الدكتور الارياني في افتتاح اللقاء:التحضيري لتأسيس شركة وميثاق عربي للديمقراطية:
اللقاء التحضيري لتأسيس شركة وميثاق عربي للديمقراطية
صنعاء/ سبأ:قال الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية رئيس منتدى جسور الثقافات رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية " إن الديمقراطية والتنمية صنوان متلازمان وأن دور المواطن فيهما هو المقياس الحقيقي لوجود ديمقراطية حقة وتنمية مستدامة ". جاء ذلك في كلمته في افتتاح اللقاء التحضيري لإعلان الميثاق العربي للديمقراطية لتأسيس الحركة العربية للديمقراطية الذي بدأ أعماله أمس بصنعاء بمشاركة(15) دولة عربية وعدد من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اليمن في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان .وأشار الدكتور الارياني الى أهمية دور منظمات المجتمع المدني ووقوفها صفا واحدا في كل أرجاء الوطن العربي لحماية هذا الحراك الديمقراطي الناشئ خصوصا ان هذا الحراك عززته تقارير التنمية الإنسانية العربية والدولية باعتبار ان المنطقة العربية تأتي في مؤخرة دول العالم من حيث التحول نحو الديمقراطية .وأضاف "ان منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي تعتبر احدى الآليات الرئيسية في التوجه نحو الديمقراطية في حال توافرت الشروط اللازمة لها.داعيا منظمات المجتمع المدني الى تعزيز علاقاتها مع الحكومات لتحقيق أقصى حد من الديمقراطية والتنمية الشاملة.ونوه المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ان الإصلاح السياسي الديمقراطي لن يتحقق مالم تتبناه قوى اجتماعية وسياسية فاعلة وتأتي منظمات المجتمع المدني في مقدمتها .ورحب الارياني بالحدث الديمقراطي الذي تبنته دولة قطر الشقيقة الخاص بتأسيس المؤسسة العربية للديمقراطية، معربا عن أمله ان تكون علاقة الحركة العربية للديمقراطية علاقة تعاون وتكامل تحقق تطلعات كل مواطن في الحرية والديمقراطية والتنمية المستدامة .من جانبها أكدت حصة بنت خليفة آل ثاني في كلمتها عن المشاركين العرب أن هذا اللقاء وهذا الحدث يكتسب أهمية كبرى مميزة كونه ينطلق من اليمن ارض البدايات وعبق الحضارات .وقالت "ونحن اذ نجتمع في هذا اللقاء فإننا ندرك أن من أكثر المهمات صعوبة هو التصدي للمواثيق وصياغتها حيث أن أكثر ما يغيب عنا هو التأصيل لأهم المبادئ والقيم والتي يتطرق لها مشروع هذا الميثاق كالمساواة والحرية والتعليم والعمل والحياة الكريمة والتعبير عن الفكر والتعبير عن الإرادة في اختيار من يمثلوننا وكل مبادئ وركائز حقوق الانسان التي لها جذور وصدى في ثقافتنا وتتلاقى مع الثقافة الإنسانية". وتابعت "اننا ننتمي إلى حركة إنسانية تسعى لتحسين نوعية الحياة ورفع القيود والعقبات وعدم الاستجابة للمخاوف والتهديدات التي تحول دون تحقيق الرفاه والسعادة التي هي غاية كل اجتماع أنساني.وأكدت حصة آل ثاني ان هذا الجهد الذي يشترك الجميع في إنضاجه يحمل في طياته الكثير من الوعود للمرأة والطفل والأسرة الريفية والأشخاص المعاقين وكبار السن والأقليات والمهجرين والطبقات العاملة، وتجلى هذه الوعود في ان الترجمة الكاملة لمبادئ الحق والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص كفيلة برفع الحواجز وإشعال جذوة الأمل وتوليد الدافع لدى كل الفئات للعمل على تغيير الواقع في أطر واضحة توفر الضمانات وتحقق المشاركة وتحول دون التصدي والتجاوز على الكرامة والحرية والحقوق التي لا يمكن ان تتجزأ أو تنفصل عن الوجود الإنساني".منوهة إلى أنه من غير المقبول ان تبقى القوة الكامنة والخلاقة من الرواد والمفكرين والمبادرين والناشطين في المقاعد الخلفية لحركة المجتمع العربي رغم أنهم الأقدر على إدراك التحديات وصياغة برامج التغيير وإطلاق مبادرات إحداثه، وهم من يملك القدرة على التأثير وتصحيح المسارات وبلورة التجربة ورعايتها ونشرها.واعتبرت أن هذا اللقاء الميمون بمشاركة هذه النخبة يستدعي أن نتجاوز الأطر التقليدية لمثل هذه اللقاءات التي كثيرا ما تتلاشى موضوعاتها مع رفع جلساتها الختامية .ودعت الى وضع منهجية للعمل ذات اطر زمنية ومسئوليات محددة لترجمة الأهداف التي تم الإجماع عليها إلى برنامج عملي تتجاوز آثاره هذه المناسبة وهذا المكان.من جانبه طالب جمال العواضي أمين عام منتدى جسور الثقافات بتفعيل حقيقي لدور منظمات المجتمع المدني على المستوى العربي وتحويله إلى نشاط تاريخي في إطار عملية تنمية الديمقراطية.واعتبر هذا اللقاء التحضيري لمنتدى جسور الثقافات بادرة متميزة لأول مرة حيث يعلن المجتمع المدني في اليمن عن تأسيس حركة عربية للديمقراطية وكذلك ميثاق للديمقراطية كمظلة عربية واسعة للمنظمات التي تنشط في الشأن الديمقراطي في المنطقة العربية .وأشار العواضي إلى أن مجموعة من الناشطين الديمقراطيين سيبحثون ماسيتضمنه "إعلان صنعاء " المنبثق عن اللقاء وإقراره .بدوره أكد/ بيتر ديمتروف / مدير المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي ان نجاح الديمقراطية اليمنية لم يحدث في طرفة عين بين ليلة وضحاها، لكنه المحصلة الحقيقية للتقدم المستمر للبلد.معتبرا ان هذه الديمقراطية ستكون مقبولة في الوطن العربي لقياس تطورها وتصميمها على نحو مناسب وملائم للجميع . وأبدى إعجابه وتقديره لنجاحات اليمن في هذا المضمار، مقدر جهود القيادة السياسية اليمنية على إيجاد بيئة مفتوحة وحية ومتفاعلة للتنافس السياسي، والتحول نحو إعطاء دور أكبر للسلطات المحلية.معربا عن استعداد بلاده لدعم هذه المبادرات مثل مبادرة المجالس المحلية لدول مجلس التعاون الخليجي وتقديم الدعم الفني لكثير من الانتخابات في المنطقة . وعن المفوضية الأوروبية تحدث /رالف دراير / قائلا" إن الديمقراطية تحمل الكثير من القيم مشيرا إلى ان كثير من شعوب العالم الذين حاربوا وناضلوا طويلا من اجل الديمقراطية ناضلوا من اجل القيم الحقيقية والحرية في صنع القرار وأن تكون لهم حياه حرة وكريمة وان تكون ثروات المجتمع وموارده تمر عبر قنوات لمجموع المواطنين . ونبه الى اهمية ان يتوسع القطاع الخاص في نشاطاته لضمان وظائف جديدة للأجيال القادمة، مؤكدا ان القطاع الخاص لايمكن ان يوسع نشاطاته مالم يكن هناك ثقة قوية بالنظام السياسي ووجود حكم رشيد ومشاركة شعبية واسعة وهو ما سيشجع الاستثمارات الداخلية والخارجية المباشرة .