رغم الطفرة الكبيرة فماتزال تواجهها معوقات صعبة:
نيودلهى/ وكالات: تشير التوقعات طبقاً لأحد التقارير الاقتصادية إلى أن صادرات الهند من خدمات ومنتجات تكنولوجيا المعلومات سترتفع بنسبة تزيد على 25 سنوياً لتسجل 60 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2010. ومع ذلك فإن هذه الصناعة التى تشهد طفرة كبيرة تواجه معوقات صعبة.ذكرت دراسة صادرة عن مؤسسة ماكينسى للاستشارات والاتحاد الهندى لتكنولوجيا المعلومات "ناسكوم" يوم الاثنين الماضى، أن الزيادة المتوقعة تتفق مع الزيادة السنوية التى شهدها القطاع نفسه خلال السنوات الثلاثة الماضية والتى بلغت 30، والتوقعات السابقة بزيادة حجم الصادرات إلى 50 مليار دولار بنهاية عام 2008.ويذكر التقرير أنه بحلول عام 2010 سيبلغ حجم الصادرات الهندية فى قطاع صناعة التعهيد وتكنولوجيا المعلومات 60 مليار دولار أى ما يعادل نصف حجم الصادرات العالمية فى هذا القطاع وقد يرتفـع حجـم الصـادرات بمقـدار يتراوح بين 15 و20 مليار دولار أخرى خلال فترة من 5 إلى 10 سنوات اعتباراً من 2005 وذلك من خلال عمليات الابتكار والتقدم التكنولوجية.ومع أن الهند سوف تحتفظ بمكانتها كأكبر قاعدة لخبراء التكنولوجيا ذات التكلفة المنخفضة فى المستقبل القريب، حيث تمتلك عدداً من الخبراء يربو على ضعف إجمالى عدد الخبراء فى الصين وروسيا مجتمعتين، إلا أنها سوف تواجه عجزاً فى الكوادر البشرية قوامه 500 ألف شخص بحلول عام 2010 ما لم تزيد من برامج التدريب.وذكر السيد/ نوشير كاكا، المسؤول بمؤسسة ماكينسى، للصحفيين فى نيودلهى: "فى الحقيقة يمكن أن تواجه الصناعة هذا العجز بكل سهولة." وقال أن هناك 2.5 مليون خريج جديد فى الهند سنوياً.وأضاف التقرير أن فرص العمل فى قطاع التعهيد وتكنولوجيا المعلومات سوف تنمو من 700 ألف إلى 2.3 مليون فرصة عمل، كما ستنمو فرص العمل غير المباشرة من 2.5 مليون إلى 6.5 مليون، وبذلك سيوفر هذا القطاع فرص عمل أكثر مما تهدف إليه البرامج الأربعة الكبرى لخلق فرص العمل التى تتبناها حكومة حزب المؤتمر الشيوعية.مشكلة أخرى أكثر خطورة يواجها هذا القطاع ألا وهى البنية التحتية المتهالكة للهند، وهى مشكلة تظهر حتى فى المدن الهندية الرائدة مثل بنجالور ومومباى ونيودلهى والتى تعانى من مشكلات جمة فى إمدادات الطاقة وخدمات النقل وغيرها من الخدمات الأساسية.[c1]المدن الجديدة:[/c]ويقول جايانت سينها، المسؤول بمؤسسة ماكينسى أن كلاً من الحكومة وقطاع الأعمال يجب أن يعملا على وضع الحلول لمشكلات البنية التحتية، والتى يقول عنها خبراء الاقتصاد أنها تمثل عقبة رئيسية فى طريق نمو الاقتصاد.وللتغلب على هذه المشكلة، يقترح التقرير إنشاء ما بين 10 - 12 مدينة فى أنحاء مختلفة من البلاد، بحيث تكون كل منها مجهزة بالمطارات والطرق والمنشآت العقارية وغيرها من الخدمات.كما يقترح أيضاً إنشاء مناطق تعليمية خاصة وإجراء الإصلاحات فى المؤسسات التعليمية.وطبقاً لتقديرات مؤسستى ماكينسى وناسكوم فإن فرص نمو السوق العالمى فى مجال التعهيد تصل إلى 300 مليار دولار سنوياً وتقدر النسبة المستغلة من هذه السوق بأقل من 10، إلا أنهم يتوقعون حدوث تغييرات جذرية فى هذا المجال بحلول عام 2015."لا شك أن هذه الصناعة سوف تصبح اكبر صناعة تعتمد على الصادرات في العالم بل أنها ستنافس صناعة البترول في السعودية والسيارات في اليابان" وتقوم مؤسستي ماكينزي وناسكوم بإصدار توقعاتهما بشأن اكثر الصناعات نموا في الهند مرة كل ثلاث سنوات. وهذه هي المرة الثالثة التى يقومون بهذا.وترى المؤسستان أن نصيب صادرات هذا القطاع من إجمالي الناتج المحلي والذي يحقق نموا مقداره 8 سنويا أي ستحقق نسبة نمو اكثر من الضعف من 3 إلى 7 بحلول عام 2010. وقد أشار التقرير إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات/ و التعهيد سوف يتغير تماما لان محركاته التقليدية الخاصة بالنمو مثل تطوير البرمجيات والتطبيقات و البحث والتطوير تتباطأ و يتوقع المستهلكون المزيد من الإبداعات و تقديم خدمات ذات قيمة مضافة. "وإذا نظرنا للأمام، فإن خطوط تعهيد تكنولوجيا المعلومات التقليدية مثل أجهزة صيانة الكمبيوتر و صيانة البرمجيات و إدارة الشبكات وخدمات مساعدة المكاتب سوف تمثل 45 من إجمالي السوق فى الخارج ومن المتوقع أن تدفع عملية النمو القادمة." وسوف يتركز هذا على المجالات التى تتعلق بالعمليات البنكية الخاصة بالتجزئة و الموارد البشرية و الحسابات والماليات.