القوات الباكستانية تهاجم متشددين في وادي سوات
مينجورا (باكستان) /14 أكتوبر / رويترز :يجري الرئيس الباكستاني برويز مشرف مشاورات لإعلان حكومة تسيير أعمال استعدادا للانتخابات العامة المقبلة، في حين تستعد المعارضة لتشكيل تحالف معارض لإجراء هذه الانتخابات في ظل حالة الطوارئ.وبعد أن أصدر مشرف أمس قرارا بحل البرلمان مع انتهاء ولايته المقررة قانونيا، فإنه سيتبع ذلك بالإعلان عن حكومة تسيير أعمال تكون مهمتها قيادة البلاد للانتخابات المقبلة قبل التاسع من يناير القادم.وبينما قال طارق عظيم خان نائب وزير الإعلام إن مشرف يجري مشاورات ثنائية لتشكيل هذه الحكومة التي يتوقع أن تؤدي اليمين أمامه الجمعة، فقد أشار وزير السكك الحديدية شيخ رشيد أحمد إلى أن المرشح الأوفر حظا لتولي منصب الرئيس فيها هو رئيس مجلس الشيوخ محمد الدين سومرو.وقالت تقارير إن من بين المرشحين للمنصب الجنرال المتقاعد والسفير لدى تركيا افتخار حسين شاه والمحافظ السابق للبنك المركزي إشرات حسين.يأتي ذلك في وقت تعهدت فيه زعيمة حزب الشعب بينظير بوتو -الخاضعة للإقامة الجبرية في لاهور- بالعمل كمحور للالتقاء بين أبناء باكستان، بعد أن اتفقت مع رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف على تشكيل جبهة معارضة موحدة ضد الرئيس مشرف.ورفضت بوتو في تسجيل مصور بثه موقع مجلة (تايم الأميركية) على الإنترنت إجراء أي مفاوضات مع الرئيس مشرف. وقال قيادي في حزب الرابطة المعارض إن زعيم الحزب نواز شريف وبوتو اتفقا في اتصال هاتفي على إطلاق ما وصف بنضال مشترك ضد الرئيس الباكستاني.وكانت بوتو قد قالت إنها اقترحت على زعماء المعارضة الاتفاق على برنامج للديمقراطية، والدعوة لتشكيل حكومة انتقالية تحقق الوفاق الوطني.من ناحية ثانية أفادت الأنباء من إسلام آباد أن السلطات الباكستانية أفرجت عن رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية السابق الجنرال المتقاعد حميد غول، ووضعته رهن الإقامة الجبرية.وكان غول قد اعتقل مع عدد من كبار المعارضة الذين احتجوا على فرض حالة الطوارئ.وكانت السلطات اعتقلت المعارض ونجم الكريكت السابق عمران خان بعد مشاركته في تظاهرة طلاب جامعة البنجاب في لاهور أمس، ووجهت إليه تهما بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي يمكن أن تصل الأحكام فيه إلى الإعدام.ميدانياً قال الجيش إن القوات الباكستانية التي تعززها طائرات الهليكوبتر العسكرية قتلت 20 متشددا مؤيدا لطالبان اليوم الخميس فيما صعدت قوات الأمن جهودها لطرد متمردين إسلاميين من واد في شمال غرب البلاد.وقال سكان في وادي سوات ومسؤول امني إن أكثر من 20 متشددا قتلوا في ثلاث اشتباكات اليوم الخميس (أمس) وان 33 قتلوا في اليوم السابق.وقال المتحدث الميجر جنرال وحيد أرشد "طائرات الهليكوبتر العسكرية دمرت نقطة تفتيش (للمتشدين)... كما استهدفت قوات الأمن مواقع الذخيرة والقذائف التابعة للمتشددين."وكان الوادي الذي يقع في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي موقع جذب سياحيا بجباله وجداوله ومنتجع التزلج الوحيد في البلاد.لكن المتشددين وبينهم 800 أجنبي تسللوا من معاقل على الحدود الأفغانية لدعم رجل دين راديكالي فيما تركز اهتمام الحكومة على جهود الرئيس برويز مشرف للحصول على فترة حكم ثانية.وقتل نحو 250 شخصا في الأسابيع الأخيرة في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار رجل الدين المتشدد الملا فضل الله.وشن الجيش هجوما جديدا هذا الأسبوع للقضاء على المتشددين واندلع قتال شديد إلى الشرق من مينجورا البلدة الرئيسية في الوادي.وقال سكان ومسؤول امني إن مدنيين قتلوا في قرية باجوراي ميانكالاي بمنطقة شانجلا في إطلاق نار بدأ في الليلة قبل الماضية عندما هاجم متشددون قوات الأمن ورد الجيش بإطلاق قذائف مورتر.وقال مسؤول امني طلب عدم الكشف عن هويته "وفقا لمعلوماتنا قتل نحو 20 مدنيا."وقال احد سكان القرية ويدعى موسى خان بالتليفون "توجه النداءات من مكبرات الصوت بالمسجد للمساعدة في إخراج القتلى والجرحى."وتخوض قوات الأمن معارك ضد المتشددين على امتداد الحدود الأفغانية وخاصة وزيرستان الشمالية والجنوبية في السنوات الأخيرة وقتل مئات الجنود والمتشددين.