الثاني ، هو أن الحكومة عندنا لا يبدو أنها تتعامل مع التائبين والمستسلمين كما يجب ، تفرح بالتائب والمستسلم وكفى .. بينما لا تقدر أن هؤلاء كانوا يعتاشون على الأموال التي تحصل عليها القاعدة من الجمعيات الخيرية الموالية وداعمين محليين وغير محليين ، وتنقطع عنهم بمجرد التخلي عن التنظيم الإرهابي، فيصبحون جوعى وبلا عمل وأرباب العمل لا يتقبلونهم بسبب ماضيهم وخوفاً من الحكومة قد يكون غير مبرر .. لذلك يتعين على الحكومة أن تعطي لهؤلاء خصوصية وتساعدهم على أن يعيشوا حياة كريمة لكي ينخلعوا نهائياً عن رجال الدين وعن تنظيم القتل والشر.
أخبار متعلقة