تستعد بلادنا مطلع العام القادم لاحتضان عرس من أهم أعراسها الوطنية والديمقراطية والذي يحمل دلالات عظيمة ومتجددة تحمل في طياتها حضارة إنسانية لا يمكن انكسارها أو تجاوزها بأي شكل من الأشكال لأنها حملت في مضمونها السياسي والاجتماعي والثقافي والسيكولوجي روح العطاء الصادق والوهج الوطني المخلص من أعماق الذات العصرية الخلاقة.إنها الانتخابات النيابية، باكورة العملية الديمقراطية الحقيقية التي ولدت من رحم الوحدة السرمدية الصلبة والراسخة رسوخ نقم وعيبان وشمسان والتي تجيء اليوم في موعدها لتؤكد للجميع أن لا رجعة بأي حال من الأحوال عن النهج الديمقراطي لشعبنا وقيادتنا السياسية والتمسك به طريقاً حضارياً للتداول السلمي للسلطة بعيداً عن لغة الدبابات والانقلابات وحمامات الدم التي خلقت الآلام والمآسي والأحقاد التي دفنتها وإلى الأبد أرضية الوحدة القوية المغروسة في الذات اليمنية والعربية والأممية التي تنشد السلام والأمن والاستقرار العالمي وتؤمن بحق الشعوب في التقدم والرخاء في إطار كيانها السياسي والجغرافي الطبيعي وموروثاتها الحضارية الإنسانية التي أسهمت بأشكال مختلفة في حركة البناء التاريخي للأوطان والعقل الإنساني الذي أخرج العالم من غياهب سجون الجهل والحرمان والتخلف الذي مزق وحدة الشعوب ورسم ملامح الطغيان والقوة المقيتة الرعناء في مفاهيم التداول للسلطة والمال والثروات الطبيعية لهذا الشعب أو ذاك.ولاشك أن الانتخابات النيابية التي تشهدها بلادنا مطلع العام القادم تأتي منسجمة مع عظمة الواقع الديمقراطي العالمي إذ إننا لأول مرة سنرى أسود يقود أكبر دولة في العالم وأعني باراك أوباما الذي فاز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في نقلة ديمقراطية غير عادية في حياة أمريكا والعالم انسجاماً مع المقولة الشهيرة أمريكا هي العالم والعالم هو أمريكا.وكلنا أمل ورجاء في إصلاح سياسي أمريكي في عهد أوباما يقود حركة تجديد في مفهوم العلاقات السياسية بين الشعوب واحترام سيادة الدول وحقها الطبيعي في تقرير مصيرها بنفسها وتوجيه القانون الدولي في حل خلافاتها ومشاكلها بعيداً عن سياسة الاملاءات ولغة التهديد والوعيد والغطرسة غير المجدية في تبني هذه الخلافات وحلها.. ذلك لأن العنف لا يولد إلا عنف أكبر يوسع الهوة بين الشعوب ويغذي منابع الإرهاب في مناطق كثيرة ويجلب الفقر والخراب للأمم وها هي أمريكا تكتوي بهذه النيران بسبب غطرستها البوشية الحمقاء وتعيش ومعها العالم في أكبر أزمة اقتصادية رغم كل ما لديها. وعلى الصعيد المحلي تأتي الانتخابات النيابية في إبريل القادم وبلادنا بحمد الله تعالى تنعم بالأمن والاستقرار وتتجاوز بحكمة آثار كارثة السيول الأخيرة بالتزام ومسؤولية رغم بعض من يستثمرون هموم ومشاكل الوطن لعرض بضائعهم السياسية الرفيعة مستغلين الأرضية الصلبة الديمقراطية الثاني والعشرين من مايو الأعظم معتقدين أن شعبنا يجهل طبيعة نفسيتهم المريضة التي تعودت على استغلال الأزمات والكوارث لتفرض املاءاتها حباً في الوصول إلى السلطة بمفهوم (نحن ومن بعدنا الطوفان).كما أن انتخابات العام القادم تأتي في وقت قطعت فيه الحكومة شوطاً كبيراً في تنفيذ مصفوفة البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رغم الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية.
|
اتجاهات
الانتخابات والواجب الوطني والتاريخي
أخبار متعلقة