الخطيب : إسرائيل لن تعيش حياة طبيعية دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه
القدس الشريف / وكالات :منعت إسرائيل أمس الأحد وصول الفلسطينيين إلى باحة المسجد الأقصى تحسبا لاندلاع مظاهرات للاحتجاج على الأشغال التي يقوم بها الإسرائيليون قرب المسجد.وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إنه يمنع على الرجال والشباب المسلمين ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما الوصول إلى باحة المسجد.ولم يشمل المنع النساء المسلمات، أما الرجال ممن تفوق أعمارهم 45 سنة فلن يدخل منهم إلا من يحمل بطاقة هوية زرقاء تسلمها إسرائيل.وتأتي هذه الاجراءات التعسفية بعدما دعا قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي تيسير التميمي الفلسطينيين للتوجه أمس الأحد "إلى المسجد الأقصى المبارك للدفاع عنه وحمايته من المخططات والأخطار الإسرائيلية المحدقة به".ووجه التميمي نداءه بعد أن قررت إسرائيل هدم الطريق الذي يربط الحرم القدسي بباب المغاربة، وهو ما يعد مساسا بأجزاء من الحرم القدسي الشريف.وأدان مجمع الفقه الإسلامي من جهته يوم السبت أعمال الحفر الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى، واعتبرها انتهاكات صارخة لحرمة المسجد ومهددة لوجوده.وقال مسؤول الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي بدوره في مؤتمر صحفي السبت برام الله إن إسرائيل تقيم مدينة سياحية أسفل الحرم القدسي، واتهم الرئاسة الفلسطينية والحكومة بتجاهل موضوع القدس.وحذر التفكجي من تسارع وتيرة الاستيطان ومواصلة عزل القدس عن محيطها وبناء شبكة من الجسور والأنفاق بين المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.واستنكر غياب الدعم العربي قائلا "إنه في الوقت الذي تصرف فيه إسرائيل المليارات من الدولارات على تهويد القدس لا يصل السكان الفلسطينيين فيها أي مساعدات تذكر من الدول العربية والإسلامية".ومن جانبها حذرت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح إسرائيل "من المساس بالمسجد الأقصى المبارك"، داعية أبناء الشعب الفلسطيني "للالتفاف حول مقاومته وقيادته".وطالبت الكتائب "الأمتين العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتهما تجاه ما يجري للمقدسات".على صعيد اخر قال وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب ان اسرائيل "لن تعيش حياة طبيعية في هذه المنطقة دون اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه" داعيا الفصائل الفلسطينية الى ان لا تعطي "اي ذريعة لاي طرف بعدم وجود شريك فلسطيني للسلام."ونقلت صحيفة "الغد" عن الخطيب قوله خلال ندوة حول الشرق الاوسط ان "اسرائيل لن تعيش حياة طبيعية في هذه المنطقة دون اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه".واضاف الخطيب "اسرائيل بحاجة الى السلام بقدر حاجة الفلسطينيين له" مشيرا الى "الوضع المأزوم في اسرائيل حاليا".وشدد على ان "المنطقة لن تشهد استقرارا دائما ولا هدوءا ولن تشهد انفراجا في ما يتعلق بالقضايا الاخرى ما لم تحل القضية الفلسطينة".كما اكد ضرورة ان "يعطي الحل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المتمثلة بدولة مستقلة قابلة للحياة ينعم فيها بحقوقه وتعيش بسلام الى جانب كل دول المنطقة على اساس الشرعية الدولية".وشدد الخطيب على ان "ايجاد هذا الحل هو الاسلوب الوحيد والوسيلة الوحيدة لحصول اسرائيل على الامن في هذه المنطقة".ودعا "كافة الفصائل الفلسطينية لترتقي الى مستوى المصلحة الفلسطينية وعدم اعطاء اي ذريعة لاي طرف بعدم وجود شريك فلسطيني" معبرا عن "قلق الاردن من الصدامات الراهنة بين الفصائل الفلسطينية".واعتبر ان "استمرار الاقتتال الداخلي سيكون له نتائج مأساوية على القضية الفلسطينية وقدرة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه".واكد ان "الاساس هو ان يكون هناك طرف فلسطيني واضح المعالم ومعترف به عالميا وقادر على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وقادر على الاندماج في عملية سلام حقيقية تؤدي الى استعاده الحقوق".وكانت مصادر طبية وشهود عيان افادوا ان الاشتباكات بين انصار حركتي فتح وحماس تواصلت ليل السبت حتى الصباح في مناطق عدة من مدينة غزة رغم التوصل الى وقف جديد لاطلاق النار مساء السبت.وبلغ عدد قتلى المواجهات بين الحركتين منذ الخميس الماضي 28 قتيلا اضافة الى اكثر من 250 جريحا.في غضون ذلك قالت صحيفة هاارتس الاسرائيلية في عدد أمس الأحد إن اسرائيل صعدت من استعدادها لاحتمال توغل عسكري في غزة بسبب مخاوف من أن يؤدي الاقتتال بين فصيلين فلسطينيين الى تجدد الهجمات على اسرائيل.ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية بارزة قولها ان مثل هذه الغارة ليست احتمالا فوريا ولكن جزءا من خطة محتملة في حالة تصاعد وتيرة العنف.وقتل أكثر من 80 فلسطينيا في الاقتتال الذي اندلع بين حركة فتح وحركة المقاومة الاٍسلامية ( حماس) بعد انهيار المحادثات المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ودعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاجراء انتخابات جديدة.وقال أهارون أبراموفيتش مدير عام وزارة الخارجية الاٍسرائيلية ردا على سؤال عن تقرير صحيفة هاارتس "دون شك نمر بفترة صعبة."وأضاف أن اسرائيل تتابع العنف وتشعر بالقلق من التهريب المستمر للاسلحة الى غزة وأيضا من الاطلاق المتقطع للصواريخ على اسرائيل بالرغم من هدنة 26 نوفمبر.وأكدت مجموعة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط التي اجتمعت يوم الجمعة من جديد حظر المساعدات الدولية المفروض على الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس. وكان الحظر فرض للضغط على حماس لكي تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام الموقعة مع اسرائيل.