أميرة من أميرات لحج اللاتي يفتخر بهن كل متذوق للفن والأدب والشعر، تقول الشعر ومتذوقة للفن، كنت أسمعها عندما كنت في صباي تغني أغنية با مدهف الشهيرة (تغيبت يا ناظري) لم تسمح لها مكانتها الاجتماعية كأميرة أن تغني على المسرح، أو في الإذاعة والتلفزيون، ولو كانت قد فعلت ذلك لتقدمت كل الصفوف وتفوقت على كل الأصوات في الساحة واجتازت حدود اليمن الجغرافية، ووصلت إلى الذروة.. وقمة الافرست والهملايا.تعلمت على يدي العلوم والجغرافيا واللغة، ثم واصلت تعليمها الذاتي حتى وصلت إلى اقتناء الكتب الأدبية والفنية وأسست مكتبة خاصة بها تقوي بها معرفتها الثقافية.وكان عملها الأساسي في منزلها تخيط الثياب والستائر والشراشف حتى ذاع صيتها بين الأميرات من حيث اتقان عملها وقدرتها على الحياكة الحديثة أو كما يعرف اليوم بمصممي الأزياء، وحين كانت تقوم بعملها اليومي وكانت قريحتها قد افرزت بعض القصائد، وحنجرتها قد تغنت بأجمل الأبيات الشعرية، إنها أميرة حقاً.. وكاملة الأوصاف حقاً.هذه الأميرة (أم محسن) كان لها موقف مع القدر فقد دهست سيارة متوحشة ساقها اليمنى ونقلت إلى المستشفى، وتفاجأت في الصباح أن ساقها (البضة) قد تم بترها وغدت الفاتنة الحسناء لا تستطيع المشي إلا بمساعدة عكاز خشبي.ولكم أن تتصوروا قيامها بتربية ابنها (محسن) الصغير، وشغل البيت ومعانات فقدان الزوج والأب والأم.. وماكنة الخياطة..وصادرت الحكومة إبان الإصلاح الزراعي أملاك والدها، ولا أعرف حتى الساعة ما إذا كانت قد استعادت ممتلكات ابيها، ولكنها صامدة حيال هذا الزمن والواقع وتمضي في طريقها في هذه الحياة بقوة التحدي والتشبث بشظف العيش التعيس.و (محسن) ابنها قد كبر ويقوم الآن بمساعدة والدته - ولكنها مساعدة لا ترقى إلى ما كانت فيه زمان الرخاء والرفاهية.لقد تذكرت (أم محسن) عندما سمعت أغنية (تغيبت يا ناظري) ولازلت اتذكرها كلما سمعت أذناي هذه الأغنية الجميلة التي كنت دائماً اسمعها من أم محسن وهي منشغلة بخياطة الثياب والستائر.إنها أميرة عظيمة.. وتكمن عظمتها في الخلق والأخلاق وحب الآخرين ومساعدتهم في أوقات المحن إنها من بيت الأشرفين..أم محسن نحن معك في محنتك هذه، ونقف إلى جانبك، وسنناشد الحكومة بضرورة الاهتمام بك كي تتحصلي على حق السفر للعلاج.. والاستشفاء.* عياش علي محمد
أم محسن وأغنية (تغيبت يا ناظري)
أخبار متعلقة